من الواضح، أن قيام ترامب بمغامرة عسكرية ضد إيران مستبعد، لأنه في الأيام الأخيرة لاحظنا طلب أميركي واضح للتفاوض، كما أننا لو رجعنا سنتين الى الوراء، فنلاحظ أن مواجهات اميركا مع ايران كانت اقتصادية بحتة من خلال العقوبات والحصار، وقصة جر ايران الى المفاوضات بشأن برنامجها النووي لم يكن الا من خلال المواجهة الاقتصادية وليست العسكرية.
ان المواجهات العسكرية التي خاضتها الولايات المتحدة في المنطقة وخاصة أفغانستان والعراق مازالت ماثلة أما الرأي العام الأميركي الذي يلعب دوراً أساسياً قي القيام بحروب أو عدمها، كما أن الأزمة الحالية بين أميركا وايران تتقاذفها أمواج سياسية اقليمية ودولية، وهناك محاور واضحة في هذه الأزمة، حيث الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية والامارات في مواجهة روسيا والصين وأُوربا التي لم تفصح عن موقفها الحقيقي، لذا أي عملية عسكرية أو مواجهة بين ايران وأميركا ستكون كارثة عالمية لأن هذه المنطقة تُورد ما يقارب نصف انتاج الطاقة العالمي.
بغض النظر عن الجعجعة الأميركية التي – كما أعتقد – لن نرى في نتيجتها أي طحن، لو حاولنا أن نقرأ بهدوء هذا الانفعال الأميركي تجاه ايران، ونركز قليلاً على تاريخ العداء الأميركي – الايراني فنرى أنه في كل المحطات كانت ايران محظوظة بالمواقف الأميركية تجاهها، كلنا يتذكر الحوار الاميركي مع طالبان (حلفاء ايران) في أفغانستان أليس الأميركان من سلموا العراق على طبق من ذهب لايران عندما سحبت قواتها من العراق، أليست أميركا التي سلمت كركوك الى جماعات قاسم سليماني أليست أميركا هي التي غضت النظر عن التمدد الحوثي الايراني في اليمن ..؟؟.
ان وجود التهديد الإيراني يسمح للولايات المتحدة بالتغلغل في المنطقة، وابرام المزيد من صفقات الأسلحة والطاقة من تلك الدول التي يقلقها الكابوس الإيراني بدل الخطر الإسرائيلي “السابق” لأن اسرائيل وأميركا نجحا في اقناع الدول العربية بأن الخطر هو ايران وليست اسرائيل وهذا مانراه من خلال التطبيع التدريجي مع الدول العربية.
لذلك خيار المواجهة العسكرية المباشرة مستبعد، لكن ليس ببعيد حصول اشتباكات بين مصالح واشنطن وطهران في سوريا والعراق ولبنان واليمن، حيث الاوضاع والساحات هناك مفتوحة لحروب بالوكالة بين حلفاء كلا الطرفين.
التعليقات مغلقة.