المجلس الوطني الكوردي في سوريا

في الذكرئ ال62 لتأسيس أول تنظيم كوردي إعلام المجلس يستطلع آراء بعض النخب السياسية…

158

ألحقت كوردستان سوريا بالدولة السورية مع نهاية الحرب العالمية الأولى وفق إتفاقية سايكس بيكو 1916 ،خلال تلك الفترة إقتصر الحراك السياسي على بعض وجهاء العشائر و البكوات و المثقفين و رجال الدين .

 

مع نهاية الحرب العالمية الثانية 1949 ، نشطت جمعية خويبون ( الإستقلال ) و التي انحصر نشاطها ضمن بعض القوميين ، في هذه الأثناء وجد الشعب الكوردي ضالته ضمن صفوف الحزب الشيوعي السوري .

 

مع دخول سوريا مرحلة الإنقلابات العسكرية ،و تبلور الفكر العروبي في سوريا ،أدركت النخبة الكوردية المثقفة ضرورة تأسيس تنظيم سياسي كوردي خاصة مع تطور الأوضاع في أجزاء كوردستان الأخرى واندلاع العديد من الثورات الكوردية .

 

و كان الإعلان عن تأسيس أول تنظيم سياسي كوردي في سوريا في الرابع عشر من حزيران عام 1957.

 

بهذه المناسبة استطلع موقع المجلس الوطني الكوردي آراء بعض الساسة الكورد .

 

 نعمت داوود سكرتير حزب المساواة الديمقراطي الكوردي في سوريا تحدث لموقع المجلس عن الظروف المحيطة بالتأسيس و آثار تلك الظروف على واقع الحركة ، فقال :

 

شهدت سوريا في خمسينات القرن الماضي هامشا من الحياة الديمقراطية والبرلمانية ، وحراكا سياسيا وثقافيا نشطا، كما شهدت نموا وتبلورا في الفكر القومي العروبي مبتعدة عن المفاهيم الوطنية الجامعة التي كانت سائدة قبل الاستقلال وبعده الى جانب فعالية الحزب الشيوعي والأخوان المسلمين أنذاك ، ولم تخل الساحة الكوردية من تنظيمات ومنتديات ثقافية واجتماعبة تؤكد استمرارية الفعل والوعي القومي الذي بث من قبل الثورات والانتفاضات الكوردية في أجزاء كوردستان الأخرى ، ومع تواجد وتاثير شخصيات ثقافية وسياسية كوردية مرموقة من هذه الأجزاء حينها ، تبلور لدى فئة من المتنورين الكورد فكرة إنشاء تنظيم سياسي كوردي يجاري التنظيمات الكوردية في تلك الأجزاء من كوردستان والتنظيمات الوطنية في البلاد وتتفاعل مع المستجدات على الساحة الوطنية والإقليمية دفاعا عن وجود الشعب الكوردي في سوريا وتحقيق حقوقه القومية المشروعة، ومع الإعلان عن تاسيس الحزب في الرابع عشر من حزيران عام ١٩٥٧ ووسط تلك الاجواء سارع القوميون والشيوعيون والأخوان للنيل منه ووجدوا فيه خصما يستنزف الكثير من قواعدهم ، في حين لاقى إعلانه التفافا جماهيريا واسعا لدى مختلف فئات الشعب الكوردي وفي جميع أماكن تواجده في سوريا .

 

من جهته تحدث فيصل يوسف المنسق العام لحركة الإصلاح الكوردي – سوريا ،عن واقع الإنشقاقات داخل الحركة و نتائجها على نضال الحركة و القضية الكوردية عموما ، فقال :

 

التنظيم الكوردي اعتمد مبدأ المركزية الديمقراطية في بناء الهيئات الحزبية وهذا النموذج كرس التفرد والأحادية في قيادة الأحزاب وإقصاء الراي المخالف وابعاد الكوادر المؤهلة المثقفة الواعية في القيادة بما يخدم سطوة المتمسك بزمام القرار مما اوجد وضعا في داخل الأحزاب بحيث تحولت الأجتماعات العامة الى محطات للتصفية والصراعات في ظل انعدام الخيارات الديمقراطية لاستيعاب معظم الآراء في تعزيز وتفعيل الأداء السياسي والإجتماعي والثقافي للحزب وبدلا من ذلك فقد أفرزت هذه الحالة مزيدا من الإنقسامات في صفوف التنظيم في غياب الإحتكام للمرجعيات أو صناديق الإنتخاب بشكل ديمقراطي وشفاف وأدى لإنهاك وضعف الحراك السياسي الكوردي والانشغال بالذات المريضة والبحث عن إثبات الوجود وبناء المحاور وفقدان ثقة الجماهير ولاسيما جيل الشباب من الحياة الحزبية وساهم في تنمية هذا الشعور الجهات الأمنية بشتى الوسائل بغية تمرير مشارعها الشوفينية لايختلف أثنان على سلبية ولاجدوى هذه الانقسامات الغير مبررة في ظل أهمية توحيد الرؤية الكوردية والعمل المشترك للمطالبة بتثبيت حقوق الشعب الكوردي في سوريا ديمقراطية متعددة القوميات فيدرالية وايلاء هذا الجانب الأهمية القصوى وتأجيل التناقضات الثانوية الى مراحل أخرى بعد إيجاد حلول سياسية للوضع المتأزم في البلاد وإشاعة الديمقراطية التي تؤمن وتضمن حق الفرد والجماعات بالرأي والرؤى وتشكيل الأحزاب الديمقراطية لقد ولى عهد الأنظمة الشمولية والفردية في حياة الدول والمجتمعات والأحزاب لأنها لم تتمخض عنها سوى الإنشقاقات وثقافة العبودية وتفتتيت الدول لقد آن الأون لبناء الحزب الجماهيري الديمقراطي المؤسساتي الذي يوحد الطاقات ويحترم كل الرؤى نحو هدف تحقيق أهداف الشعب الكوردي في سوريا وإيجاد النظام الديمقراطي في عموم البلاد.

 

سليمان أوسو سكرتير حزب يكتيي كوردستاني- سوريا ،استعرض في إطار حديثه لموقع المجلس واقع الحركة الكوردية الحالي و وإنعكاساتها على قضية شعبنا قائلا:

 

في الذكرى السنوية الثانية والستون لتأسيس أول تنظيم سياسي كوردي ، الذي جسد في توجهه آمال وطموحات الشعب الكوردي كشعب يعيش على أرضه التاريخية كوردستان ، وواجهت السلطات السورية حينها قيادة الحزب بالملاحقة والتعذيب والسجن والتقديم الى محاكم استثنائية وإصدار أحكام مجحفة بحقهم ، ونتيجة لهذا الوضع أنقسم الحزب على نفسه بمسميات عدة ومسوغات لا تبرر الإنقسام الذي حصل ، ومنذ ذلك الحين مسلسل الإنشقاقات لم يتوقف في صفوف الحركة الكوردية وأحد الاسباب الاساسية لهذه الإنقسامات هي سرية عمل الأحزاب بسبب القبضة الأمنية المتحكمة في البلد وإنعدام الحياة الديمقراطية طيلة العقود المنصرمة في البلاد وعدم وجود قانون ناظم لعمل الأحزاب ، وباتت هذه الإنشقاقات تأخذ طابع الخلافات الشخصية ، والأغلبية المطلقة لهذه الأحزاب لا تتوفر فيها مقومات الحزب السياسي ، ومما لا شك فيه ينعكس هذا الواقع المتشرذم للحركة سلبا إذ تنعدم ثقة الجماهير بقدرة الأحزاب على تمثيلها سياسياً وتلبية طموحاتها القومية ومصالحها الإقتصادية .

 

مع بدايات الثورة السورية استبشر شعبنا الكوردي خيراً عندما تأسس المجلس الوطني الكوردي وضم في صفوفه الأغلبية المطلقة للأحزاب الكوردية وكانت بداية صحيحة لتوحيد الصف الكوردي والإنخراط في صفوف المعارضة السورية وتمثيل الشعب الكوردي في المحافل الدولية ، ولم يحل للنظام والأوساط المعادية لطموحات شعبنا هذا التوجه للمجلس الوطني الكوردي ، وسرعان ما عملوا إلى كبحه من خلال تسليم إدارة المناطق الكوردية إلى حزب ب ي د الموالي لحزب العمال الكوردستاني وعملوا على إنهاء الحراك الشبابي وممارسة القمع بحقهم مما أدى الى هجرة جماعية للطاقات الشبابية وتفريغ المنطقة من أصحاب الشهادات والمثقفين وأنعكس ذلك سلبا على الأحزاب الكوردية ونفي العديد من قياداتها إلى خارج كوردستان سوريا ومحاولة إنهاء الحياة السياسية وكان لهجرة عدد كبير من قيادات الأحزاب الى أوربا أثر سلبي على أداء الأحزاب وأضعفت ثقة الجماهير بها ، وكل هذه الأسباب وغيرها زادت من وتيرة الإنقسامات في أحزاب الحركة الكوردية وبات بعضهم يتخذ المزاودات السياسية والإتهامات ذريعة لتبرير انقساماتهم .

إن واقع الانقسام والتشرذم يفرض على الجميع التفكير بمسؤولية وبذل المزيد من الجهود مع الدول الفاعلة في الملف السوري للإسراع في الحل السياسي والتعاطي بإيجابية مع المبادرات الدولية لتوحيد الصف الكوردي لنكون جزءاً من الحلول السياسية المقترحة لسوريا وإنهاء الإستبداد والعمل على إرساء نظام ديمقراطي بقانون عصري للأحزاب السياسية وتنظم إنتخابات حرة ديمقراطية . فالصندوق الإنتخابي وحده كفيل بإنهاء حالة التشرذم وسيؤدي الى انقراض الأغلبية المطلقة .

 

و بمناسبة مرور ٦٢ على تأسيس اول حزب كردي لا يسعنى إلا ان انحني احتراماً واجلالاً للرعيل الأول الذي أسسو الحزب وتعرضوا لشتى صنوف التعذيب ، واترحم على على ارواح الذين فارقوا الحياة أمثال نورالدين ظاظا واوصمان صبري ورشيد حمو وشوكت حنان وغيرهم ولولا تضحياتهم لَما كانت القضية الكردية موضع نقاش في كل المحافل الدولية التي تعقد لحل الازمة السورية

 

وعبر الناشط الكوردي الشاب شفان ابراهيم عن رؤيته لواقع الحركة الكوردية في سوريا من خلال حديثه لموقعنا قائلا :

 

كان ليّ صديق يشغل مركز قلب هجوم في نادي الجهاد الرياضي، خلال مسيرته الكاملة لثلاث سنوات، سجل هدفين فقط، وبقي يُمجد بهما، دون ايّ شيء جديد. كحال الحركة الكوردية.

 

لا شك، لعبت الأحزاب الكوردية دوراً اساسياً محورياً في منع محو وإلغاء الوجود الكوردي عبر نصف قرن من الظلم. وكانوا سداً منيعاً أمام جميع محاولات الطمس والتعريب.

 

ومن أنضم للحركة الكوردية حين ذاك وبقي في عمله يستحق التقدير والاحترام. لكن اليوم كل شيء تغير إلا نمطية معاجلة القضايا الجديدة، بقيت تُعالج بالطريقة القديمة نفسها.

 

ولن يتحقق أيّ تغيير؛ فثمة جبال من الجليد تُعيق أيّ تواصل للتغيير، ولا يُمكن أبداً تطبيق أي جديد دون توافقات تضر بهذه التغيرات نفسها.

 

“البعض” يشعر إنه خدّم وقدّم وضحى، وجاء وقت أن ينال قسطاً من الراحة وأن يبقى قائماً على رأس عمله ، كل شيء في الحياة يتغير،ووحدهم المحافظون على أنساقهم القديمة في الرتوم الجديدة هم من يبقون خارج النص وخارج التاريخ وبعيداً عن أي جديد. لابدائل، لا أحتواء، لا تضمين، لاخلق فرص جديدة أمام الشعب. إما التغيير الجذري أو الأنفجار الشعبي الكبير.

 

هجار معو

إعلام ENKS

التعليقات مغلقة.