إن مشروع المنطقة الآمنة الذي تسعى كل من تركيا وأمريكا إلى تنفيذه في شرقي الفرات من كوردستان سوريا لاقى وجهات نظر متباينة في الأوساط السياسية والإعلامية الكوردية.
وكان لموقع المجلس الوطني الكوردي الإعلامي استطلاع مع عدد من السياسيين والمثقفين الكورد حول هذه المنطقة.
وفي حوار حصري لموقع المجلس الوطني الكوردي مع الناشط السياسي دلدار بدرخان أشار بدرخان :
إن الجميع يعلم العقلية الصلفة التي يمتاز بها تنظيم PYD منذ إستلامه دفة الحكم والسلطة في مناطقنا الكوُردية في سوريا والتي تتلخص بالاستفراد و العنجهية ومنطق القوة والترهيب والإذعان لأهداف ومخططات مرسومة و مشبوهة ، والتي كانت أساساً في سقوط منطقة عفرين وذهابها إلى هذا المنحدر الذي لم نكن نريده يوماً ، و يمكننا القول هنا أن هذا التنظيم هو مجرد أداة ضمن اللعبة الدولية يقوم بما يمليه عليه أسياده لا نزر ولا هذر ، وليس بيده مفاتيح القرار والأخذ والرد ، ولنكون موضوعيين أكثر في هذا الصدد ونبرهن ما ذهبنا إليه آنفاً ، فقبل الأجتياح التركي لمنطقة عفرين بستة أشهر أيام التصعيد الإعلامي والأجواء المتوترة والمشحونة آنذاك و التي كانت تنذر بهذا الأجتياح كما نشاهده اليوم على تخوم سري كانية و تل أبيض ، كان تنظيم PYD أمام خيارات عديدة طرحناها وقتها نحن المثقفين والنخب السياسية الكُوردية ، فكان يمكن لهذه الخيارات أن تُجنبنا أهوال الحرب الخاسرة والمؤكدة ، والتي تتمثل بالخروج من المناطق العربية وقطع العلاقات بتنظيم PKK , وخروج عناصر PKK الوافدين من جبال قنديل من مناطقنا , وتشكيل جهاز أمن وشرطة من أبناء المنطقة خاضعة لإدارة حيادية ومستقلة وغير مؤدلجة ، وتشكيل ادارة وسلطة تدير المنطقة من كافة الأحزاب والتوجهات والمستقلين من أبناء المنطقة ، والمطالبة بحماية أممية وممرات إنسانية ، إلا أن هذا التنظيم كان أسير مشاريعه ومخططات أسياده ولم يذعن للخيارات الإنقاذية المطروحة من قبلنا ، واستمر في المخطط أو التمثيلية حتى سقوط منطقة عفرين ، وهذا ما تحاوله في المناطق الأخرى لأنها بعيدة عن المسؤولية الأخلاقية ولا يهمها إلا مصالحها الحزبية ، وهنا إذا أردنا أن لا تتكرر مأساة عفرين في المناطق الأخرى ولكي نجنبها أوار الحرب فهذه الوثيقة و الخيارات التي طرحناها سابقاً هي الخلاص ولا مناص من ذلك ، مع إشراك وعودة البيشمركة كضرورة آنية لا جدال عليه .
وردا على تصريحات مظلوم كوباني القائد العسكري لفيما تسمى قوات قسد أكد بدرخان أن الشعب الكوردي وبصراحة تعود من قيادات هذا التنظيم أن يكون تصريحاته في هكذا حالات نارية و حماسية وسقفها عالي ، وهي تصريحات وشعارات أقل ما يقال عنها أنها خاوية ومجرد أستهلاك إعلامي لا أكثر ولا أقل ، ولقد رأينا ذلك في مناسبات عديدة ولا سيما في منطقة عفرين ، فلا يملكون أية ورقة ضغط يمكن أن يستعملوها سوى التعويل على أمريكا والدول الغربية التي تبحث عن مصالحها بالدرجة الأولى ، و لا تولي أي أهتمام لهكذا أجساد مستهلكة من قبل العديد من أجهزة المخابرات ، فأمريكا لديها مصالح في المنطقة و لديها مشاريع تحاول المحافظة عليه بدون أن تخسر أي شيء ، وتركيا في النهاية دولة لها وزنها وثقلها على الساحة الدولية ولديها تأثير مباشر في الملف السوري كونها تمتلك حدود طويلة مع سوريا وأمريكا لا تستطيع التفرد دون تسوية الأمر مع تركيا ، لذلك على الأحزاب والحركات الكوُردية إن كانت جادة وعلى قدر المسؤولية أن تبحث عن طرق عملية لتحييد المناطق عن لعبة الدول و صفقات المصالح .
ومن جانبه أكد الناشط السياسي شيرو سفوك خلال حوار حصري مع موقع المجلس الوطني الكوردي:
أنه و حتى الآن ما تسمى الادارة الذاتية لم تتعظ من مأساة عفرين ولم تقف على أسبابها وما كان المطلوب منها لتجنب تلك المأساة لأنها أسيرة قنديل وبالتالي إتخذت خياراً واحداً ألا وهو خيار المقاومة التي كانت تعرف إنها رهان خاسر مسبقاً وكان بإمكانها تسليم عفرين للمجلس الوطني الكوردي مثلاً وخلط الأوراق ولكن تسليم عفرين لتركيا كان بإتفاق إيراني سوري روسي وال پ ك ك مقابل سحب المعارضة والمسلحين من الداخل السوري وطبعاً قبلت تركيا بذلك مجبرة بعد خوضها حرب داخلية ضد ال پ ك ك التي أجبرت تركيا للإعتذار لروسيا بعد إسقاط طائرتها وفتح علاقات جديدة مع إيران والقبول ببقاء النظام السوري مقابل سحب المعارضة من الداخل السوري على أن تتسلم تركيا عفرين وكذلك كل روژآڤايي كوردستان فيما بعد بحجة محاربة ال پ ك ك مثلها مثل عفرين ولكن الوجود الأمريكي والفرنسي أربك حسابات الجميع في روژآڤايي كوردستان الى الآن!.
وتابع سفوك قائلا :
ومن ناحية الشروط لمنع تكرار مأساة عفرين إن أرادوا وهنا نقول إن أرادوا فهي معروفة وهي قطع العلاقة مع قنديل تماما وطرد كوادرها لقطع حجة تركيا والإتفاق مع المجلس الوطني الكوردي حسب المبادرات الدولية كالفرنسية وإدخال پيشمركة روژ وتوفير غطاء شرعي يكون بإشراف الرئيس مسعود بارزاني لخلط أوراق تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري!.
وأشار سفوك :
أن قيادات PKK ومن ضمنها تصريحات مظلوم عبدي تأتي للضغط على الموقف الأمريكي وحلفائها الذين ينفون وجود ال پ ك ك في روژ آڤايي كوردستان وخطرها على تركيا في المفاوضات وإحراجهم و تسريع التدخل التركي لروژآڤا بإقامة منطقة آمنة بإشراف تركي مباشر وهناك أنباء عن قبول الإدارة بمنطقة آمنة حتى مسافة خمسة كيلو مترات أي كل المدن الكوردية في روژآڤايي كوردستان تحت الوصاية التركية وما إطلاق صاروخ من سري كانيي نحو تركيا خير دليل على ذلك!.
ومن جانبه أكد القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني _سوريا عضو المجلس المنطقي محمود ملا عيسى :
ان مشروع المنطقة الآمنة والذي تسعى كل من تركيا وأمريكا إلى تنفيذه في شرقي الفرات من كوردستان سوريا يجب أن يضمن الحقوق المشروعة للشعب السوري عموما والكوردي خصوصا.
حيث يجب الاستفادة من مأساة عفرين وما يجري فيها من ظلم وقهر ضد أبناء الشعب الكوردي في مدينة عفرين وعدم وجود أي جهة تحاسب المرتزقة الذين لايمثلون اي جهة سياسية وإنما يمثلون الأسلوب الإجرامي والإرهابي.
ويجب علينا أن ندرك تماما إن المنطقة الآمنة أمل الشعب الكوردي المتواجد في كوردستان سوريا للتخلص من تفرد السلطة وتهديدات النظام بالعودة واستلام الأمانة من PYD
وإن هذه المنطقة يجب أن تدار من أبناء المنطقة ويجب أن يكون للمجلس الوطني الكوردي دور في إدارتها وعودة بيشمركه روج للمشاركة في تأمين هذه المنطقة وأن تكون تحت حماية دولية لتفادي مأساة عفرين.
التعليقات مغلقة.