عقدت اللجنة المركزية للبارتي الطليعي الكردستاني – سوريا مساء يوم الأحد 7/8 من حزيران 2019 إجتماعها الاعتيادي، وبدأت أعمالها بالوقوف دقيقة صمت تكريما لشهداء الحركة التحررية الكردية وشهداء الحرية الذين ضحوا بحياتهم في سبيل غد مشرق لشعب كردستان والمنطقة. ومن ثم تم إستعراض جدول العمل.
تناول الإجتماع وضع الحزب وعمله ومنظماته في لبنان وأوروبا وإقليم كردستان، ورأوا ضرورة توسيع صفوفه وقاعدته وتعزيز دوره وبشكل أخص في الداخل وفي هذا الجانب تراءى للرفاق أن ظاهرة هجرة الكفاءات والأدمغة والشباب أوجدت فراغا حقيقيا في المجتمع الكردي وترك بصماته على وضع الحركة السياسية الكردية بجلاء.
وقفت اللجنة المركزية بإسهاب على آخر تطورات الوضع السياسي في المنطقة وسوريا، ورأت بأن دوسية سوريا ترتبط بجملة من الملفات الساخنة والمزمنة الأخرى في المنطقة، وأن أي حل للأزمة السورية لابد أن تتجاوب ومصالح القوى الدولية وخاصة روسيا وأمريكا وفي إطار الإستراتيجيات المرسومة في خلق توازن القوى الإقليمية بما يتوافق وتقسيم مناطق النفوذ بينهم كما كانت أيام الحرب الباردة. ورأى الإجتماع أن الأزمة الإيرانية وتناقضات المصالح بين القوى المتصارعة الدولية والإقليمية في المنطقة وبالأخص في صراعهم على كردستان وسوريا ووجود قوات أجنبية على الساحة السورية، تؤجج الحرب الدائرة وتعرقل عملية السلم وحل القضية السورية حلا دوليا نهائيا. ورأى الإجتماع أن الوجود الروسي في سوريا يكمن بيد العسكر ووزارة الدفاع المستفيدة من الحرب ومن بيع الأسلحة، وهي مسألة إستراتيجية بالنسبة لموسكو من خلال تعزيز نفوذها في الشرقين الأوسط والأدنى وحماية أمن روسيا على حدودها الجنوبية وفي مناطق القوقاز وأوكرانيا والبحر الأسود، وأن هذا الوجود ليس بمعزل عن الموافقة الأمريكية، فأمن إسرائيل هو العامل المشترك بين كل من موسكو وواشنطن.
ناقش الإجتماع تصعيد القتال والعنف في مناطق إدلب ونزوح حوالي (3) ملايين من سكانها إلى المناطق الحدودية مع تركيا وتحديدا في بلدة سرمدا، جراء تعرض المنطقة إلى التدمير الكامل من قبل الطيران الروسي والسوري، وندد الإجتماع القصف الهمجي ضد السكان العزل وطالب بإعادتهم إلى مناطقهم.
ورأى الإجتماع أن القمة الأمنية الأمريكية – الروسية – الإسرائيلية الأخيرة في القدس يوم الثاني من تموز، قد تكون بداية لوضع القطار على السكة نحو إيجاد حل للقضية السورية، وذلك بعد الإنتهاء من أزمة إيران التي قد تنتهي بهجوم عسكري أمريكي – إسرئيلي وتلقينها بضربات سريعة تهدف بنيتها التحتية ووقف إنتاج الأوتوم وتحريك الشارع الإيراني والقوميات التى ترزح تحت الهيمنة ومنها الشعب الكردي الذي يعاني الأمرين في السجن الإيراني الكبير.
وأدانت اللجنة المركزية وبقوة الإرهاب المنظم التي تقوم بها العصابات والميليشيات المسلحة المتشددة التابعة للإحتلال التركي من قتل وخطف وفرض إتاوات والإستيلاء على بيوت وممتلكات المواطنين بالقوة وغيرها من الأعمال الإجرامية المشينة، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل السريع للضغط على الجهات المعنية لوقف هذه التجاوزات بحق شعبنا الكردي في قرى وبلدات عفرين والكف عن سياسة التطهير العرقي ووقف عملية التغيير الديمغرافي، ومحاسبة المجرمين وفتح المجال لعودة سكان عفرين الأصلاء إلى ديارهم وإخراج الجماعات الغريبة المجلوبة من المنطقة إلى ديارهم.
ورأى الإجتماع إن ما يجرى على الأرض في كردستان سوريا هو سايكس–بيكو جديد وتجزئة المجزأ من خلال فصل عفرين عن باقي المناطق الكردية في سوريا والتى أصبحت تعرف ((بشرق الفرات)) وهو مصطلح يستهدف الكرد جيوبوليتيكيا.
قيًّم الإجتماع عاليا المبادرة الفرنسية (الأمريكية) لترتيب البيت الكردي، مع أن لحظة الحسم والشروع بالحل بيد واشنطن وموسكو، وفي هذا الإطار طالب الإجتماع ب ي د بالتجاوب مع الإرادة الدولية وخلق أجواء إيجابية وأرضية مناسبة وصولا إلى إيجاد توافق سياسي مع المجلس الوطني الكردي يمهد لعملية الشراكة الحقيقة، لأن دون ذلك سوف لن يعم الأمن والإستقرار في مناطق كردستان سوريا .
أكد الإجتماع على أهمية دور المجلس الوطني الكردي ونضاله من أجل توفير مستلزمات المرحلة وضرورة تعميق العلاقات النضالية بين أحزابه السياسية ومكوناته والسير على نهج الكردايتي وصولا إلى بناء دولة ديمقراطية تعدددية فدرالية علمانية في سورية يعترف دستوريا بالشراكة الحقيقية بين الشعبين الكردي والعربي في إتحاد فدرالي يؤمن حقوق جميع القوميات والفئات الدينية والمذهبية في سوريا.
وقيم الإجتماع دور الحزب الديمقراطي الكردستاني في إنجاح الكابينة الحكومية التاسعة برئاسة رئيسها المكلف مسرور البارزاني في الإقليم معتبرا أن إستقرار كردستان العراق وإتفاق أحزابه وقواه السياسية هو سند لتوفير الإستقرار في جميع أجزاء كردستان.
اللجنة المركزية للبارتي الطليعي الكردستاني – سوريا
8/ 7/ 2019
التعليقات مغلقة.