المجلس الوطني الكوردي في سوريا

مصطفى جمعه : ليس هناك أية جدية في طروحات (ب ي د) نحو الحوار مع المجلس الوطني الكوردي

120

 

في حوار حصري لموقع المجلس الوطني الكوردي مع القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني -سوريا مصطفى جمعه حيث أشار إلى أن مصطلح(شرقي الفرات) تم تداوله بشكل واسع بعد احتلال عفرين ، والغرض منه الإشارة إلى المنطقة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”. والتي أصبحت مهمة جدا بسبب التواجد الأمريكي فيها من جهة وبسبب الطموح التركي لاحتلاها تحت مبررات منع كيان سياسي كوردي من جهة أخرى ، ولسبب ثالث يتعلق بمواردها الإستراتيجية من المياه والبترول والحبوب ، من جانب النظام و الطرفين السابقي الذكر .
من هنا يكتسب شرق الفرات أهمية إستراتيجية قصوى ، للأطراف الثلاثة : النظام ومعه إيران وروسيا ، وأمريكا ومصلحتها في إنهاء داعش والاستفادة من مترتبات ما بعد ذلك ، وتركيا ومشروع المنطقة الآمنة بحسب وجهة نظرها ، بهدف إنهاء أية طموحات كوردية في إدارة خاصة بهم .
بناء على ذلك تتوضح صورة المنطقة ومآلاتها وفق تصورات وتوجهات إستراتيجية ترتبط بمستقبلها ، ولها علاقة بالتطورات العامة في سوريا وتركيا والعراق ، وهذا ما يفسر حتى الآن عدم انسحاب أمريكا من المنطقة ، وعدم الوصول إلى تفاهمات حول المنطقة الآمنة .
ومن ناحية أخرى أشار جمعه انه و بعد خمسة أشهر من تداول فكرة المنطقة الآمنة ، لم تتوفر لهذه الفكرة حظ النجاح حتى الآن ، وأعتقد أن إنجاز هذه المسألة سـتأخذ بعض الوقت ، لسببين رئيسيين ، أحدهما أن تركيا وأمريكا لم تتوصلا حتى اللحظة للتفاهمات المطلوبة حولها وشكلها وسماتها وآليات تنفيذها ، وثانيهما ، أن التوافق بين الأطراف الكوردية وكيفية إدارة المنطقة لم يتم أيضا ، ويحتاج الى تدخلات وضغوطات من أكثر من طرف ، معني بالشأن الكوردي والسوري على السواء .
وردا على سؤال مراسلنا حول مساع كما تسمي قسد لإعادة النظام إلى ما تسمى شرقي الفرات من كوردستان سوريا، هل تتوقعون عودة النظام ؟ وما هو موقف كل من تركيا وأمريكا ؟
أجاب ليس هناك بوادر في المدى المنظور لعودة النظام إلى شرق الفرات ، وباعتقادي أن مسار التعاطي مع جملة الأمور المتعلقة بالوضع السوري لم يستقر حتى اللحظة على أية حلول مقبولة ، أي أن الوضع – رغم بعض الجهود الدولية – غير مهيأ لإيجاد تقاطعات في الحلول ، وتبعا لذلك ستستمر الأوضاع الحالية بنفس الرتابة ، ولا ننسى هنا أن اجتماع أستانا قبل أيام لم يستطع دفع الأمور باتجاهات إيجابية .
سوريا راهنا ، في وضع ترسيخ مناطق نفوذ للأطراف الخارجية ، وليس بمقدور النظام فعل شي ، لا على سبيل المبادرة ، ولا عن طريق القوة والتدخل العسكري .وتابع جمعه قائلا :
التباحث والتفاوض بين تركيا وأمريكا بشأن المنطقة الآمنة ، والانسحاب الأمريكي الجزئي والمدروس ، والإدارة الكوردية الموسعة المقترحة ، وكذلك S400 ، ووضع إدلب ، مستمر بأكثر من طريقة ، وكل المواقف والآراء المطروحة من الجانبين هدفها التأثير في المنحى والمعطيات ، وأن المنطقة الآمنة ستكون خالية من قوات “قسد” هو بالأساس طلب تركي وتفهم امريكي ، ولكن التفاهمات حول المنطقة الآمنة لم تصل حتى الآن الى نهاياتها ، ولا ننسى أيضا أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أشار الى أمور مهمة جدا قبل أيام ، حول تركيا وايران والمنطقة ككل ، مخالف تماما لرأي جيمس جيفري .
وتأسف جمعه إلى المعلومات التي تفيد بمشاركة البعض من قوات سوريا الديمقراطيه في تهريب قيادات داعش من باغوز وتابع قائلا :
فبدلا من اعتقالهم ومحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الكوردي في كوردستان العراق وكوباني وغيرها من المناطق ، ساهمت في تهريبهم من أجل المال ، أو لمصلحة جهات أخرى ، وهذا الأمر يبين مدى الاختراق الحاصل لصفوفها من جانب تلك الجهات ، وستكتشف مع الأيام خيوط انتهاكات أخرى أكثر خطورة .

وفي النهاية أبدى القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا مصطفى جمعه رأيه حول تصريحات ما تسمى إدارة pyd حول الحوار مع المجلس الوطني الكوردي حيث قال :ليس هناك أية جدية في طروحات (ب ي د)نحو الحوار مع المجلس الوطني الكوردي ، رغم ما تمر به المنطقة من ظروف واستحقاقات داهمة على الوضع الكوردي . فلو أن (ب ي د) كان جادا في موقفه ويتحسس المخاطر المحدقة بمستقبل روج آفا – إذا ما تغيرت المعادلات والتوازنات الحالية – لتصرف أولا وفق مشروع قومي كوردي ، ووفر ثانيا أرضيات التلاقي والتفاهم مع المجلس ، وأطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين ، وقبل بالتعددية السياسية وحريةالعمل السياسي ، ودعا بيشمركة روز الى الدفاع عن مكتسبات الشعب الكوردي في كوردستان سوريا . أرى أن كل دعوات (ب ي د )في الوقت الحالي لا يتعدى كونها استهلاكا سياسيا ليس إلا .

حاوره : زيوار الأحمد

إعلام enks تركيا

التعليقات مغلقة.