ما زال الوضع السوري مستمراً في هذه الدوّامة، فالمؤتمرات التي عقدت من أجل إيجاد حلول للأزمة السورية لم تنتج عن شيء، فلم يبقَ سوى مؤتمر جنيف، بعد فشل مؤتمر اسيتانا مؤخراً، وتوجه أنظار السوريين نحو مؤتمر جنيف الذي قد يكون الأمل في الخلاص من هذه الحرب المجنونة. التحرُّكات الدولية تتكثف، وتتنشط في الفترة الحالية حول سوريا، وخاصة النشاط الدبلوماسي الأمريكي في المنطقة والعالم. وروسيا التي فشلت في اسيتانا، تجمّع أوراقها من جديد، وتُكثّف الهجمات الجوية على مواقع عديدة في إدلب وحماة، وذلك لفرض دورها في المرحلة القادمة، بينما لفرنسا محاولات في تحقيق تقارب كوردي- كوردي.
وجّهنا بعض التساؤلات إلى عدد من السياسيين والمثقفين لإضاءة بعض الجوانب المعتمة من المشكل السوري:
- ما تحليلكم لكل ما يجري في هذه المرحلة؟
- بعد فشل مؤتمر اسيتانا، هل تكون مؤتمر جنيف الحل النهائي للأزمة السورية؟
- ما تفسيركم لنقل جميع أدوات اسيتانا إلى جنيف؟ وهل لها تأثير في المفاوضات القادمة؟
- كيف ترون تكثيف روسيا لعملياتها العسكرية في مناطق عدة في سوريا؟
- هل لتحركات جيمس جيفري المكثفة دور في تسريع بإقامة المنطقة الآمنة؟ أم ماذا؟
- هل تتوقعون أن تنجح فرنسا في التقارب الكوردي- الكوردي؟
المشكلة السورية لن يتم وضع الحلول لها إلا بتوافق وضمان دولي .
تحدث كاوا ازيزي عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا، حيث قال:
«ان اهم ما يجرى في هذه المرحلة هو عدة عمليات رئيسية:
- نقل كل المباحثات حول سورية الى جنيف تحت اشراف الشرعية الدولية. وهذا دليل لقرب التوصل الى عملية سياسية في سوريا.
- حل معضلة الإرهاب في ادلب وطرد الإرهابيين من هناك وإعادة النظام اليها لإضعاف المعارضة التأثير التركي.
- انشاء منطقة آمنة تشمل معظم الأراضي الكوردية في سوريا واخلائها من الـ قسد.
- إيجاد حل بين تركيا وقسد الى الجنوب من المنطقة الآمنة.
- ربما اتفاق كوردي- كوردي بضمان التحالف الدولي وإدارة منتخبة جديدة بعقد اجتماعي جديد شرق الفرات.
- طرد ايران والميليشيات التابعة لها من سوريا بتنسيق روسي إسرائيلي امريكي».
تابع عزيزي: «نعم. جنيف سيمثل الشرعية الدولية، وان أي حل في سوريا سيتم في جنيف بتوافق وضمان دولي. والآن الممثل الدولي الى سورية يعمل جاهدا بإنشاء لجنة كتابة الدستور وبدء العملية السياسية بشكل فعلي».
ثم أردف عزيزي: «حلول اسيتانا هي حلول إقليمية وغير معترفة دوليا. وبالتالي هي توافقات روسية تركية إيرانية مؤقتة داخل سوريا. يتم خرق كل اتفاقية من قبل الموقعين قبل ان ينشف حبر التوقيع. نقل كل الأوراق الى جنيف يعني بان المشكلة السورية لن يتم وضع الحلول لها إلا بتوافق وضمان دولي, بإشراف الأمم المتحدة لوضع الصبغة الشرعية الدولية لأي حل. وسيكون لهذا الانتقال التأثير الفعلي على المفاوضات بين النظام والمعارضة لاحقا».
أضاف عزيزي: «روسيا تنفذ ضربات جوية لمساعدة النظام باستعادة المزيد من الأرض ومحاصرة المعارضة والتضييق عليها واضعافها فعليا, للجلوس إلى طاولة المفاوضات من دون شروط مع النظام. طبعا، أمريكا ليست بعيدة عن تنفيذ هذه الخطط ويتم بالتوافق والتنسيق مع إسرائيل, لأنه في النهاية حل المعضلة السورية مرتبطة بعدة أمور منها: صفقة القرن، والسلام مع إسرائيل، ونظام سياسي واداري جديد لسوريا عنوانها اللامركزية السياسية. وتثبيت حقوق مكونات سوريا الأساسية في الدستور الجديد وهذه أمور يصعب على المعارضة هضمها كونها شوفينية وضيقة الأفق, لذلك ليس بمقدور العالم الانتظار. لذا ستجرى الأمور بعمليات جراحية وباتفاقيات وضمانات دولية تقبلها في النهاية جميع اطراف النزاع السوري. لأنه هناك احتمال حتى تغييرات في الخارطة السورية الجديدة».
أضاف أزيزي أيضاً: «جيمس جيفري هو مبعوث الرئيس الأمريكي لسوريا ومحاربة داعش. وسيعتبر جيمس جيفري مهندس هذه المنطقة الآمنة كونها ستنفذ برعايته وفي عهده. وهو يدير جولات مكوكية بين دول الشرق الأوسط لمناقشة وإقناع جميع الأطراف بجدوى هذا الحل وخاصة الدولة التركية. وفي جولته الأخيرة صرح الطرفان التركي والامريكي, بانهما توصلا الى حلول جدية والمفاوضات حول إنشاء المنطقة الآمنة قد وصلت الى مرحلة متقدمة. تأخذ بعين الاعتبار مخاوف تركيا وفي نفس الوقت حقوق مكونات سوريا في المنطقة الآمنة. ليس من الصدفة ان ينطلق الآن عملية جديدة وهو لقاء السيد اوجلان بمحاميه في إمرالي، اللقاء الذي منع له منذ عام 2011. وللسيد اوجلان رسالة واضحة الى كورد سوريا وتركيا وهو رسالة سلام وترك العنف. هذه الرسالة متناقضة تماما مع توجهات قنديل الموالية لإيران. وهنا الأمل في انفصال الـ ب ي د عن قنديل. واعتقد ان جهودا أمريكية تبذل في هذا الاتجاه. واذا تم هذا سيكون اتفاق كوردي- كوردي سوري واردا جدا، وانشاء إدارة جديدة منتخبة بشكل حر وعقد اجتماعي جديد يرضي جميع المكونات شرق الفرات».
في ختام مداخلته تطرق آزيزي: «إلى النشاط الفرنسي في التقارب الكوردي- الكوردي واللقاء مع الطرفين في باريس من قبل وزارة الخارجية الفرنسية, وما تمخض عنه لقاء لجنة العلاقات الخارجية والأمانة العامة للمجلس الوطنى الكوردي في هولير لمناقشة نتائج هذه اللقاءات والمساعي الفرنسية لهذا التقارب أمر في غاية الأهمية. وهو يصب في طريق تهيئة الظروف والأجواء لاتفاق كوردي-كوردي برعاية اممية وضمان دولي وامريكي. فرنسا بنفسها ليست بمكانة ان تتغلب على جميع الموانع والتناقضات بين الطرفين الكورديين في سوريا، لان خلافاتنا اكبر من ان تكون سياسية، هي خلافات بنيوية مبدئية تمس الأمن القومي الكوردي. لذا لابد من تدخل امريكي قوي لفصل الـ ب ي د عن قنديل. لان وجود قنديل في المعادلة يعني وجود ايران. ووجود ايران لا يمكن ان يتم أي اتفاق كوردي- كوردي سوري»
الحالة السورية بشقيها الكوردي والعربي تسير نحو مراحلها النهائية
وتحدث عبدالرحمن آبو عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا، حيث قال:
«منذ بدء الثورة السورية ومرورها بمراحل مختلفة، دفع السوريون ضرائب باهظة على الصعيدين المادي والبشري، ومع حلول مرحلة الفوضى التي سادت البلاد أصبح الوضع أكثر مأساوية، فالقوى التي اتت في مرحلة الفوضى عملت على جعل الفوضى في كل مفاصل الحياة المأزومة اصلا. فاضحت أبواب الحلول شبه موصدة، والآفاق غير بادية للعيان، وأصبح الجيب الوطني فارغاً مرهونا بما يقررها الدول النافذة الكبرى المعنية بالشأن السوري، وحسب مصالحها، فكانت جنيفات ومن ثم اسيتانا. بتصوري الحالة السورية بشقيها الكوردي والعربي تسير نحو مراحلها النهائية، تبعا لمصالح الدول الكبرى المعنية وخاصة امريكا وروسيا، فتم تقسيم مناطق النفوذ ووضع دستور لسوريا المستقبل، وما جنيف واسيتانا الا حالتين لتمرير ذلك».
تابع آبو: «العودة إلى العنف مجددا وسيلة أخرى لتحقيق المبتغى، فكل سوريا كما نعلم خاضعة للبازارات تباع وتشترى، وستشهد- حسب رأي- الحالة السورية مزيدا من دوامة العنف والقتل والتهجير، سواء من روسيا او النظام المجرم او تركيا، والهدف تحجيم دور إيران، وستكون هناك مفاجآت في الأمد القريب».
تابع آبو أيضا: «انتهت اسيتانا وفق ما هو مرسوم، جنيف هي الأساس في المفترض، وستكون جنيف الوعاء الشكلي لما هو معد تجاه الأزمة السورية».
أضاف آبو: «الواقع الدبلوماسي له تأثير بالغ وما تحركات جيمس جيفري الأخيرة ولقاءاته لثلاث مرات مع لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكوردي بخصوص الأوضاع في كوردستان سوريا، وبالأخص حول ما يسمى شرق الفرات له دلالات عدة وتسريع بإنشاء المنطقة الآمنة، هناك إصرار أمريكي حول المنطقة الآمنة. وبرأي ستكون هناك منطقة آمنة وبإشراف دولي».
وفي النهاية أردف آبو: «بالنسبة لفرنسا وهي دولة مهمة ومحورية بما يخص سوريا المستقبل سعت لتقارب المجلس الوطني الكوردي، وتف دم. لكن للأسف لم يرتق دورها للمستوى المطلوب، كجهة دولية لها حضورها البالغ. نتمنى ان تُقارب في دورها إلى مستوى امريكا، ومادلين اولبرايت وسعيها في التقارب في كوردستان/العراق. وسيكون لها نفس التأثير والدور في المستقبل القريب».
لا يمكن الحديث عن أي آفاق للحلول السياسية للأزمة السورية بغياب الطرف الأمريكي
تحدث عبدالرحمن كلو- سياسي-، حيث قال:
«قبل الحديث في تفصيلات راهنية الحالة السياسية للشأن السوري لا بد من تشخيص المرحلة وتسميتها باسمها، فبعد انتهاء مرحلة الحرب على الارهاب المتمثل بتنظيم داعش نحن أمام مرحلة جديدة وهي مرحلة ما بعد الارهاب وهي مرحلة إرادة المشاريع السياسية ورسم الديموغرافيات الجديدة وفق نتائج تلك الحرب الطويلة، وهنا لا بد من الإشارة من أن اللوحة بدأت بالتباين والوضوح بسبب اختفاء الكثير من التسميات ذات الطبيعة الأدواتية بانتهاء مهامها الوظيفية، لتبقى المشاريع وأجندات الدول ذات الشأن في الأزمة السورية، وفي مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، أي أن الصراع الحقيقي والرئيسي يدور بين محوري الدولتين وما تبقى من الصراع في الجانبين التركي والإيراني يخضع لإرادة المشروعين رغم الخلافات والممانعات التي تشوب العلاقات التركية الأمريكية من جهة والإيرانية الروسية من جهة أخرى».
تابع كلو: «لذلك لا يمكن الحديث عن أي آفاق للحلول السياسية للأزمة السورية بغياب الطرف الأمريكي، فكل جولات أستانا أو اجتماعات سوتشي ما هي إلا محاولات انقلابية روسية ندية مقابل الحلول الأممية في جنيف وخاصة القرار 2254، ومسار أسيتانا بالأساس لا يحمل طابعاً سياسياً بقدر ما هو اجتماعات واتفاقات بأهداف عسكرية وأمنية بين الثلاثي “الضامن” لتغيير المسارات السياسية الأممية، والتنصل من الحل السياسي والقرارات الدولية ذات الصلة، وهي محاولات من الجانب الروسي في استثمار انتصاراتها العسكرية ونفوذها على الأرض لصالح استراتيجيتها في سوريا، لكن ومنذ انطلاقة الجولة الأولى لأستانا في كانون الثاني 2017 حيث بداية الاتفاقات الثلاثية، إلى اتفاق أيلول 2017 إلى اتفاق سوتشي 2018 ورغم كل الجهود فهذه الأطراف لم تنجح إلا في ترحيل تناقضاتها البينية، وهي تلعب مع بعضها البعض على الأرض لعبة ليُّ الأذرع في مناطق “خفض التوتر” وخاصة على صعيد ملف إدلب، والتصعيد العسكري الأخير في مناطق إدلب وحماة وتل رفعت ما هي إلا نتائج مباشرة لفشل الجولة رقم 12 لأستانا الثلاثي. لذا فالعودة الحتمية إلى جنيف هو تحصيل حاصل رغم كل الممانعات الوقتية والحل السياسي للأزمة السورية، سيكون وفق الارادة الأمريكية واجتهاداتها لتفسير مواد القرار 2254، والذي هو بالأساس كان مشروعا أمريكيا استحوذ على اجماع الأعضاء الـ 15 لمجلس الأمن في ديسمبر 2015».
أضاف كلو: «تأتي أهمية التحركات الأمريكية الأخيرة في وضع الملامح النهائية لمنطقة أمنة في شرقي الفرات كأحد أهم الخطوات الأمريكية نحو تطبيق مخرجات جنيف كأساس لعملية الانتقال السياسي إلى المرحلة التالية من الأزمة، ومع التحركات والضغوط الأمريكية في هذا المسار تتقلص مسافات المناورة الزمنية لدى الجانب التركي الذي يستخدم التكتيك المزدوج بين الجانبين الأمريكي والروسي في استثمار ما يمكن استثماره من ناتج تناقضات المشروعين، وتركيا في النهاية مضطرة إلى الرضوخ للمشروع الأمريكي والقبول بالشروط والمعايير الأمريكية بخصوص المنطقة الآمنة، وتصحيح العلاقة مع الحالة الكوردية في كوردستان سوريا ومع إقليم كوردستان، مع ضمان بعض الامتيازات والتعهدات الخاصة بمسألة الـ ب ك ك، هذا لأن فرص المصالح التركية شبه معدومة مع الوجود الإيراني في سوريا، والمشروع الأمريكي لن يتوقف أمام ممانعتها الخاصة بالقضية الكوردية، لذا فهي الآن بصدد تعزيز تواجدها في عفرين في محاولة منها تحويل احتلالها العسكري لتلك الجغرافيا الكوردستانية إلى إلحاق وضم من خلال بناء جدار فاصل يستقطع عفرين من الخارطة السورية، على أمل فرض أمر واقع جديد في المناطق المحتلة، لتمزيق الجغرافيا السياسية لكوردستان سوريا، وابعاد هذه المنطقة عن مساوماتها وتفاهماتها مع الولايات المتحدة الأمريكية قدر الإمكان، بكل الأحوال مشروع المناطق الآمنة في شرقي الفرات ذاهب باتجاه التطبيق سواء انضمت تركيا للمشروع أم لم تنضم، ولن تكون المنطقة الآمنة خاضعة للنفوذ التركي كما يريد أن يروج لهذه الفكرة بعض مناصري التدخل التركي، بل ستكون منطقة نفوذ امريكية بامتياز مع مشاركة أوربية من خلال فرنسا وربما دول أوربية أخرى، والمنطقة الآمنة في اطار المشروع الأمريكي أكبر من أن تستطيع دولة حتى إذا كانت بحجم تركيا أو إيران ممانعة انشاءها أو فرض نفوذها».
أضاف كلو أيضاً: «لذا لا أعتقد أن ما يسمى بالتقارب الكوردي ـ الكوردي له من الأهمية على مسار مستقبل شرقي الفرات، فالمشروع الأمريكي لإعادة هيكلة المنطقة والشرق الأوسط إن لم يبدأ من مبدأ “دوايت ايزنهاور” 1957 الذي يتلخص في احقية التدخل الامريكي في اية دولة في الشرق الاوسط، فإنه يبدأ من خارطة “برنارد لويس” عام 1983 الذي أعاد رسم خارطة الشرق الأوسط على أسس الجغرافيا السياسية للمكونات العرقية والقومية والطائفية للمنطقة، هذا إضافة إلى أن المواقف الكوردية منقسمة أصلاً بين المشروع الايراني الروسي من جهة والمشروع الأمريكي من جهة أخرى، إلى جانب بعض الأصوات التي ظهرت في الفترة الأخيرة تسوق للاحتلال التركي وتراهن على الدور التركي في المنطقة الكوردية، وحتى ضمن الفريق الواحد لمنظومة الـ ب ك ك في المناطق الخاضعة لسيطرتها ففي “عين عيسى” فعاليات ونشاط سياسي حافل مؤيد للمشروع الأمريكي وفي ذات التوقيت في قامشلو ” جرمس” نشاط آخر مواز ضد المشروع الأمريكي وحتى ضد الوجود القومي الكوردي تهديدًا ووعيدًا برعاية ذات السلطة وسلطة النظام ووفق املاءات الحرس الثوري الإيراني، تزامنًا مع وضع الأخير في قائمة الارهاب من لدن البيت الأبيض، هذه الأحداث كلها أعقبت الجهود الفرنسية للمصالحة، أي لا قيمة لأية جهود، ولا يمكنها اختراق جدار المشروع الايراني المحصن بعقيدة الأمة الشيعية، وربما يمكن تفسير الجهود الفرنسية في اطار سلسلة الاجراءات التي من شأنها مساعدة أمريكا في فصل الـ ب ي د عن منظومة قنديل، ويمكن المراهنة على نتائج الصراع الأمريكي الإيراني في المنطقة لإعادة ترتيب كل الأوراق والاقتراب من الحلول النهائية » .
في النهاية نرى أنه من المستحيل إيجاد حل نهائي للأزمة السورية، إن لم تتوافق مصالح دول كبرى واقليمية فيها، والشعب السوري المتهالك في تحمُل وصبر، وفي انتظار وترقب الأيام المقبلة والتي قد تكون حبلى بالمفاجآت.
التعليقات مغلقة.