أقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شهر كانون الثاني إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا على أن تكون بعرض 20ميلاً ،وذلك في تغريدةٍ له على تويتر ، فكرة هذه المنطقة راقت لتركيا وأعربت عن موافقتها واستعدادها لإنشائها وحمايتها ، على أن تكون المنطقة الآمنة تحت الحماية التركية الأمر الذي يرفضه الكثيرون .
هذا وكثرت اللقاءات بين الجانبين التركي والأمريكي في الأيام القليلة الماضية ، أكد فيها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أنّ الولايات المتحدة تبدي قدراً من المرونة فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا، مشيراً أنّ أنقرة وواشنطن تقتربان من الاتفاق على تفاصيل تلك المنطقة .
وفي هذا الصدد استطلعت شبكة موقعنا R-ENKS آراء نخبة من السياسيين حول كيفية تشكيل هذه المنطقة وكيفية إدارتها ، إذ قال إبراهيم برو عضو العلاقات الخارجية في المجلس «لقد توصل الجانبان التركي والأمريكي إلى عدّة نقاط بخصوص المنطقة الآمنة في شرق الفرات وذلك نتيجة اللقاءات الأخيرة التي جرت بين الطرفين ، ومن أهم تلك النقاط :
أن تكون المنطقة منزوعة السلاح وأن لا يتواجد فيها قوات قسد ، وأن تكون هناك دوريات مشتركة ”أمريكية تركية” ، لافتاً إلى أنّ ما لم يتم الاتفاق عليه حتى الآن هو عمق المنطقة الآمنة ومن يقوم بإدارة هذه المنطقة.
وفيما يتعلّق بدور المجلس الوطني في الأحداث الأخيرة قال برو « إننا كمجلس وطني لدينا مشروع واضح بخصوص مستقبل المنطقة ، وذلك بأن يتم تجنّب أي حرب محتملة في المنطقة لأنّ القضية ”الكوردية ” برمتها في خطر ، إضافةً لتشكيل إدارة جديدة للمنطقة يكون للمجلس الوطني الكوردي وبيشمركة روج دور أساسي وبمشاركة جميع مكونات هذة المنطقة.
ومن جهته أشار عضو هيئة التفاوض السورية حواس عكيد أنّ هناك حوارات مستمرة بين الجانبين الأمريكي والتركي حول المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها ، وهناك اتفاق من حيث المبدأ على هذه المنطقة ، حيث سيتضمن الاتفاق آلية الإنشاء ، وهناك تفاصيل كثيرة ما زالت قيد النقاش بين الطرفين ، ولكن ما هو مؤكد هو أنّ هذه المنطقة سيتم إنشاؤها بالتوافق.
عكيد بيّن أنّ شكل إدارة المنطقة ومساحتها تحتاجان كما يبدو إلى المزيد من الدراسة ، ويتم التركيز على إدارة المنطقة من قبل كافة أبنائها بمختلف مكوناتهم تحت حماية وإشراف” دوليين ” مع وجود نقاط مراقبة بإشراف أمريكي- تركي مشترك ، بحسب المعلومات التي تسربت من هذه اللقاءات.
وتعليقاً على إمكانية تواجد النظام وميليشياته في تلك المنطقة قال عكيد « كما هو معروف هناك تواجد للنظام في بعض المناطق ، ولكن من حيث المبدأ الاتفاق يرفض وجود النظام والمليشيات التابعة له في منطقة شرق الفرات .
وسيكون للمجلس الوطني الكوردي دور مهم في هذه المنطقة كونه يملك قاعدة شعبية واسعة ، وبالتالي سيكون دوره أساسياً.
أما السياسي منال حسكو فقد أكد أنّ العلاقات التركية الأمريكية هي علاقات تاريخية مبنية على تحالفات وحلف الناتو أكبر مثال على ذلك ، وفي بعض الأحيان تكون هنالك نوع من العلاقات مابين روسيا وتركيا إلا أنها لاتعتمد على أي أسس ثابتة فعامل الثقة معدوم بين الطرفين .
وبالنسبة للخلافات التي نشبت في الفترة الماضية بين الجانبين التركي والأمريكي كانت تتمحور حول مفهوم الإرهاب وكيفية التعامل مع الجماعات المسلحة .
وتابع قائلاً « في الوقت الذي تعتبر فيه تركيا ال PYD جزء من منظومة ال PKK التي تعاديها تركيا، كانت أمريكا بحاجة لمن يدافع عن مصالحها على الأرض الأمر الذي تسبب في الخلاف بين الطرفين ، فأمريكا من جهة لم تكن تود أن تخسر حليفها الاستراتيجي ” تركيا” ، ومن جهةٍ أخرى كانت ترفب بوجود جنود لها تحت الطلب تمدّهم بالمال والسلاح لمحاربة تنظيم داعش .
مضيفاً إلى نقاط الخلاف المذكورة آنفاً بين الطرفين الخلافات على الغوطة الشرقية وإدلب واجتياح عفرين وكيفية التعامل مع شرق الفرات .
وكانت محور الزيارة التي أجراها جيمس جيفري إلى تركيا ولقائه بمسؤولين في الحكومة التركية ومن بينهم رئيس الأركان في الجيش التركي خلوصي أكار كيفية بناء المنطقة الآمنة والجهة التي ستشرف عليها وتكون تحت وصايتها ، مشيراً أنه ودون أدنى شكّ ستكون لتركيا اليد العليا في ذلك لأسباب عدّة من أهمها الامتداد الطبيعي للحدود الجغرافية بين شطري كردستان، حيث الحدود التركية مع سوريا بامتداد كردستان المحتلة مع سوريا تبدأ من 800_850 كم ، وهذا مايعطي لتركيا الدور الأكبر ومن دونها لايمكن أن تكون هنالك منطقة آمنة” على حد قوله”.
حسكو استبعد أن تكون هنالك وفي الوقت الحاضر إدارة تركية أو أوربية أو أمريكية خالصة ، وقد تكون إدارة مشتركة بوصاية دولية .
مطالباً المجلس الوطني أن يقوم بدورٍ محوري حيال هذا الأمر كي لايبقى في موضع المتفرج على مايجري ولكي يكون للكورد سلطة أو كلمة فيما يخصّ الوضع الكوردي في تلك المنطقة .
حسكو يرى بأنه من غير المستبعد أن يكون هنالك اتفاق أوربي وأمريكي وتركي حول تولي البيشمركه أمر حماية المنطقة الآمنة وبالأخص أمر تسليم المدن ، فوجود البيشمركه موضع ارتياح لدى جميع الأطراف ، والسؤال هل سترضى تركيا بذلك أم لا ، وللإجابة عن هذا السؤال لابد من التطرق إلى الدبلوماسية الكوردية والسياسة الأمريكية الأوربية في ذلك الجزء .
التعليقات مغلقة.