سؤال تبدو الإجابة عليه سهلة من حيث الظاهر ولكن حقيقة الأمر أن التعامل معه يحمل الكثير من التعقيدات وذلك لاختلاف وتفاوت ارتباط تلك الأحزاب مع السلطة, فبعضها ارتبط مع النظام وسعت إلى توفير شرعية شعبية وسياسية لها وأخرى ساهمت إلى جانبه في إخماد الثورة سياسيا ولوجستيا, البعض مرتبط مع النظام منذ عقود وبشكل علني والبعض الآخر مرتبط معه بموجب اتفاقيات أمنية تعمل خارج إطار ما يسمى بالجبهة الوطنية حيث اظهرت نفسها كقوة معارضة ولكن بتفويض مباشر من النظام الدموي وأجهزته الأمنية. تلك المعارضة التي سماها الإعلام الرسمي بالمعارضة الشريفة.
ما هو مصير هذه الأحزاب بعد السقوط؟ إنها قضية وطنية كبرى يجب إيجاد حلول واقعية لها وهنا يجب أن نميز بين مجموعتين أساسيتين : الأولى ساندت النظام سياسيا وإعلاميا والثانية ساندته عسكريا لذلك يجب معالجة وضع كل حزب ومجموعة على حدى وهذا يتطلب من الثوار الشرفاء الذين لم تتلطخ اياديهم في سكب دماء الأبرياء قبل المعارضة السورية، و بدورهاوضعت الحكومة الانتقالية أيديها على الوثائق في دوائر الاجرام والإرهاب (الدوائر الامنية) بغية حفظ ملفات الأحزاب والهيئات والمجموعات والأشخاص التي وضعت نفسها تحت تصرف النظام في هذا الشكل أو ذاك رغم يقيننا بأن تلك الأحزاب المرتبطة بالسلطة ومهما امتلكت من وسائل الخداع والمراوغة فإنها لا تستطيع إخفاء حقيقتها وبات أمرها مكشوفا للشعب السوري الذي سيحاسبها بطريقته الخاصة قبل محاسبتها وفق القوانين الجديدة والقضاء العادل لقد آن الأوان أن يدفع كل طرف ضريبة أفعاله وثمن عمله ضد الشعب.
٢١-٧-٢٠١٩
التعليقات مغلقة.