الثورة السورية تخطت حدود العقل والمنطق، تنتهي هذه الثورة من عامها الثامن وتدخل عامها التاسع ومازال الوضع السوري على حاله، ويمكن القول ان الوضع ازداد سوءا.
مراحل التي مرت فيها الأزمة السورية يمكن القول مراحلة معقدة ومتداخلة وغير منطقية في بعض الأحيان، بعد كل هذه السنين ومازال الشعب السوري يغرق في المستنقع المرعب، والدول التي تدخلت في الوضع السوري ازداد عددها ورغم ذلك ازداد الوضع أكثر سوء. لم يكن الوضع الكوردي أحسن حالا من وضع السوريين، بل عانوا مثلما عانى السوريون.
وفي الآونة الأخيرة تظهر تصريحات مختلفة ومن جهات عدة، وكل طرف يسحب البساط باتجاهه دون التفكير بالمستنقع الصعب الذي يعانون فيه السوريين.
الآن وبعد ثماني سنوات ونحن على أعتاب السنة التاسعة، يخطر ببالنا وبال كل سوري بعض اسئلة واستفسارات:
كيف تحللون الوضع العام في سوريا ونحن على أعتاب عامها التاسع؟
كل دولة لها مصالح في سوريا تصرح بحسب مصالحها.. أين الشعب السوري المغيب في كل هذا التشابك من المصالح الدولية؟ الكورد وعلى أعتاب العام التاسع من الأزمة السورية وحسب مجريات الأحداث، كيف يمكن الحفاظ على مصالح الكورد ضمن هذه المعمعة المعقدة؟
يعد الكورد ورقة مهمة في اي شأن مستقبلي لسوريا، مارأيكم؟ وكيف يمكن ان يستثمروا هذه الاهمية، وهذا الدور لمصلحتهم؟
الظروف سانحة لِـ لم الشمل الكوردي و التحرر من أسر الظلمات
تحدث نشأت ظاظا عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، حيث قال: «باعتقادي سيكون هناك الكثير من المتغيرات على الصعيد الميداني والسياسي في سوريا بشكل عام والمناطق الكوردية بشكل خاص، وبتصوري باتت الازمة السورية تأخذ منحى مختلفا عما كانت عليه سابقاً من حيث الشكل والمضمون، وخاصة في ظل المعطيات الميدانية للوحة الجيوسياسية، وتداخل مصالح الدول المؤثرة في العملية العسكرية، وبالتالي الدفع بالفرقاء السياسيين كل على حدة السعي بتثبيت وتوسيع مناطق النفوذ لديهم، وكل حسب الضرورة التي تقتضيها مصالحها، كما أنه لم يعد خافياً على أحد الخلافات المستجدة بين حلفاء الأمس وشركاء الغد، وبتصوري لن تستمر لعبة التحالفات المرحلية هذه إلى ما لانهاية، بل ان جاز لنا القول فأن المواقف والمواقع ستتغير بحكم المصالح الدائمة والثابتة لتلك الدول التي أجمعتهم مكاسب الماضي وخيارات المستقبل، وستفرقهم ايضاً مصالح اليوم ومكاسب الغد،فأهدافهم أكبر من سوريا كـ دولة وأبعد من حدودها الجغرافية كـ بلد في المعادلة الدولية.
وهنا تستوقفني الذاكرة على سبيل الذكر،فرنسا ومن خلفها الحلفاء الاوربيين يحاولون جاهدين الإبقاء على بعض الشيء للتواجد العسكري الامريكي في سوريا، و خاصة مناطق شرق الفرات، وبالتالي كبح جماح التوسع الايراني من جهة، والمطامع السلطانية لتركيا من جهة أخرى، وخاصة في المناطق الكوردية منها.ناهيكم من اعتبار فرنسا لسوريا بمثابة الحديقة الخلفية للجمهورية الفرنسية وامتدادها الجيوسياسية بحكم مستعمرة سابقة يعطيها الامتياز والحق في الوراثة.
أما عن روسيا فلا توفر أي فرصة سانحة من شأنها توطيد وجودها العسكري والسياسي طبعاً بالاستمداد من تسويق النظام وشرعنته،وبالتالي ضمان الحفاظ على مصالحه الجيوسياسية والعسكرية، وعليه تحاول جاهدة الحفاظ على التوازنات الاقليمية لوجود ايران وتركيا في سورية عبر الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى،أضف إلى هذا وذاك استغلالها الاختلافات القائمة بين الاطراف المتصارعة و المختلفة بالرؤية المستقبلية لسوريا الغد، فعلى سبيل المثال، تضغط على تركية من خلال الورقة السنية الاخوانية في إدلب من جهة و الكوردية الـPKK من جهة أخرة، وخاصة بالتهويل والترويج لإقامة حكم ذاتي أو ما شابه للكورد ، الأمر الذي تثير حفيظة أنقرة المتوجس بالأصل من القضية الكوردية ”
تابع ظاظا: «أجزم بأن الحديث بهذا الصدد عن الشعب السوري هو للتسويق التجاري ان جازالتعبير، وأعتقدأن الشعب السوري هو الغائب الحاضر لما سلف لهذا الصراع، وان لم نقل مازال فقط الوقود الاساسي للثورة، حيث قدم نتيجة ما أسلفنا لمصالح تلك الدول المتصارعة أكثر من مليون شهيد ومثلهم مفقودين ناهيكم عن ١١ مليون مهاجر ومهجر.
اضاف ظاظا: «الشعب الكوردي شعب عريق وأصيل ويعيش على أرضه التاريخية منذ ألاف السنين،و يتسم بطبيعته بالبساطة و الطيبة، الأمر الذي يفقده الكثيرين على طاولات المفاوضات، ويدفع للأسف بشركائه استغلال هذه السمات بشكل يتعارض مع المواثيق والعهود المتفق عليه مسبقاً، والتجربة الكوردستانية في العراق نموذج واضح للأحزاب الشيعية والسنية التي أعتلت السلطة بعد سقوط الطاغية صدام. رغم الصعوبات الجسيمة أنني على يقين بأن ذلك لن يثني من عزيمة شعبنا المناضل بالسعي للحصول على حقوقه القومية المشروعة أسوة بباقي شعوب ومكونات المنطقة، وان الظروف أصبحت سانحة لِـ لم الشمل الكوردي و التحرر من أسر الظلمات.
وفي ظل وجود الدول والاطراف المتداخلة بالمشهد العام وتشابك المصالح في ما بينها، وخاصة دول التحالف ومنها أصدقاء الشعب الكوردي أمريكا وفرنسا وغيرهم من الدول، نستطيع القول بان الفرصة كبيرة للاستفادة من واقع الحال، فـبالتالي الحديث عن الرحيل الكلي دون تحقيق الاهداف الاستراتيجية، والتي تضمن مصالح كافة الأطراف ومن ضمنهم الكورد في ما بعد هو محض من خيال طبعاً هذا من جهة ، ومن جهة أخرى قُلناها سابقا ونقولها الآن، أن أي خطوة هادفة من شأنها توحيد الموقف والرؤية السياسية الكوردية و تأطيرهم في جبهة موحدة أمام أعداء و أصدقاء الشعب الكُردي هي من أولويات أهدافنا، وبالتالي ننظر ونعمل عليها بروح عالية من المسؤولية، فالمجلس الوطني الكوردي بشكل عام و الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا بشكل خاص أصحاب قضية ومشروع قومي بامتياز، و سليل حركة التحرر الوطنية الكوردية على نهج البارزاني الخالد، وعليهم يقع عاتق الحرص بالتوجس لحماية هذا الشعب من المخاطر المحدقة، و الحفاظ على مكتسباته جراء المغامرات والمقامرات الغير المسؤولة من بعض الاطراف السياسية ضمن صفوف الحركة الكوردية ».
وفي النهاية أردف ظاظا: «نعم للكورد أهمية كبيرة ليس فقط في سوريا بل في ايران والعراق وحتى تركيا،
وهذا يعود لجملة من الاسباب لسنا بصدد شرح مجملها لكن يمكن لنا القول بأنها سياسية اقتصادية أمنية و حتى فكرية إثنية، أما كيف يكون الاستثمار فهذا يحتاج الى شرح معمق و رؤية سياسية كاملة المعالم نستلخص بظاهرها الاستثمار الاقتصادي، و باطنها الامن و العسكرة، أما جوهرها التحالف و التزاوج الكاثوليكي على غرار دولة إسرائيل أن صح لنا التعبير».
الكورد احد القوى الأساسية ضمن المعادلة السورية
تحدث محمد علي ابراهيم عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، حيث قال: «دخل الوضع السوري عامه التاسع منذ اندلاع الثورة السورية والتي انطلقت من دمشق ومن ثم المدن السورية الأخرى، إلا أن الرياح سارت بما لا تشتهي سفن الثورة السورية لكثرة الملاحين الذين أرادوا قيادة الدفة كل حسب هواه، مما أدت إلى انحرافها عن السكة ليس بقدرة قادر بل بفعل فاعل، و انحرفت عما كانت الانطلاقة الاولى من أجلها، وذلك لأسباب عدة داخلية تسلل ازلام النظام إلى الكثير من مواقع القيادة في الثورة والمعارضة، والادعاء بالانشقاقات المبرمجة من أجل تمييع الثورة إلى ما هنالك من الأساليب التي استخدمها النظام طوال السنوات الأولى. وخارجيا الدعم اللامحدود من قبل كل من إيران وروسيا في مختلف الصعد، مما أدى هذ التدخل في الوضع السوري إلى إطالة عمر النظام الذي بات واجهة شكلية لقيادة سوريا».
تابع ابراهيم: «اما في الواقع العملي وفي المفاوضات من أجل إيجاد حلول لمستقبل سوريا كما جرى في مؤتمرات سوتشي وغيرها في المنابر الدولية، حيث غياب السوريين نظاما ومعارضة، وحضور الروس والايرانيين من جهة والاتراك من جهة أخرى بدلا من السوريين اطراف الصراع، سيما في السنوات الأخيرة كل وفق مصالحه واجنداته، ومن الجهة الأخرى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي لها منظورها المغاير في الوضع السوري وفق برامجها التي أعلنت على الملأ حيث قرار جنيف 2254، وقرارات ذات الصلة، والقضاء على داعش وإنهاء الوجود الإيراني ودستور جديد للبلاد، هذه التناقضات في الرؤى والمصالح الدولية حول الوضع في سوريا و إيجاد حلول لمستقبل البلاد يبقى الوضع رهينة شروط ومصالح تلك الدول، وأصبح الوضع يدخل في مرحلة جديد بعد القضاء على داعش، والعمل من أجل تسوية الوضع العالق في إدلب بين تركيا وروسيا، والنقطة الأكثر أهمية هي إقامة المنطقة الامنة في شرقي الفرات وسط ترقب ملفت للموقف الأمريكي الذي لايزال غامضا في كيفية إدارة المنطقة، والإشراف على ادارتها، ودور المكونات الموجودة في المنطقة وسط تخوف كوردي دون مراعاة الحالة القومية للشعب الكوردي ، وذلك بتوحيد مشروع شرقي الفرات كـ كتلة واحدة متكاملة، هنا يأتي بالضرر على التأثير في نسبة الوجود الكُردي، وما التأخر الأمريكي في تبيان موقفه بوضوح حول مصير شرقي الفرات يبعث القلق، ويعزى ذلك إلى عدم التوصل الأمريكي لإيجاد حلول توافقية يرضي كل من تركيا من جهة، والى حدٍ ما PYD، وحول عمق المنطقة الآمنة وإدارتها وكيفية مشاركة كافة مكونات المنطقة».
اضاف ابراهيم: «ان الكورد في سوريا كـ غيرهم من أبناء الشعب السوري لم تسلم مناطقهم من كوارث الدمار والتشريد والقتل والتهجير، امام هذا الوضع الدامي الذي طال أكثر من ثماني سنوات على كامل الجغرافية السورية، ولمواجهة هذه التحديات الصعبة كان من المفروض ترتيب وتوحيد الصف الكوردي منذ بداية الأزمة السورية، إلا أنها تعثرت وبكل أسف بسب تعنت وتهرب PYD، وعلى الرغم من المحاولات المتعددة و برعاية الرئيس مسعود البارزاني، و التي سجلت في بعض مراحلها الأولى عدة اتفاقيات إلا انها نسفت من قبلهم و الحؤول دون تطبيقها، ففي هذه المرحلة الحساسة والحرجة التي يمر بها شعبنا الكوردي في كوردستان سوريا، وحاجتهم الماسة إلى توحيد الموقف في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضي، خاصة بعد التقرب من نهاية القضاء على تنظيم داعش الارهابي، وما يترتب بعدها من تحقيق استحقاقات المرحلة الجديدة في سوريا، الا ان الطرف الآخر لازال مستمرا في ممارساته البعيدة كل البعد عما هو خدمة للمشروع القومي الكوردي ».
كما أردف إبراهيم: «يعتبر الكورد احد القوى الأساسية ضمن المعادلة من حيث وجوده كـ “شعب” يعيش على ارضه التاريخية في كوردستان سوريا، وقوة تنظيمية وعسكرية مدربة على مختلف صنوف الأسلحة، وتكتمل هذه القوة بعودة بيشمركة روج، ويصبح له مكانة هامة في المعادلة السورية و رقم يمكن الاعتماد عليه من قبل الدول المؤثرة في الوضع السوري».
لا انتقال الى سوريا الجديدة بدون مشاركة المكون الكوردي
تحدث عبدالله كدو- عضو قيادي في الحزب اليكيتي الكوردستاني وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري، حيث قال: «النظام السوري يسيطر الآن على القسم الأكبر من الأراضي السورية و للمرة الأولى منذ أن جُرَّت الثورة السورية إلى مرحلة العمل العسكري، ذلك بعد تدخل روسيا وإيران واستطالاتهما في المعارك ضد المعارضة السورية، وحاضنتها التي تمثل جل الشعب السوري، ومع فشل القوى الاقليمية والدولية المعنية في تطبيق اتفاقات خفض التصعيد والهدن وغيرها، ومع حالة التوتر التي تمر بها الشمالين الغربي والشرقي من سوريا، وصعوبة توافق الجيوش والقوى المتواجدة فيها، فإن تمسك هيئة التفاوض السورية بـ “جنيف1” والقرارات الدولية الذات الشأن».
أضاف كدو: «يعيد إلى الأذهان بأن الثورة السورية التي بدأت سلمية ستستمر حتى لو حُرّمت من اي قطعة سلاح. وأيا كانت مصالح وتوجه الدول المؤثرة والمتدخلة في سوريا، فإن الحل لا بد من أن ينتهي بتوفير بيئة آمنة توفر امكانية مشاركة جميع السوريين في انتخابات حرة تحت اشراف دولي، وهذه البيئة لا يمكن توفرها إلا بإشراك ممثلي الثورة السورية بشكل فاعل».
تابع كدو: «أما عن دور الكورد ، فهنا يمكنني القول بأن الحركة السياسية الكوردية مدعوة لتأمين أوسع درجات التآلف والتضامن القومي الكوردية ، لتتمكن من تجميع و تعبئة طاقات سائر فئات شعبنا الكوردي الخلاقة على أرضية وطنية سورية مستقلة، ليأخذ الكورد مكانهم الطبيعي في سوريا المنشودة، بعد أن حرموا من اي مشاركة تذكر في صناعة القرار السياسي أو تنفيذه منذ بداية العهد الوطني، وللمرة الأولى في تاريخ سوريا الحديث يشارك الكورد مع بقية السوريين بموجب وثيقة تتضمن الاعتراف بالكثير مما يرمون إليه، متمثلة بالوثيقة الموقعة بين الائتلاف السوري والمجلس الكوردي السوري ».
في النهاية أكد كدو: « أنه بات كل السوريين على يقين بأن لا انتقال الى سوريا الجديدة بدون مشاركة المكون الكوردي ، الذي يشكل ثاني أكبر قومية عددا في البلاد».
الاستفادة من تقاطع مصلحة الكورد القومية مع مصالح الدول العظمى الاستراتيجية
تحدث نافع عبدالله عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، حيث قال: «بات الوضع العام في سوريا ونحن على اعتاب دخول ثورة الشعب السوري ثورة الحرية والكرامة عامها التاسع اكثر تعقيدا لتشابك المصالح والتدخلات الاقليمية والدولية،والى الآن لا تشير المعطيات الحالية إلى تغيير دراماتيكي يمكن أن يحصل في الأشهر القادمة، حيث التجاذبات حول تشكيل اللجنة الدستورية قائمة، والجهود مستمرة لإيجاد حل سياسي بين النموذج الذي تريده موسكو ويضمن لروسيا السيطرة الكاملة على سوريا والإشراف الكامل أيضا على الحل السياسي فيها، سواء ببقاء الأسد أو بتغييره، لكن بشروط تضمن له الخروج الآمن مع الحفاظ على نظامه مع بعض التعديلات التجميلية، وبين النموذج الامريكي الذي يهتدي بالقرارات الدولية التي تفضي إلى انتقال سياسي يغير من النظام القائم، سواء بإعادة توزيع السلطات بين المؤسسات السورية والاعتراف بحد أدنى من الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، اذاً لا سلام في سورية ولا استقرار إلا عبر الانتقال السياسي، الذي يقتضي بالضرورة نهاية مرحلة وبداية أخرى وانحسار العمليات القتالية والقضاء على داعش، لا يعني انتهاء الازمة السورية، ولا يعني انتصار النظام، بل تشير إلى الانتقال من مرحلة لها طبيعتها وأدواتها، إلى مرحلة أخرى مختلفة عنها، لها معطياتها وأدواتها، حيث يتحول المشهد السياسي للثورة من مرحلة “الهدم” إلى مرحلة “البناء”، في حين يواجه نظام الأسد تحديات سياسية واقتصادية ودبلوماسية لم يشهدها من قبل والمشروع الروسي الايراني لإعادة تأهيل النظام، محكوم بالفشل حتى لو اعترفت به بعض الدول، والمعارضة هي الاخرى تتخبط في علاقاتها ومشاريعها ولم تعد كما كانت في بدايات الثورة حيث كانت تحظى بشعبية كبيرة وعلاقات اقليمية ودولية واسعة».
تابع عبدالله: «شهدت الساحة السورية خلال الأعوام الماضية سلسلة من التحولات السياسية والمتغيرات الميدانية، بتأثير العوامل الخارجية جعلت طرفي الصراع، نظام الأسد والشعب السوري الثائر، الحلقة الأضعف في عمليةآلية القرار السوري، فتحول السوريون إلى مجرد عامل ثانوي مكمل للمشهد لا أكثر.
ورغم كل شيء فإن المعطيات تشير إلى أن الصراع في سوريا لن يتوقف دون تحقيق نوع من الانتقال السياسي، الذي يضمن تغيير طبيعة نظام الحكم وتطبيق مرجعية جنيف والقرار الدولي 2254، ويفتح الباب أمام عودة السوريين في الداخل والخارج لوطنهم وبيوتهم، ويطمئنهم على إمكانية العودة من جديد إلى الحياة الطبيعية، ووقف الحرب التي فجرها النظام واعادة البناء».
اضاف عبدالله: «منذ بداية الثورة السورية، شارك الشعب الكوردي بكل امكاناته ضمن الثورة واختار صفوف المعارضة من اجل التغيير وبناء سورية جديدة، سوريا اتحادية تضمن للسوريين بكافة مكوناتهم حقوقهم القومية والدينية وحتى المذهبية،باعتقادي لا يوجد مصالح او مكاسب باسم الكورد قد تحققت على ارض الواقع لا دستوريا ولا قانونيا هناك بعض المكاسب الحزبية لفئة معينة وهي ايضا ليس باسم الكورد ، بل بأسماء مختلفة حسب الظروف والوقائع تارة باسم الامة الديمقراطية وتارة باسم اخوة الشعوب وغيرها اما المجلس الوطني الكوردي حافظ على هويته ومشروعه القومي في الداخل السوري وفي الدول الاقليمية وفي المحافل الدولية، وكان للكورد البصمة الأولى في المشاركة في الثورة السورية ايمانا منهم بالوقوف إلى جانب اخوانهم السوريين ضد الظلم والاستبداد، ولكن قيام النظام وكما العادة بإحداث شرخ في صفوف الكورد ، فما كان لها ان قام بدعم طرف بالمال والسلاح وجعله السلطة نيابة عنها، فأدى ذلك إلى إضعاف الكورد ، وهذا ما كان يريده النظام.
وعلى ضوء ذلك يجب على الكورد اخذ العبر من حالة التشرذم والانقسام ولملمة صفوفه للاستفادة من الوضع الدولي وتثبيت الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي في الدستور السوري الجديد،أما المصالح والمكاسب التي حققها الحركة الكوردية هو جعل القضية الكوردية قضية أساسية لأي استقرار مستقبلي لسوريا، وأصبح الكورد طرف في الحل السياسي السوري».
وفي النهاية أردف عبدالله: «حول أهمية الورقة الكوردية و استثمارها في الشأن المستقبلي لسوري بتصوري الوضع السوري لا زال يشوبه الغموض لتداخل وتشابك المصالح الاقليمية والدولية على الجغرافية السورية،وحتى الآن لا يوجد بوادر حل سياسي للوضع السوري في الأفق رغم المحاولات الخجولة من بعض الاطراف، والسبب يعود الى عدم جدية الدول العظمى في ايجاد مخرج للازمة السورية.
التعليقات مغلقة.