يقول العلماء: أن الأجنّة تحلم!
نعم فقد أكد العلم أن الأجنّة تحلم في رحم أمهاتهم .
وأنا في رحم أمي حلمت.
كان الحلم طويلا وغريبا! الأضواء كانت قوية ثم خفتت،الى أن تلاشت! الظلام غطى المكان! سمعت من بعيد أصوات تهتف للحرية،ازداد الصوت قوة.بدأت أصوات أخرى تخالطها،غطت عليها وأسكتتها! كانت تلك أصوات طلقات رصاص ثم مدافع وقذائف، صرخات، آهات، أنّات، وأنّات، وأنّات ترهق الآذان. رائحة الزيتون والياسمين غطتها روائح البارود والموت! كل شيء تبدل، كل شيء تغير! الأصوات التي هتفت للحرية نالتها. الحرية عمت كل شيء.حتى الأرض تحررت من جاذبيتها فانقلب كل شيء رأسا على عقب. بات الناس أحرارا أن يموتوا ويدفنوا تحت ركام منازلهم أو في غابة أو قاع بحر هائج . باتوا أحرارا في اختيار وجهتهم عبر دروب الموت لمنفى أو ملجأ.لهم الحرية أن يقتلوا لأجل المال أو يُقتلوا لأجل المال.ثم خبت أصوات الحرية إلا من بعض الأرواح العالقة تحت صخرة في قاع بحرٍ أو تحت ركام منزل مهدم أو حبيس بطن أحد الضواري فقط هذه الأصوات تطلب التحرر لترتقي للسماء والالتحاق بمن سبقوها. لم يكن حلمي كحلم يوسف.هو حلم بسبع عجاف يأكلن سبع سمان.وأنا رأيت سبع عجاف يأكلن سبع عجاف ! أناس قتلوا وشردوا وجوعوا سبع سنوات! ثم أكلوا بعضهم بعضا! نصفهم هُجر ونصفهم استوطن أرضا من هُجر منها! الكل يهتف باسم الله ويقتل ويسرق وينهب باسم الله و يستنجد ويستغيث باسم الله! أزداد كل شيء حولي غرابة واغترابا تعالت الأصوات والآهات والروائح وبدأت تحوطني وتخنق انفاسي فبدأت أصرخ وأصرخ لأستفيق على صوت صراخي !! حين فتحت عيناي أدركت أني.غادرت رحم أمي منذ زمن ! وأمي غادرت الحياة منذ زمن ! وأدركت أكثر أني لم أكن أحلم !!!!!
التعليقات مغلقة.