بين القهر وإرادة الحياة هناك فواصل مؤلمة والأشد آلماً الهجرة والنزوح قسريا إلى المجهول بعدما كانت المرأة السورية بشكل عام تتبوأ الوظائف المهمة وتحظى باحترام الرجل والشعوب الأخرى اصبحت الأن مرهقة مثقلة بالهموم وفي بعض الأحيان تلفق لها التهم المخزية وعلى أبواب اللئام فبينما تطالب نساء العالم بالحصول على المزيد من الحقوق والحريات والمساواة مع الرجل في سوريا بشكل عام وضمنها المرأة الكوردية، حيث جاءت اطراف المعادلة متباينة على أشد التباين وباتت ابرز مطالبها وقف القتل وإعادة الأمن والأمان ناهيك عن ظروف الصعبة للجوء حيث يفقد الفرد هويته الأصلية ويتخلى عن بعض عادات وتقاليد بلده والشعور بعدم الأنتماء في أغلب البلدان الأوربية وعلى ضوء ذلك قامت مراسلة موقعنا R-ENKS باستمزاج آراء عدد من النساء الكورديات السوريات وتحديات اللجوء التي اعترضت طريقهن.
حيث ذكرت كليشاه سليمان الأستاذة في اللغة الفرنسية في محيط مدينة دهوك: ” أعتقد إن الظروف الصعبة للجوء كانت فوق طاقة المرأة الكوردية السورية في أغلب الأحيان فهي تعاني الكثير من النقص من حيث فرص العمل الذي يحفظ لها كرامتها ومكانتها، وأضافت بأن المنظمات الدولية لم تقم بواجبها بالمستوى المطلوب في الرعاية الصحية والأجتماعية والتغذية”.
ومن جهة اخرى عبرت الدكتورة رونيدا يوسف عن تجربتها بقولها : ” بالنسبة لي كفتاة متخرجة من كلية الطب كان لابد أن أهاجر مع ابي وامي وقبل أكثر من سنة توظفت في التدريس لعدم توفر فرصة عمل كطبيبة، ونوهت بأنه وبعد مضي عام توظفت في إحدى المراكز الصحية في الكامب وتعرضت لضغوطات كثيرة في عملها كطبيبة، واكدت بقولها ولكنني كنت واثقة من قدراتي و قاومت الظروف الصعبة للجوء ومازلت متفائلة بأن القادم أجمل وإن إرادة الحياة والسير نحو الأفضل هي الأقوى دوما”.
هذا وذكرت رفين جلال علي خريجة إدارة أعمال والمحاسبة وإختصاصية تجميل وتنظيف البشرة في هولندا :
” أن من الخطأ ان يتوهم الإنسان إن ما يعيق تقدمه هي الظروف التي تحيط به وانه يعيش في دائرة مغلقة لا ترى النور، موضحة بأنه هنا يموت الشغف بداخله ويعجز عن التحرر من هذه القيود، ومادام المرأة موجودة يجب أن تخوض الحروب من أجل البقاء والأستمرار في نفسها وبذلك تتوقف عن معارك كثيرة وتخوض معركتها الخاصة في إثباة الوجود.
و أشارت جلال إلى مسيرتها التعليمية والمهنية حيث اكدت بأنها تعرضت لظروف صعبة جدا من حيث الهجرة والبعد عن الأهل والبلد منوهة بأنها كانت تدرك أن وراء نجاحها ودراستها وعملها إرادة قوية تدفعنها نحو الحياة بقوة وتمنحها التفاؤل للتقدم نحو النجاح”.
ومن جهة اخرى أشارت أم الان نجدة حسين ابراهيم الى اسباب هجرتها بقولها :
” نزوحنا من بلدنا لم يأتي إلا من أسباب قاهرة حيث الانفجارات والحرب دفعتنا أن نترك خلفنا تعب وعمل السنوات لتكوين بيت وعمل وتاسيس ما أمكن في الجانب الأقتصادي، وأوضحت بأنها تركت البلد لإنقاذ ابنائها من ويلات الحرب، مؤكدةً بأنها ومنذ تلك المأساة ونحن تزرع الأمل بالمستقبل في قلوب أبنائها وتحثهم على الثقة بانفسهم وان يدرسوا ويكملوا تعليمهم رغم اللجوء وأن الحياة تمضي ولاتتوقف بحلوها ومرها”.
بيريفان عبد الرحمن مدرسة علوم في احدى المدارس القريبة من دهوك ذكرت لنا:
” على الرغم من اللجوء وقوانينه انا مستمرة في عملي كمدرسة علوم و أساهم بشكل كبير في تقدم الوضع الاقتصادي في أسرتي ولكنني احن الى ديريك وباحة بيتي وأزهارها وزميلات المدرسة”.
بيريفان تأسفت بقولها :” نتذكر أننا خسرنا الكثير ومهما ابتعدنا فأن أطياف الذكريات ترتد علينا ولن تدعنا ننسى وعلينا أن نحارب من أجل ما نريد وكما يقال : ( لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة)”.
التعليقات مغلقة.