بهجت شيخو: مازال الموقف الأمريكي يتسم بالغموض والضبابية بخصوص القضية الكوردية في سوريا.
في حوار لموقعنا R-ENKS مع القيادي “بهجت شيخو” عضو اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكوردستاني – سوريا، ومسؤول مكتب الثقافة والإعلام للمجلس الوطني الكوردي حيث أكد ” شيخو “.
مازال الموقف الأمريكي يتسم بالغموض والضبابية بخصوص القضية الكوردية في سوريا بشكل خاص.
ما حدث لعفرين و قبلها لجرابلس و الباب و بموازاتها الغوطة و بقية الجسم السوري نتجت عن تفاهمات قمم الاستانة و بمباركة امريكية ايضا و ان كانت غير معلنة.
لن يكون في مقدور أي حزب كوردي بمفرده و مهما بلغت به من القوة ان يحظى بالرقم الاساسي.
الحوار تمحور معهُ في عدة نقاط سياسية متنوِعة، وهذا نص الحوار.
– هل ستكون عفرين هي هدف ما بعد باغوز ؟.
إن ما نتج عنه الصراع السوري و التسويات الدولية و الإقليمية ذات الشأن أدى إلى تبادل الخرائط في الجغرافية العسكرية لذا تغيرت قواعد اللعبة القديمة و ظهرت قوات جديدة بديلة او دول ذات نفوذ سيطرت قواتها في بعض المناطق السورية كقوى بديلة عن تلك القوات التي كانت تسيطر في السابق .
و ما حدث لعفرين و قبلها لجرابلس و الباب و بموازاتها الغوطة و بقية الجسم السوري نتجت عن تفاهمات قمم الأستانة و بمباركة أمريكية أيضا و إن كانت غير معلنة . و من هنا و على هذا الأساس اجتاحت الدولة التركية عفرين و معها الفصائل المسلحة المحسوبة على الجيش الحر بإتفاق دولي و عبثت فيها فسادا لم يرحم منها فقط سكانها الكورد المدنيين بل طالت أيديها إقتلاع الشجر و الحجر .
أما بخصوص إذا كانت قوات قسد تنوي فتح جبهة عسكرية في عفرين و ذلك بعد الإنتهاء من معركة الإرهاب و معقلها الاخير باغوز فاعتقد هناك مفارقة شاسعة بين الحالتين فمحاربة الإرهاب كانت تدار و تنفذ من قبل قوات التحالف برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية و أحرزت الإنتصارات المؤكدة أما فتح جبهة عسكرية من قبل قسد في عفرين فلا أعتقد بأن دول التحالف ستساند قواتها ناهيك عن التفاهمات الموقعة بين الأطراف المختلفة في الصراع السوري و توزيع الأدوار .
و برأي الحلول العسكرية لا تكون ناجعة في مثل هذه الحالات و تبقى التسوية السياسية حلا ناجحا للأزمة السورية و ستفضي بالتاكيد لجلاء كافة القوات المسلحة عن الأرض السورية .
– هل الوجود الأمريكي في سوريا هو للدفاع عن الشعب الكوردي في كوردستان سوريا . أم للدفاع عن مصالحه الإستراتيجية ، وأمنه القومي .وهل تراهنون على إلتزام الولايات المتحدة الأمريكية بوعودها للكورد في كوردستان سوريا ؟.
من دون شك أمريكا دولة عظمى و لها مصالحها الإستراتيجية في كل بقاع العالم و منها منطقة الشرق الأوسط و بالخصوص تلك الدول الغنية بالنفط مثل دول الخليج و العراق و أيضا سوريا .
و من الطبيعي ان تبادر أمريكا الى ضرب كل ما يهدد مصالحها و أمنها القومي و خاصة بعد إطالة أمد الصراع السوري السوري و إستيلاء داعش على مساحات جغرافية واسعة في الدولتين سوريا و العراق .
و حول سؤالكم عن الوعود التي منحها الأمريكان للكورد برأي ليست هناك إشارات في هذا الخصوص و ما زال الموقف الأمريكي يتسم بالغموض و الضبابية حيال حل القضية الكوردية في سوريا بشكل خاص و يتمثل الحل الأمريكي بالعموم في التسوية السياسية الدولية لسوريا وفق مقررات الأمم المتحدة و القرار الدولي ٢٢٥٤ .
– ما المطلوب من الحركة الكوردية حتى تصبح المنطقة لصالح القضية الكوردية ؟
القضية الكوردية في سوريا لها مشروعيتها الحتمية و لا يمكن في كل الاحوال إهمالها كونها تمثل تعداد سكاني يناهز أربعة ملايين نسمة يعيش على ارضه التاريخية و يبدأ من جبل الاكراد غربا و ينتهي في ديريك شرقا .
و من واجب الحركة الكوردية ان تناضل في الدفاع عن تطلعات هذا الشعب لتأمين حقوقه القومية المشروعة و لن يكون في مقدور أي حزب كوردي بمفرده و مهما بلغ به من القوة أن يحظى بالرقم الأساسي ما لم تتضافر معه كل الجهود لبقية الأحزاب الكوردية العاملة و ذلك بغية توحيد خطابها السياسي و إنطلاقا من إيمانها بالمشروع القومي الكوردي .
– جيمس جيفري يقول من جهة بأن وحدات حماية الشعب لن تكون
جزءاً من المنطقة الآمنة على الحدود التركية. وفي الوقت نفسه يقول لا نقبل بأي تعامل سيء مع قوات سورية الديمقراطية! برأيكم ماهدف الأمريكي من هذا،
وفي حال خُيرتَ أمريكا بين حليفتها تركيا والكورد (قسد) ،من ستختار برأيكم ؟
أعتمدت أمريكا و قوات التحالف الدولي في سوريا و بشكل رئيسي على قوات حماية الشعب لمحاربة الإرهاب و أحرزت النصر في القضاء عليه و بهذا التحالف العسكري قد حصل بينهما تقاربا سياسيا رغم إصرار أمريكا الجاد بفك إرتباط قوات الحماية الشعبية عن حزب العمال الكوردستاني في تركيا ، أما بصدد المنطقة الآمنة حتى الآن لم يتوضح مشروعا رئيسيا تعتمد عليه أمريكا و لم يكشف عن ماهية القوى المشاركة فيه و لكن من الطبيعي أن تأخذ أمريكا المطالب التركية بجدية كونها تدعي دوما بوجود خطر على أمنها القومي من قبل وحدات الحماية الشعبية لذا قد لا تكون الوحدات جزءا من المنطقة الآمنة .
– “ب ي د “مستمرة في حملة أعتقالاتها ضد كوادر وقيادات المجلس الوطني الكوردي .وحتى الآن لازال مصير العشرات من قيادات وكوادر المجلس الوطني مجهول .
ماموقفكم كمجلس وطني كوردي تجاه هذه الممارسات التي تمارس بحق قياداتِكم وكوادركم .وهل هذه الممارسات تخدم القضية الكوردية ؟
وقفت سلطة ب ي د منذ ان أستلمت المناطق الكوردية من النظام بالضد من سياسة المجلس الوطني الكوردي و حاولت إقصاء الحياة السياسية فيها نهائيا و مارست بهذا الخصوص الأساليب الترهيبية و الإعتقالات و نفي قيادات المجلس و إغلاق مكاتبها و حتى حرقها أيضا .
و لكن و ما يمثله المجلس الوطني الكوردي بسياسته السلمية و مشروعه القومي و هو كجزء من التسوية الدولية لحل الازمة في سوريا يعطيه مشروعية الإستمرار رغم القمع الذي تعرض له من قبل سلطات ال ب ي د .
لذا يتطلب من ب ي د إعادة النظر في سياسته و إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الكورد لديها و الكف عن ملاحقة و إعتقال أعضاء و مؤيدي المجلس و إلغاء كل الفرمانات الجائرة بحق شعبنا الكوردي و إخلاء مكاتب الأحزاب و ممتلكات المواطنين و العودة الى طاولة الحوار للوصول الى شراكة سياسية و إدارية و عسكرية حقيقية ستكون صمام آمان لمستقبل شعبنا الكوردي و تأمين حقوقه القومية المشروعة في سوريا الجديدة .
حاورتهُ : لافا دلي
إعلام :ENKS شرقي قامشلو
التعليقات مغلقة.