تتبادل كل من أمريكا و روسيا الأدوار من خلال أدواتهما في سوريا، تارة أمريكا تستلم زمام الأمور وتخلط الأوراق، وتدخل الحابل بالنابل باستخدام السياسة الناعمة، وتارة أخرى روسيا تبادر في فرض هيمنتها وسطوتها باستخدام سياسة القوة، ضمنيا الطرفان متفقتان على كل ما تجري على الساحة السورية، أما هذه المرة فالطرفان تتحركان معا، أمريكا تضغط من خلال استخدام سياسة العقوبات على إيران، وكذلك روسيا تضغط من خلال استخدام سياسة القوة من خلال القصف بالأسلحة الفتاكة على مناطق خفض التصعيد، أما تركيا الطامعة وصاحبة الاهداف بإعادة السلطنة العثمانية، تستغل تلك الأدوار لصالح تلك الأهداف تارة تتناغم مع روسيا وتتفاوض معها على حساب أدواتها من المعارضة في إدلب، وايضا مع أمريكا مستغلة حلفها معها وعضويتها في الناتو، لتنفيذ أهدافها في المناطق الكوردية، أما النظام التي تفعل كل شيء فقط للحفاظ على وجودها، تعرف كيف تخلق توازنات بين حلفها مع روسيا ومع إيران على حد سواء، ومن خلال تلك التوازنات تحافظ على استمراريتها، وان لا ننسى تنسيقها الغير معلن ومن خلف الكواليس مع كل من أمريكا وروسيا.
إذاً يظهر امامنا الآن، التنافس بين هذه الدول على منطقتين رئيستين، منطقة كوردية أو ما سميّ من قبلهم بشرق الفرات، ومنطقة خفض التصعيد في ادلب وحماة ( آخر معقل للمعارضة ).
بادرنا إلى توجيه بعض اسئلة واستفسارات عن هذه المواضيع إلى عدد من السياسيين ومثقفين:
1 هل من الممكن ان تكون تلك المنافسة الجولة الأخيرة للوصول إلى الحل النهائي للأزمة السورية؟ أم ماذا؟
2 هل تتوقعون ان يكون هذه الجولة نهاية لبعض الدول المنافسة في سوريا، ايران مثلا؟
3 الكورد هم ورقة رابحة في المعادلة السورية، كيف للكورد استغلال ذلك لصالحهم؟
4 كيف تتوقعون الحل في سوريا، قريب ،أم بعيد، بسيط ، أم معقد، ولماذا؟
على الكورد ترتيب و تهيئة العامل الذاتي في هذه المرحلة .
تحدث بشار أمين عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا، حيث قال: «بداية لا بد من التحية والتقدير للقائمين على صحيفة كوردستان والقراء الكرام، اذا كان هناك شيء من التنسيق او تبادل الادوار بين كل من امريكا وروسيا فحتما على حساب المنافسة، اي ان المنافسة تخف لحساب التعاون والتكامل فيما بين الطرفين، ومن الواضح في الآونة الاخيرة تعارض بين مصالح كل من روسيا وايران، خاصة دور الاخيرة في سوريا لأغراض اكثر من اقتصادية، ولا يخفى الصراع القائم بين كل من امريكا واسرائيل من جهة وايران من جهة اخرى، سواء بسبب تهديد هذه الاخيرة لأمن المنطقة والعالم كونها مصدرة للإرهاب وداعمة لحركات التطرف الاسلامي، وعليه تلتقي مصلحة الطرفين الروسي والامريكي معا من اجل السعي لإخراج ايران من المعادلة السورية، ليس هذا فحسب، بل ان الموقف الامريكي قد يذهب الى حد المواجهة العسكرية المباشرة مع ايران ولو عبر الوكلاء. اما الحل النهائي للازمة السورية فلا يبدو في الآفاق المنظورة».
رأى أمين: «أن هذه الازمة تبقى محورية بالنسبة لعموم أزمات المنطقة (اليمنية، الليبية، الايرانية.. الخ) وبقدر ديمومة هذه الأزمة تبقى الذرائع قائمة للتصرف بما يخدم الجانب الاستراتيجي للطرفين».
تابع أمين: «كما اسلفنا، فان وضع ايران لا يحسد عليه، وسوف تقدم بالتأكيد على تنازلات هامة للطرفين، لكن حتى وان قبلت بالخروج من المعادلة السورية فليس بتلك السهولة، لان في ذلك ضياع لآمالها وتطلعاتها في عموم المنطقة، كما ان هناك تشابك قوي بين التواجد الايراني وأذرع هامة من النظام يحول دون خروج ايران بسهولة من الازمة السورية».
أضاف أمين: «اعتقد، فيما يتعلق بالكرد وما ينبغي تحقيقه من مكاسب من خلال التفاعلات الحاصلة في المعادلة السورية ينبغي ان لا نجازف كـ كرد بما يحصل وان نسعى لتثبيت بوصلتنا دون اختلالها كي لا تميلنا يمينا او شمالا، او تحيدنا عن تطلعاتنا او تخلط اوراقنا وتبعدنا عن اصدقائنا الحقيقيين، كما ينبغي ترتيب وتهيئة العامل الذاتي الذي هو الاهم في هذه المرحلة الهامة، وعليه من الضروري تحقيق الوفاق التام على اوسع نطاق ممكن».
كما اعتقد أمين: «ان حل الازمة السورية قد تأخذ وقتا اطول، لعدد من الاسباب منها ان الازمة السورية ترتبط ارتباطا وثيقا بالأزمات الاخرى في المنطقة، كما يبدو ان هناك ترتيبات عامة في المنطقة، منها ان ايران ضليعة في هذه الازمة، بـ”معنى”، لا يمكن حلها ما لم يتم تدبير شأن ايران، الى جانب قضايا اخرى سورية داخلية، حيث خشية بعض الاطراف الدولية من اعادة التجربة المصرية وصعود الاتجاه الاسلامي في السيطرة على الموقف وزمام الامور، لهذه القضايا وغيرها ربما يأخذ الحل السياسي للازمة السورية آمادا اخرى، “طبعا”، هذا لا ينفي استمرار الحلول الجزئية”
مطلوب من الكورد الاسراع في تشكيل جبهة داخلية لتنفيذ مشروعهم القومي .
تحدث نافع عبدالله عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا، حيث قال: «يبدو ان المجتمع الدولي ليس لديه في الافق ما يوحي الى نهاية الازمة في سورية وليس هناك مؤشرات واضحة المعالم نحو حلّ الأزمة السورية، رغم كل ما يحدث على الارض، النظام وحلفاؤه الروس والايرانيون لا يتفاعلون مع الحل السياسي فهم يسعون من اجل الحسم العسكري وسط الصمت الامريكي والتحالف الدولي، وعدم استجابة النظام وحلفائه مع مرجعية جنيف1والقرارات الدولية الذات الشأن، يتجلّى ذلك في معظم مواقفهم والبحث عن البديل كما يحصل في سوتشي واستانا، وروسيا تزيد من تعاونها العسكري مع النظام السوري في ادلب وريفها وريف حماة حيث القصف المتواصل على تلك المناطق في سعي كما تزعم تمشيطها من القوى الإرهابية، وفي المقدمة منها جبهة النصرة وغيرها، ذلك وسط صمت تركي كأنما يشير إلى تفاهم بين الجانبين في هذا الشأن، أو كأنّها عملية مقايضة حيث غضّ روسيا طرفَها عن المنطقة الآمنة.
يبدو أن هناك توافق بين أمريكا وروسيا وتركيا بشأن قضايا أساسية أخرى في الشأن السوري، منها إطلاق يد روسيا في تقديم الدعم للنظام من خلال القصف الجوي على إدلب وريف حماة، وتقديم تنازلات للجانب التركي وضمان الأمن للحدود التركية مع سوريا عبر إنشاء المنطقة الآمنة، وتوفير عوامل بناء إدارة جديدة من خلال دور التحالف الدولي بقيادة أمريكا في شرقي الفرات، ومن ما تقدم يتبين لنا بان الحل يكمن في الاسراع في تشكيل اللجنة الدستورية والمباشرة بتطبيق القرارات الدولية».
تابع عبدالله: «هناك مؤشرات على وجود التّوافق الروسي الأمريكي الإسرائيلي للحدّ من الدور الإيراني في سوريا أو العمل معا لإخراج قواتها والميليشيا التابعة لها منها. وايضا تركيا تدعم هذا التوافق ولو بشكل غير علني، لان تركيا لا تريد ان تكون القوات او الميليشيات التابعة لإيران على حدودها الجنوبية، أمريكا ومعها المجتمع الدولي تسير نحو تشديد الخناق على إيران بفرض عقوبات اقتصادية أقوى عليها، إذا ما استمرت في تدخُّلاتها الإقليمية، ويبدو أن روسيا هي الأخرى قد تبدي مرونتها في هذا الاتجاه، فضلاً عما بدا مؤخراً من تعارُض مصالحها مع إيران عبر الأزمة السورية، تجلّى ذلك في مساهمتها مع أمريكا التّصدّي للمدّ الإيراني وزحف الميليشيا التابعة لها من مناطق عراقية مع الحدود السورية في محافظة دير الزور».
اضاف عبدالله: «بعد القرار الامريكي بالانسحاب من سوريا من خلال تغريدة ترامب، كشر الجميع عن انيابهم وخاصة الأتراك والنظام، مما حدا بالصقور في الادارة الامريكية للعدول عن قرارهم وتبديلها بإقامة او تشكيل منطقة آمنة يحفظ الحدود التركية ويحمي الشعب الكوردي من اي هجوم محتمل من قبل الأتراك او النظام، والمطلوب من الكورد بكافة أطرهم الاسراع في تشكيل جبهة داخلية لمساعدة اصدقاء الشعب الكوردي في تنفيذ مشروعهم حول حماية الكورد ”
كما اعتقد عبدالله: «ان الحل في سوريا يكمن من خلال تطبيق مرجعية جنيف1 والقرار 2254 وإرغام جميع الاطراف للقبول والجلوس حول طاولة واحدة مع بعضهم البعض لإيجاد مخرج لبناء سوريا جديدة اتحادية لكل السوريين، وهنا نأتي بمثل كتبه الشاعر والمسرحي محمد الماغوط: “كل طبخة سياسية في المنطقة امريكا تعدها وروسيا توقد تحتها واوروبا تبردها واسرائيل تأكلها والعرب يغسلون الصحون هذه لعبة المصالح وعلى السوريين ان يفهموها».
تشكيل كيان كوردي متكامل قادر على التكيف مع التحولات الدولية .
تحدث بلال عتي- كاتب وسياسي-، حيث قال: «النظام العالمي الجديد يتجه نحو التطبيق الفعلي بناء على المتغيرات في منطقة الشرق الاوسط، ومن المؤشرات الهامة على ذلك فرض الخرائط العسكرية على الواقع الجيوسياسي كمقدمة لتغيير الخارطة السياسية للمنطقة وفق برنامج زمني محدد. فالصراع الروسي الامريكي في سوريا يبدو في شكلها الظاهر استراتيجيا، في الحقيقة هي ليست سوى محاولات من الطرف الروسي لتحقيق بعض المكاسب، وتحديد موقعها في النظام العالم الجديد عن طريق استغلال التناقضات وتطويع الانظمة المتهالكة، كـ “أدوات” لتنفيذها مثل إيران وتركيا والنظام السوري”
تابع عتي: «ان مشروع الشرق الاوسط الكبير او الجديد هو مشروع أمريكي وبمشاركة روسية وقوى كبيرة غير معلنة، مركز هذا المشروع يقع بين الدول الاربع ايران والعراق وسوريا وتركيا، وقد أدركت ايران وتركيا هذه الحقيقة، وسارعتا بزرع ألغام شعبوية وطائفية، وبناء اذرع ارهابية لهم في عموم المنطقة لعرقلة هذا المشروع، لذا فـ “حل” الصراع السوري لا يخضع لعدة معايير وفق مصالح ورغبات الدول المؤثرة في الصراع، بل يخضع لمعيار اساسي هو الاتفاق الامريكي الروسي المرهونة بتطور النزاع الامريكي الايراني وتداعياتها على المنطقة والعالم».
فيما يخص الكورد أردف عتي: «الكورد يشكلون الحلقة الاقوى في المشروع الامريكي ميدانيا واستراتيجيا، منطقة شرقي الفرات كما هو معلوم هي منطقة نفوذ امريكي، وقاعدة هامة لقوات التحالف الدولي، فان الرغبة التركية لبسط نفوذها عليها بذريعة انشاء المنطقة الآمنة أو العازلة وسط رفض إقليمي ودولي لها، سوف تدفع بالقضية الكوردية نحو التدويل، وتضع المنطقة تحت الحماية الدولية كـ”حل توافقي عام”. لذا يتطلب من كافة القوى الكوردية التخلي عن مفهوم السلطة المكتسبة والتمثيل الافتراضي عن إرادة الشعب، وإفساح المجال أمام القوى المدنية بمنظماتها المختلفة بالمشاركة الفعلية في القرارات المصيرية، ورسم السياسات المرحلية والاستراتيجية لحل القضية الكوردية في سوريا. كما يتطلب من قيادات الصف الثاني في حزب الاتحاد الديمقراطي الـ ب ي د ومقاتلي حماية الشعب، اتخاذ موقف حاسم في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم دون الرجوع الى قيادات قنديل، وبناء جسور الثقة مع القوى السياسية الاخرى وقوات بيشمركة غربي كوردستان، تمهيدا لتشكيل كيان متكامل قادر على التكيف مع التحولات الدولية ومواجهة المخططات الاقليمية، وخاصة منطقة عفرين المحتلة من قبل الدولة التركية والعمل على ربطها بمنطقة الحماية الدولية. كل المعطيات الداخلية والاقليمية تؤكد بان الحل السياسي في سوريا غير ناجح لأنها لا تستطيع معالجة كافة القضايا الاساسية وفق قرار جنيف رقم ( 2254 ) أو التعديلات الدستورية التي تتناول الامور السلطوية».
في النهاية اعتقد عتي: «ان سوريا تعيش واقع التقسيم ويتم تكريس هذا الواقع بأجندات إقليمية عبر الادوات والاذرع، الخاصة كما فعلت تركيا في الشمال السوري (ومنطقة عفرين)، ولتجنب هذا المصير فان الحل الوحيد يكمن في تغيير شكل الدولة من نظام مركزي الى نظام اتحادي فيدرالي يتم تثبيتها بموجب قواعد فوق الدستورية برعاية الهيئات الدولية».
الكورد بحاجة إلى التكاتف والتنظيم والتعاضد في ظل هذا المخاض العسير .
تحدث لزكين خلف- محام-، حيث قال: «لم يعد خافيا على أحد أن الولايات المتحدة الأمريكية تزعمت العالم وغيرت من مساره منذ تفكك الاتحاد السوفيتي، وبالتالي خوضها لعدة حروب خارج إطار مجلس الأمن الدولي تدل على مدى قوتها وجبروتها العالمي في الوقت الذي كان فيه الاتحاد الروسي الذي يعتبر نفسه ولايزال وريث القوة السوفيتية التي انهارت في بداية التسعينيات من القرن الماضي، ويسعى لإعادة أمجاده وفقا لسياقات مختلفة وعبر منافذ إقليمية ودولية عديدة، ومن خلالها يلاحظ دائما وجود تجاذبات خفية وظاهرة بين القوتين النوويتين إقليميا ودوليا، يحرك كل منهما أوراق قوته حينما يدركان أن كلا منهما بحاجة إلى تحريكها، إلى أن وصلت بهما هذه المناطحات الدولية مظهرا واضحا وجليا بعدما اندلعت الأزمة السورية، حيث وجد الاتحاد الروسي أن آخر أوراق نفوذه الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط آيلة للاضمحلال، وحينها تدخلت بكل ثقلها في تلك الأزمة حتى واصبحت تتمسك بجزء مهم من مفاصل القرار السياسي والعسكري في سوريا، وعلى مختلف المستويات وبدرجاتها المتفاوتة».
رأى خلف: «انه وبنظرة متأنية إلى المشهد السوري وربطه بمحيطه الإقليمي والدولي، لا يمكن أن يخرج عن كونه جزءا لما سمي على لسان مستشارة الأمن القومي الأمريكي و وزيرة خارجيتها سابقا كونداليزا رايس بمشروع الشرق الأوسط الجديد، والذي نجد آثار أقلام ترسيمها ظاهرة للعيان في كثير من دول المنطقة وفي هذا الاطار وإسقاطا لهذا المشروع على الوضع السوري نجد أن تفاهمات كيري- لافروف، والتي قيلت أنها حيكت ونسجت خيوطها من قبلهما من وراء الأبواب الموصدة وكواليسها، قد جاءت تنفيذا لذلك المشروع الشرق الاوسطي الجديد لتجد لنفسها آفاقا رحبة في التطبيق من قبل كل من الولايات المتحدة الامريكية وروسيا على الأرض السورية، لتغدو مع الزمن أمرا واقعا وإن كانت غير معترفة بها قانونا، لاسيما في التوزيع الواقعي لمناطق النفوذ الروسي الأمريكي. ونلاحظ دولا مثل إيران وتركيا وحتى بعض الدول الأوربية والتي قد يغدو للوهلة الأولى أنها تشارك تلك القوتين العظمتين ذلك النفوذ، في الوقت الذي لا تخرج في الحقيقة من كون تلك الدول سوى أدوات أمريكية روسية لتنفيذ أجنداتها، ستتخلص منها أو من نفوذها أو تبقيها شكلية لدواعي استمرار مخططات تلك الدولتين».
تابع خلف: «لا أعتقد، وجود تنافس حقيقي بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا لكونهما متفقتان سابقا على خارطة معينة لشرقنا، ولا خلاف بينهما في هذا المنحى، وهما حاليا في مرحلة آليات التنفيذ وأغوارها، وإن كانا على خلاف في مناطق أخرى من هذا العالم. إذ أن السياسة لغز محير ولها دهاليزها وأحجياتها، وبالتالي لا يمكن فصل القضية الكوردية وشرق الفرات برمته الداخل تحت امتداد النفوذ الأمريكي من هذه الخارطة، وقد يكون الكورد من أولئك المحققين للمصالح الأمريكية والروسية في المنطقة من خلال رؤيتهما الجديدة لهم، بعدما جربوا وامتحنوا الكثيرين من الدول في المنطقة وشعوبها، ووجدوا أن الكورد أكثر اعتدالا ومدنية، وبعيدون كل البعد عن التطرف، وممن يمكن الوثوق بهم في التعامل معهم، ليكون ذلك التعامل في النهاية منطلقه قاعدة المصالح المتبادلة التي تحكم الحقل السياسي من خلال منح الكورد لجزء من حقوقهم القومية المشروعة التي حرموا منها لعقود من الزمن، مما يتطلب من الكورد في هذه الحقبة المصيرية من تاريخهم التكاتف والتنظيم والتعاضد في ظل هذا المخاض العسير للشرق الأوسط الجديد، واتباع سياسة المؤسساتية في التعامل مع بعضهم البعض داخليا، ومع القوى المحلية والإقليمية والدولية، والبعد عن الأنانية الشخصية والحزبية الضيقة».
في النهاية أردف خلف: «أن الحل في سوريا بعيد المنال حاليا، لكونه ليس مرتبطا بالواقع السوري فحسب، وإنما بسياسة مرسومة لمنطقة بأسرها، لاسيما وأننا نستشف هذا الأمر جليا من خلال بؤر التوتر التي يتم تفجيرها بين الحين والآخر داخليا وإقليميا ودوليا، كما هو الحال فيما يتعلق بإيران وتركيا والسعودية والسودان ومصر وقطر وفلسطين والبحرين والعراق وغيرها، بحيث أنهم يسلطون الضوء على منطقة معينة ثم ما يلبث أن يسدلون الستار عليها ليسلطوا الضوء على منطقة أخرى.
التعليقات مغلقة.