المجلس الوطني الكوردي في سوريا

ليلى قاسم عروسة كوردستان تسلقت المشنقة بكبريائها وبزيّها الكوردي

238

ليلى قاسم برزت وطرزت اسمها بخيوطٍ من الذهب في صفحات التاريخ المشرقة للشعب الكوردي وأصبحت رمزاً للمرأة الكوردية المناضلة من أجل الحرية والسلام والأهداف الإنسانية النبيلة ونبراساً تنير الدرب امام النساء الاخريات لتأخذن ادوارهن في حركة النضال وديمومة الحياة .

ولدت ليلى قاسم في السابع والعشرين من كانون الأول عام 1952 في خانقين ،وأمضت الإبتدائية والمتوسطة فيها ،وتواصلت دراستها الجامعية /علم الاجتماع /بكلية بغداد ،ودخلت في معترك النضال القومي وانتسبت الى صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1973 ، نشاطاتها الدؤوبة وشجاعتها الفائقة في تنفيذ المهمات الحزبية الموكلة إليها جعل منها شخصية متميزة في الخلية الحزبية التي انضمت إليها ،لذا قرر جهاز الأمن التابع للسلطة الحاكمة اعتقال أعضاء الخلية والتخلص منهم ،وألقي القبض عليها وعلى أربعة من رفاقها في29_4_1974 ومن بينهم خطيبها جواد الهماوندي .

أثناء الزيارة الأولى لوالدتها وشقيقتها لها بعد سجنها , أوصتهما أن يحضرا لها في الزّيارة القادمة (مقص و زيّها الكوردي). وبعد أن أحضرتا لها ما تريد في الزّيارة الثانية , أخذت المقص وقصّت به خصلاتٍ من شعرها , وأهدتها إلى شقيقتها لتبقى ذكرى وشاهدة على نضالها وتحدّيها للموت والطغاة , وأجابت أختها التي سألتها عن سبب طلبها إحضار ثوبها الجديد أجابتها بثقة وابتسامة : أختاه سأصبحُ بعد أيّام (عروسَ كوردستان) لذلك أحبّ أن تحتضنني الأرضُ وأنا بكامل أناقتي.

وأجريت لها وخطيبها ورفاقهما محاكمة صورية وحكمت المحكمة عليهم بالإعدام .

وفي 12 أيار 1974 تم إعدامها شنقاً حتى الموت دون محاكمة قانونية تذكر وفي مكان الاعتقال نفسه بأقل من أسبوعين من تاريخ سجنها بعدما أفقعوا عينها اليمنى و شوّهوا جسدها بصورة فظة من خلال التعذيب الشديد الذي تعرضت له أيام الاعتقال.

في اليوم الثاني من تنفيذ الإعدام تم دفن جثمانها الطاهرة في مدينة النجف الاشرف – مقبرة وادي السلام – بعيداً عن ديار أهلها وموطن طفولتها .
إعداد: نارين مراد
إعلام ENKS سنجق

 

التعليقات مغلقة.