محمد سعيد عبدي السعيد، الاسم الأدبي “محمد عبدي” من مواليد قامشلو- العنترية .
حاصل على الإجازة في الحقوق (دراسات قانونيّة) من جامعة الفرات بمدينة الحسكة .
وكان لموقعنا R-ENKS حوار خاص معه تمحور في عدة نقاط..
* بداية نرحب بك على استجابتك لدعوتنا، هل لك أن تخبرنا متى بدأت بكتابة الشعر، وكم كان عمرك ؟
أول قصيدة لي كتبتها، أتذكر، في الثانية والعشرين من عمري وكانت بعنوان ” نارين تو روشا همو واران- Narîn tu rewşa hemû weran “؛ عندما كُلّفت فرقة نارين للفن والفلكلور الكوردي لإحياء نوروز كوباني في نوروز عام 1999, وكنت من بين أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) سابقاً و PDK-S حالياً) المكلفين للذهاب لإحياء نوروز كوباني كعريف حفل، لكن الأمن السوري حينها اعتقل الأشخاص الذين أرادوا تجهيز مسرح نوروز، إضافة إلى مصادرة الأجهزة والآلات، فقد أثّر عليّ ذاك الحدث ودفعني أن أكتب أول قصيدة أثناء العودة.
* – من كان وراء نجاحك في مجال الشعر، أم وصلت إليه بجهدك الشخصي ؟
في البداية، لم يشجعني أحد، بل على العكس، واجهت الكثير من الانتقادات وحتى الآن أواجهها؛ لأنه يستحيل إرضاء الجميع بوقتٍ واحد.
لم يخطر ببالي في يومٍ ما بأن أكون شاعراً، لكن تشجيع الجمهور وحبهم لي هو سبب كتاباتي واستمراري في مجال الشعر، فأنا أعتبر نفسي مُلْكاً لهذا الشعب.
*_ الوقت المناسب لكتابة القصيدة بالنسبة لك، الأبيات التي تكتبها هل هي واقعية أم من الخيال ؟
بالنسبة لي، ليس هناك وقت محدد لكتابة الشعر؛ فالشعر إحساس وفي لحظات الإحساس أكتب.
وقصائدي هي مزيج بين الواقع والخيال لتكتمل الصورة الشعرية.
* _هل كتابة القصيدة تتطلب منك القلم والورق ، أم تأتيك الفكرة من تلقاء نفسها ؟
معظم الأحيان، حين تكتمل الصورة في الذهن أوفي القلب، أبدأ بتدوينها على الورق لتكون “صورة شعرية” متكاملة.
* _هل تميل إلى كتابة القصائد الطويلة أم القصيرة؟ وكم ديوان شعر أصدرته حتى الآن ؟
بالنسبة لي القصيدة تنتهي حين ينتهي الإحساس، وتكتمل الصورة التي أردت أن تكون؛ فـ ليس هناك هدف أو تخطيط مسبق في كتابة قصيدة طويلة أو قصيرة.
حاليا، كما لدي ديوان شعر مطبوع باللغة الكوردية يحمل عنوان”Hestên min”.
* – أي أنواع الشعر تفضل كتاباته الغزل، المديح، أو القومي …؟ وأيهما أسهل لك كتابة أول أبيات القصيدة أم كتابة آخر أبياتها ؟
قصائدي في البداية كانت قومية، ثم بعدها بسنوات بدأت بكتابة أشعار الغزل، أود أن أقول “إنّه ليس هناك تفضيل في اختيار أنواع الشعر، فالإحساس و الحدث هما يسيطران على الشاعر ويجبره على الكتابة..
أنا أكتب ما أحس وأشعر به”.
أما المديح لا أميل إلى هذا النوع من الشعر وهو ليس في قاموس تفكيري، وما كتبته عن البارزاني الخالد الأب الروحي الذي أثر في روحي وكياني، لم يكن مديحا بل جزءاً بسيطاً من نضاله.
وبالنسبة لشق الثاني من السؤال، لا يوجد شيء صعب أو سهل في كتابة الشعر.
* – متى تحس بـ لذة القصيدة.. هل في لحظة كتابتها أم لحظة إلقائها ؟
لاشك- يسعدني كثيراً كتابة القصيدة عندما أعلم أنني قد كتبت ودونت ما أحسست به.
و لكن يبقى الإلقاء جزءاً من روحي سيّما عندما ألقي قصيدتي و ألتمس إعجاب الجمهور بأحاسيسي ومشاعري؛ فإلقاء القصيدة هو نشوة انتصار الكلمة والمشاعر.
* _ القصيدة التي قرأتها وأعجبت بها وتمنيت أن تكون لك ؟
لم تكن هناك قصيدة معينة؛ القصائد التي كانت تجذبني كانت قومية. وعندما كنت في العقد الثاني من عمري كنت أحضر أمسيات شعرية كثيرة يحضرها شعراء كبار أمثال (Seydayê Tîrêj – Seydayê Keleş- Dildarê Mîdî-Xelîl Sasûnî)..
*_ هناك الآلاف من الشباب يتمنون أن يكونوا شعراء ..ما الكلمة التي توجهها لهم ؟
الشعر موهبة ربانيّة ومن يمتلك تلك الموهبة فليكتب ما يشعر و يحس به. والشعراء الكبار أصقلوا موهبتهم بقراءة أشعار أسلافهم.
وعلى كل شاب يمتلك موهبة الشعر أن يستمر في الكتابة وإن كانت سيئة، فالشخص الذي يريد أن يصبح شاعرا عليه أن يستمر وأن يستفيد من أخطائه ومن الملاحظات التي يتلقاها من غيره.
* – “محمد عبدي” ككاتب وشاعر وطني.. هل واجه بعض العراقيل من قِبل السُّلطة ؟
النضال له ثمن، وخلال مراحل حياتي تعرضت وعانيت الكثير من قبل جميع الفروع الأمنية في قامشلو؛ استجوبت لفرع فلسطين عام 2006 واعتقلت في عام 2008 بفرع فلسطين بدمشق, بعد مداهمة مقر عملي و منزلي بقامشلو و مصادرة جميع انتاجاتي الأدبية خاصة نصوصي المسرحيّة، والتي بلغ عددها 22 نصا مسرحيا و ما يقارب ديوانين شعر. وجاء اسمي في تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش العالمية لعام 2008 في الترتيب السادس والستين على مستوى العالم على عدم قدرته ممارسة حياته اليومية بعد لقاءٍ جرى بيني و بين المنظمة في منزل الدكتور عبد الحكيم بشار بقامشلو بعد إطلاق سراحي.
*_ ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلية ؟
طموحي هو طباعة نصوصي المسرحية المحتجزة، لحد الآن لم أطبع أي شيء عن المسرح، ولم أجد مخرجا بفك الحجز عن تلك النتاجات لأستطيع طباعتها، وكنت على أمل بأن أحصل عليها في أرشيف فرقة نارين الفلكلورية فجميع تلك النصوص تم إخراجها وعرضت على خشبة الفرقة ولكن بعد خروجي من المعتقل و بحثي عن أرشيفها – للأسف- لم أجد أي شيء من الأرشيف يفيدني،
وعلى صعيد الدراسة، فمشاريعي المستقبلية هي الحصول على شهادات عليا (الماجستير والدكتوراه في مجال القانون).
حاورتهُ : لافا دلي
إعلام : ENKS شرقي قامشلو
التعليقات مغلقة.