المجلس الوطني الكوردي في سوريا

لعل لبعضهم أخذ العظة ….

118

الكاتب: يوسف حمك

شدتني شذاجة أحد القادة السياسيين في بلاد الشرق التعيس ، بحيث جعلت جهله مرئياً ، و غباءه للعيان مكشوفاً ، و صراخ تخلفه للآذان مسموعاً . و غدا مركزه على العقل وصمة عارٍ ، و للفكر جرحٌ بليغٌ .

بقدر ما أدهشني ارتماء أحد نظرائه القياديين الأذكياء المقتدرين في حضن التبعية العمياء لأحد الزعماء الفاشلين في ذات البلد إلى حد التماهي .
في تبعيته إهانةٌ ، ليست لذكائه فحسب بل وصمة عارٍ و مذلةٌ على جبين الحياة ذاتها !!!
مما استدعى العجب في ذاكرتي قول الكاتب و الأديب الأمريكي إرنست همنغواي في السياق ذاته : (( أتعس أنواع السلطة هي التي تفرض عليك أن تذكرها صباح مساء ))

ندع الجهلاء و الحمقى جانباً .
للتركيز على الكفء المتزلف ، و الذكي المرتزق ، و المتسلق الانتهازي الرخيص .
هؤلاء جوقةٌ من المتملقين و الوضيعين و هابطي الخلق ، يبثون الفوضى في البلاد ، لهدم الوطن و تفكيك المجتمع ، و يعيثون الفساد في كل أرجاء المعمورة .
أولئك الذين سيذكرهم التاريخ : ” بلاعقي الأحذية ” حسب المصطلح و التوصيف الفرنسي .

يمتلكون المواصفات التي تؤهلهم للمهمات الصعبة . لكنهم منفعيون ، يقتنصون الفرص لجني الفوائد على حساب القيم النبيلة .
عن الدنايا و الشائنات لا يترفعون ، أمام أحط الإغراءات لا يصمدون ، و مع مختلف هبوب الرياح يتقلبون …
عاشقو استدراجات السلطة و زيف بريقها .
يرون السلطة غنيمةً و نفوذاً للنهب و السلب ، و مكسباً لترقية المناصب و التباهي ، لا لخدمة الجموع و البناء و النهوض …
يستبدلون عقلية التحجر و الاتباع ، بعقلية التنوير الخلاق و الإبداع .

ثرثرةٌ بلا فعلٍ ، و كثرة كلامٍ بلا منفعةٍ ، و تسويفٌ بلا نتائج أو انتاج . و الخاتمة هي نكسةٌ تلو النكسة ، و فشلٌ يليه الفشل ، و انهيارٌ للأسوء ، ثم السير بالأوطان إلى الهاوية .
لصوصٌ يسرقون في وضح النهار ، سفاحون و سفاكون للدماء ، يقتلون بالنيابة عن الطغاة و الجبابرة و المستعمرين .
لا عفة عندهم أو ذرة كرامةٍ ، و الضمير في مهب الريح مندثرٌ . و عزة النفس مع المصالح لم يبق منها أثرٌ .
الخلق شائنٌ ، و من القبح تسير السمعة إلى القبح .
أما الوفاء فمعدومٌ ، و ترتيبه دون الصفر .

كل شيءٍ عندهم بضائعٌ رائجةٌ للتجارة .
المبادئ أول بضاعةٍ قبضوا ثمنها بعجالةٍ ، مروراً بالوطن الذي كان آخر سلعةٍ محرزةٍ أنفقوها بصفقة العمر ، و بثمنٍ أغلى و ربحٍ أوفر .
هكذا الشرق اللعين ، إنه واحةٌ حبلى بالخسة و الدناءة ، تتفجر منها ينابيع العمالة ، و تتدفق العقول الآسنة ، و الذهن الراكد ….
بئس الشرق ذاك ، و بئس ثقافته الهابطة ، و الخلق المشين لساكنيه ….

(المقالة تعبر وجهة نظر كاتبها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)

التعليقات مغلقة.