كل النكبات والخيبات التي طالت ونالت من الكورد ، وكل المآسي والويلات التي حلت بهم بتأثير الصراعات الاقليمية الدولية لم يتعظوا ولم يعتبروا ، بل بقوا على سجيتهم ونقائهم ولم يحملوا الضغينة ليس كونهم بسطاء سذج يسهل التغرير بهم ، ولكن لاتصافهم بسمة التسامح و لانهم تواقين للسلام والعيش المشترك ، لكن الحاقدين والسوداويين يستغلون طيبتهم وتسامحهم في ضغائنهم الدنيئة فيقحمونهم في سجالات ومعارك تنفيذا لمآربهم وسرعان ما ينقلبون على الكورد ويسلطون عليهم جام غضبهم .
ولو مررنا بعجالة في التاريخ الحديث دون التطرق الى الاغريق والخالدين ودون التحدث عن كاوا الحداد او جالديران ، فقط نستذكر التاريخ ابان العهد العثماني وكيف كانوا الولاة في المناطق الكوردية كوردا ورجالات الدولة وقواد الجيوش ورجالات البلاط ايضا كانوا اكراد وبالرغم من كل تضحياتهم غُدر فيهم ونكل بهم وسلبوا واغُتصبوا حينما توجسوا فيهم حميتهم القومية .
وكذلك فعل الفرنسيين في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ، حيث خلو ايضا بكل المعاهدات وتنصلوا من وعودهم لا بل زادو في الطين بلة وطبقوا بحقهم اتفاقية سايكس بيكو عرفانا بجمائلهم .
اما الطرف الثالث في سايكس بيكو الذي لبس ثوب الورع والتقوى ( روسيا ) فلم تتمالك نفسها امام االاغراءات الايرانية فسالت لعابها وضحت بجمهورية ” مهاباد ” الفتية وقدمت مؤسسيها قرابين نخبة نشوتهم .
ناهيك عما فعله العرب والفرس والترك فيهم ، الى ان اينعت ثمار ثورة ايلول المباركة واستقر بفضلها حال الكورد نسبيا ، واثناء حرب الخليخ الاولى رأى الحلفاء ضالتهم في الاراضي الكوردية الاستراتيجية ليكون قاعدة لهم ومنطلقا لعملياتهم وفي شعبها امانا على جنودهم .
ابرموا مع الكورد العديد من الاتفاقيات ووضعوا المواثيق والعهود لتأسيس دولة كوردية وبالرغم من تهافت كافة الدول لنيل الاستثمارات إلا انهم وفي اول اختبار كشفوا وجههم الحقيقي ، فما ان ظهرت نتائج الاستفتاء وايقنوا ان الكورد قادرين على إقامة كيانهم وادارة شؤونهم حتى بدأت المؤامرات تحاك لافشال مشروعهم ليصيبونهم بانتكاسة اخرى .
وها هو التاريخ اليوم يعيد نفسه . بالامس غدر الامريكان والالمان باقليم كوردستان العراق واليوم وتحقيقا لمصالح حلفائهم يقدمون الكورد كطرف بمعادلة للمساومة عليهم ، امريكا لم تقل في يوم انها تتحالف مع الكورد وكل اتفاقياتها كانت مع قسد ، ولكن بعد ان عقدت تركيا صفقات لاستيراد السلاح الروسي وتقربت من ايران ، على الرغم من امدادها بالسلاح الامريكي واعلان امريكا الانسحاب من سوريا وتقديم المناطق الكوردية في سوريا الموازية لكوردستان تركيا على طبق من ذهب لها ،
، الا ان الاتراك لم يتراجعوا عن صفقاتهم المبرمة مع روسيا الامر الذي سينعكس سلبا على حلف الناتو ويؤدي الى خروج تركيا من الحلف وخسارة حليف استراتيجي قوي في منطقة الشرق الاوسط، ، لذلك اعادت امريكا حساباتها وضعت الكورد في معادلاتها لمقايضة الاتراك و وضعهم امام خيارين ، اما الانصياع لرغبات امريكا والاذعان لامرها او اقامة كيان كوردي يهدد امنها وبكل الاحوال الكورد هم كبش الفدا
التعليقات مغلقة.