يحتفل الكورد الإيزيديين في 16 نيسان/ أبريل من كل عام بقدوم رأس السنة” بداية تكوين الطبيعة” ، إذ يتجمعون للتضرع إلى الإله وذلك بإضاءة 365 قنديلاً طلباً للخير والآمان على مدار العام ، كما ويقومون بسلق البيض وتلوينه للدلالة على ألوان الطبيعة .
هذا ويحتفل الإيزيديون في مناطق غرب كوردستان بالتجمع في ” Diyrê felekê” وهو الاسم الذي يطلقونه على المكان الذي تتواجد فيه مقابر الموتى ، إذ يأخذون معهم كل ما تم تحضيره لهذه المناسبة كالبيض المسلوق والسكاكر والحلويات ويتشاركون فيما بينهم .
والهدف من هذا الاحتفال بثّ روح المشاركة في كافة المجالات بين الجميع وتنمية الشعور بذلك .
وفي سياقٍ متصل سلطت شبكة موقعنا الضوء على رأس السنة الإيزيدية ( Cejna serê sala Êzdiya )
وللتعرف على طقوس هذا العيد ألتقت مراسلتنا بالسيد إلياس قيراني والذي قال « إنّ عيد رأس السنة الإيزيدية أو أربعاء رأس السنة للديانة الإيزيدية في أول أربعاء من التقويم الشرقي حسب الميتلوجيا الإيزيدية، وتعود جذور هذا العيد إلى بداية تكوين الأرض.
مشيراً أنّ الطقوس الأساسية لهذا العيد هي:
1- تلوين البيوض بألوان زاهية : دليلاً على الطبيعة و اهتمام وارتباط هذه الديانة بالطبيعة.
2- البيضة على الشكل الهندسي تمثّل الكرة الأرضية من قبل علماء الفلك، حيث كانت الديانة الإيزيدية قد اتخدت من البيضة رمزاً للكرة الأرضية.
3- كسر البيضة أي لعبة البيض ” hêlanê”
تمثّل الانفجار العظيم لتكوين الأرض
من (الهواء ، الماء ، النار التراب )حسب جيلوجين ، حيث يلعب الأطفال و الكبار.
4- ينشرون قشور البيض في المزارع و الحقول باعتبارها خميرة الأرض من أجل زيادة خيرات الحقول وزيادة البركة فيها.
5- سلق البيضة ؛ حيث يتم غلي البيض و هي المادة الوحيدة التي تتجمد بالغليان ويمثل هذا تكوين الأرض ،أمااصفرار البيض يمثل التراب ،و السائل يمثل الماء
لأنه وحسب المتلوجيا الإيزيدية فإنّ
الماء أكثر من التراب.
وعن سبب اختيار فصل الربيع للاحتفال بهذا العيد وتحديداً في شهر نيسان قال قيراني « إنّ أغلب الكائنات الحية تتكاثر في فصل الربيع وتحديداً في شهر نيسان ( موسم التكاثر )مثل الأسماك التي تضع بيوضها، إضافةً للحشرات والطيور.
مشيراً أنه يتم قطف عددٍ من أزهار شقائق النعمان أو زهرة نيسان أو ( گول خوناڤ باللغة الكردية ) وتعليقها مع عدد من قشور البيض على مدخل المنزل للدلالة على الترحيب بالسنة الجديدة من قبل العائلة التي أخضعت لممارسة هذا الطقس المقدس، لافتاً أنّ سبب اختيار شقائق النعمان يختلف عليه المؤرخون والمعنيون بفلسفة الديانة الإيزيدية ، فهناك من يرجّح لونها إلى دماء شهداء الحروب الدامية في مناطق سكناهم، وهناك من يعيد السبب إلى كثرة شقائق النعمان في المناطق التي كان يسكنها الإيزيديون وبالتحديد في بداية شهر نيسان .
ومضى بالقول « وبحسب العرف فإنه
يتم توزيع البيوض على الجيران مغلفة برغيف من الخبز المعروف عنه برمز النعمة الإلهية للبشرية جمعاء هادفاً إلى توزيع البركة على كل البيوت والمنازل في السنة الجديدة وتقوية العلاقات والروابط الاجتماعية بين الجيران.
أما في الإيديولوجية الإيزيدية فإنّ هذا اليوم يعتبر يوم نزول طاؤوس ملك ( عزازيل الذي يؤمن به الإيزيديين والذي يأتي في المرتبة الثانية بعد الله في معتقد الإيزيدي والذي يظهر في شهادة الترقين والتوحيد للإيزيدية “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد إن طاؤوس الملك حق وحبيب الله” ) كبير الملائكة على الأرض والذي قام بأُمرَ من الله بتجميل الأرض بكائناته من النبات والحيوان. وبهذه المناسبة وجّه زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود البارزاني، رسالة تهنئةٍ إلی الإیزدیین في كوردستان والعالم، بمناسبة عيد رأس السنة الدينية الإیزيدیة.
وقال البارزاني في نصّ رسالته « لقد تعرّض الأخوات والأخوة الإيزيدیین، خلال السنوات السابقة، بسبب ظلم وجرائم الإرهابيين، الی الكثير من الآلام والمآسي التي لامثيل لها في التاريخ. هنا نٶكد مرة أخری أننا نساند بكل قوة جميع تطلعات الأخوات والأخوة الإیزيديين وندعو كافة الأطراف إلی التعاون معهم لیتمكنوا من تقرير مصيرهم ومستقبلهم وتضميد جراحهم وإنهاء معاناتهم وتشردهم .
مختتماً رسالته بالقول « في هذه المناسبة، نطمئن الأخوات والأخوة الإيزيديين وأبناء كافة المكونات الأخری أنّ كوردستان بلد للتعايش، وسیتم إثراء هذه الثقافة وتوسيع مساحات التآخي والوئام ، متمنياً أن يقضوا كافة المناسبات والأعیاد بالخير والآمان.
تقرير : بيرين يوسف
إعلام ENKS
التعليقات مغلقة.