المجلس الوطني الكوردي في سوريا

عز الدين ملا : سوريا قطعة تفصيل صعبة …

136

أرض سوريا أصبحت كـ قطعة قماش في يد الخياط، فالخياط يحتاج إلى خيط وإبرة ومقص بالإضافة إلى قوة الدفع لتفصيل قطعة قماش، هذا ما يحدث في سوريا عامة وفي المناطق الكوردية خاصة، فمنذ ان ولجنا العام 2019 والحديث يدور عن المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في المناطق الكوردية، والخياط الولايات المتحدة الأمريكية أو بالأحرى ترامب، أعدّ العُدّ والبدء بمناورات مكوكية في المنطقة والعالم عن طريق نائبه جيمس جيفري، وأخذ مقاسات القطعة المُعدة للتوزيع، وقام بالعديد من الجولات المباحثاتية مع دول اقليمية وخاصة تركيا التي لها حدود طويلة مع تلك المنطقة المزمع اقامتها، وأيضا روسيا التي لم توفر أية وسيلة لكسب ما أمكن من المكاسب في تفصيل تلك القطعة على حساب محاولات أمريكا لإقامة المنطقة الآمنة (قطعة تفصيل).

 

 

أما خلال الفترة الحالية ومنذ ما يقارب الشهر وهناك أخذ ورد بين الدول الذات الشأن بالوضع السوري، أمريكا التي تعمل بكل السبل لردع إيران عن المنطقة، وإبعادها عن أي مكسب في تفصيل أي قطعة ليس في سوريا فحسب بل في المنطقة عامة، وذلك بأساليب غير حربية كـ العقوبات خانقة على اقتصاد إيران لوقف قدرتها على تمويل اذرعها في المنطقة، وقطع تلك الأذرع من منطقة الشرق الأوسط، وتعمل لإنهاء أي وجود إيراني في سوريا وخاصة في مناطق نفوذها في شرق الفرات.

 

روسيا التي لم تحقق أي مكاسب في مؤتمر استانا، تريد ان تكون جزءاً من تلك الخياطة، وتحقق مكاسب بأساليب الضغط من خلال ممارسة العنف في مناطق إدلب وحماة، والدخول مع أمريكا في مساومات، بكسب المزيد من النفوذ على حساب رغبة أمريكا بإقامة منطقة آمنة في المناطق الكوردية.

 

أما تركيا التي تعمل بكل الاساليب لجعل إدارة المنطقة الآمنة على مقاس ورغبة أمريكا أولاً، ومن ثم على مقاسها وحسب رغبتها ومتطلباتها، تركيا التي كانت ومازالت تحرك أدواتها في شمال وغرب سوريا من أجل الضغط على كل من أمريكا وروسيا، للحصول على المزيد من المكتسبات.

 

والكورد الذين يعتبرون الوقود والنار لمكاسب تلك الدول، فهم محرومين من حقوقهم، ومضطهدون من قبل الحكومات المتعاقبة في سوريا، ناضلوا بالطرق السلمية للحصول على حقوقهم ضمن الدولة السورية، وعوقبوا واعتقلوا حتى بدأت الثورة السورية، فكان لهم السبيل إلى تقرير مصيرهم، فحرمانهم وشرعية مطالبهم بات محل استغلال للدول الكبرى، قلق وخوف للدول الاقليمية.

 

الشعب السوري عامة والكوردي خاصة هم الإبرة والخيط، وأمريكا الخياط وروسيا وتركيا المقص، وبذلك أمريكا هي من تحرك المقص، ومن ثم تقوم بحياكة القطعة حسب مزاج مصالحها. جميع تلك الدول في لعب مستمر من أجل كسب المزيد على حساب حقوق ومعاناة الكورد والسوريين عامة، وأصبحت الحلول الجذرية في سوريا عامة والمنطقة الكوردية خاصة على مقاس تلك الدول، ولن يكون هناك أي حل نهائي في المنطقة، ولن تنتهي معاناة السوريين إن لم تتحقق المقاسات النهائية لمصالح ونفوذ الدول المعنية في الشأن السوري.

 

 

*المقالة تعبر عن رأي كاتبها .

 

التعليقات مغلقة.