ولد الشيخ سعيد بن الشيخ محمود بن الشيخ علي ( البالوي )في قضاء بالو بولاية ” لازغ ” 1865 ، بكُـردستان تركيا . تعلم مبادىء القراءة والكتابة وحفظ القرآن على يد والده وبعض مريديه ، ثم درس الفقه والشريعة الإسلامية ، أصبح عالماً معروفاً ومرشداً للطريقة النقشبندية في بالو ،وبلغ عدد مريديه حوالي اثنتي عشر ألفاً من الكورد والترك .
بذل الشيخ سعيد جهوداً كبيرة في سبيل نشر الثقافة والمعرفة في كوردستان ، وقد كان في نيته إنشاء جامعة في مدينة( وان ) على غرار الجامع الأزهر ولكن تلقى اعتراضاً من الزعماء الدينيين الكلاسيكيين والحكام الأتراك . دخل معترك النضال القومي السياسي منذ تأسيس الجمعيات والمنظمات الكردية بين أعوام 1908 _1923 وكانت له علاقات وطيدة مع العائلات الوطنية كعائلة بدرخان بك ،وعائلة الشيخ عبيدالله النهري ،وكذلك العديد من الزعماء الكرد المعاصرين .
أثناء إعتقال بعض قادة جمعية آذادي ( خالد جبران،ويوسف زيا ) عام 1924 ، تم اختيار الشيخ سعيد رئيساً للجمعية التي عقدت مؤتمراً في تشرين الثاني 1924 في حلب حضره علي رزا ابن الشيخ سعيد ممثلاً عن والده الى جانب معظم القادة الكُـرد في تركيا وسوريا وقرر المشاركون القيام بانتفاضة شاملة لنزع الحقوق القومية الكُـردية، على أن تبدأ في يوم العيد القومي الكُـردي ( نوروز ) 21 آذار 1925، ولكسب الدعم والتأييد للانتفاضة قام الشيخ سعيد بجولة في كُـردستان لحل الخلافات بين العشائر الكردية وإزالة العداوات ،والدعوة إلى الوحدة والإتفاق .
وصل الشيخ إلى قرية بيران برفقة مائة فارس في 5 شباط ،وصادف وصوله مع وصول مفرزة تركية جاءت لاعتقال بعض الكُـرد، حيث طلب الشيخ سعيد من قائد المفرزة احترام وجوده واعتقال من يشاء بعد أن يغادر القرية رفض الضابط التركي ذلك، فوقع اصطدام مسلح بين قوات المفرزة ورجال الشيخ قتل فيها بعض الجنود الاتراك وتم اعتقال الآخرين وكان ذلك في 8 شباط وعندما انتشر خبر تلك الحادثة ظن القادة الكُـرد بأن الشيخ أعلن الانتفاضة وهاجموا القوات التركية وسيطر الشيخ عبد الرحيم أخو الشيخ سعيد على مدينة كينج التي اختيرت كعاصمة مؤقتة لكُـردستان، وانتشرت الانتفاضة بسرعة كبيرة ولفترة قصيرة على أراضي كُـردستان ( 14 ولاية شرقية ) وبلغ عدد الكُـرد المنتفضين حوالي 600 ألف الى جانب حوالي 100 ألف من الشركس والعرب والارمن والاثوريين .
حاصر الثوار مدينتي آمد وديار بكر التي صمدت في وجههم حتى وصلت القوات التركية المعززة بالأسلحة الثقيلة ، رغم اقتحام الثوار لهم إلا أنهم لم يتمكنوا من السيطرة على المدينة ،فأمر الشيخ سعيد قواته بالتراجع ، وقد حاصرت القوات التركية الثوار، ومنعتهم من دخول العراق وسوريا وايران.
اعتقل الشيخ سعيد مع 47 من قادة الانتفاضة في أواسط نيسان ،وبعد محاكمة صورية ، صدر الحكم بالاعدام ونفذت في 30أيار 1925 ،وهذا ما قاله الشيخ سعيد أمام حبل المشنقة ( أن الحياة الطبيعية تقترب من نهايتها، ولم آسف قط عندما أضحي بنفسي في سبيل شعبي، أننا مسرورون لأن أحفادنا سوف لن يخجلوا منا أمام الأعداء.
وعلى أيدي الجنود الأتراك بلغت خسائر الكُـرد تدمير 900 بيت وحرق وإزالة 210 قرية ،ووصل عدد القتلى الى 15 ألف بالإضافة الى نهب ممتلكات وثروات المواطنين
إعداد :نارين مراد
إعلام ENKS – سنجق
التعليقات مغلقة.