المجلس الوطني الكوردي في سوريا

نبذة مختصرة عن حياة “القاضي محمد “وتاريخه النضالي

1٬093

قاضي محمد هو رئيس جمهورية كوردستان التي أعلنها الكورد في العام 1946 بكوردستان إيران، وكانت عاصمتها مهاباد.

ولد القاضي محمد في مدينة مهاباد سنة (1901). والده هو القاضي علي بن قاسم بن ميرزا احمد، وأمه من عشيرة “فيض الله بك” الذائعة الصيت في مملكة موكريان.
كان القاضي محمد يقضي وقته في المطالعة والبحث والدراسة، شيئاً فشيئاً غير نفسه من رجل دين الى رجل عالم ،اهتم كثيراً وبصورة خاصة بدراسة العلوم العصرية واتقانه اللغة العربية والتركية والفارسية والفرنسية والإلمام باللغة الإنكليزية والروسية والتعمق فيها اكثر مما كان ضرورياً بالنسبة إلى شخص في موقعه حينذاك إلى جانب لغته الأم الكوردية .

وبكل هذه المقدرة والنفوذ والتهيؤ أتته الفرصة المناسبة .

كان ضغط الأجانب في هذه المنطقة شديداً ،وبعد مدة تجريد مركز شرطة مهاباد من السلاح ولم يبقى اثر لسلطة الدولة في هذه المنطقة من الناحية العملية .في تلك الظروف كانت الحرب لم تزل قائمة وكان انشغال الدول الأجنبية بعمليات الحرب يشغلها عن التدخل في أمور ايران .

كان هناك وثائق تدل على إنه يوجد في كوردستان مقدمات أولية لنفيد سياسة شبيهة بتلك التي كانت متبعة في “تبريز “بأزربيجان وان مشروعا بهذا الشأن قد أعد وأصبح جاهزاً ،فجاء البرزانيون ليقدموا المساعدة المهمة في توسيع دائرة تلك الأحداث .

في نفس اليوم الذي سقطت فيه “تبريز “يوم11كانون الاول عام “1945 “ أعلن قاضي محمد عن دعمه لتلك السياسة بأرسال وفد برئاسة (محمد حسين قاضي )وعضوية عدد من المسؤلين الكبار في حزب الجمعية “تبريز” جمعية انبعاث كوردستان ،وقد اجرى الوفد مباحثات مكثفه في “تبريز” مع مسؤولي كبار من الحزب الديمقراطي الأذربيجاني واعلمو ا عن التضامن والتكاتف فيما بينهم .

في يوم 12كانون الاول طرح قاضي محمد برنامجه الاستقلالي وخارطة كوردستان امام أهالي مهاباد .

لقد أوصل حزب الجمعية جهوده في خدمة أهل وتسيير امورهم ،فشرع بقطع صلاتهم مع طهران يوماً بعد يوم .

في 16 كانون الاول بساحة Çarçira ،أعلن قاضي محمد في ذلك اليوم التاريخي انقطاع “موكريان ” عن حكومة طهران .فأنزلو علم ايران فوق المؤسسات والمدارس ،ورفعوا علم كوردستان بدلاً منها المكونة من ثلاثة ألوان رئيسية احمر ،ابيض،اخضر،وفي وسطه نصف كورة شمسية مع سنبلتين على جانبيها بلون اصفر وأعلاها قلم مكتوب (دولة جمهورية كوردستان) في يوم 22 كانون الثاني عقد اجتماع أعلنو فيه بالإجماع تأسيس جمهورية ديمقراطية في جزء من كوردستان برئاسة “قاضي محمد” وفي يوم 11شباط1946 وقف قاضي محمد زييه العسكري وأمر بأستعراض عسكري من قبل الجيش الذي شكله وفي 12شباط ادى القاضي محمد اليمين الدستوري الذي تضمن (اقسم بالله وبكلامه العظيم واقسم بالوطن ان أناضل حتى اخر نفس وان أكون وفياً لرئاسة جمهورية كوردستان ووحدة الكورد. ومن جانب اخر أعلنت إذاعة تبريز عن عقد معاهدة بين تبريز ومهاباد 22نيسان 1946 وبعد انعقاد هذه المعاهدة سعى قاضي محمد لكسب العشائر الى جانبه ولم يكن قاضي محمد صاحب قبيلة او عشيرة لكنه استفاد من البرزانيين وتجربتهم القتالية .

تصرف قاضي محمد اثناء فترة حكمه في مهاباد بخبرة وعقلانية ،وقد أجبرت السياسة العقلانية للقاضي محمد الدولة الى ان تعامل الأهالي برفق ولين وان تبتعد عن اعتقال المواطنين عند دخول القوات البيشمرگة الى مهاباد ،وفي الأيام التي وصل فيها الملا مصطفى البارزاني الى طهران تم اعتقال القاضي محمد وبحضور الشاهنشاه طلب رؤساء العشائر وكبار رجال الدين شنق وإعدام قاضي محمد وأشقائه وابناء عمومته.

ان جمهورية مهاباد الكوردية لم تعش سوى عدة اشهر لكنها تركت جرحاً في صميم الشعب الكوردي ورغم عمرها القصير كانت لها إنجازات كثيرة فكرية وحضارية،وإعطاء دور للمرأة وتحريك القضية الكوردية دولياً .

ونذكر بعضاً من وصايا القاضي محمد التي جاءت في وصيته قبل إعدامه .

-احفظوا وحدتكم واتفاقكم في صفوفكم لاتقترفوا الاعمال المشينةت جاه بعضكم .

-اجتهدوا في رفع مستوى الدراسة والعلم لاتنخدعوا بالعدو كثيراً

-لاتثقوا بالأعداء .

لاتبيعوا انفسكم للعدو لانُ العدو لايمكن الاعتماد عليه .

-لاتتوقفوا عن النضال والجهاد حتى تتحرروا كباقي الشعوب من نير الأعداء

-لا أظن أن لأحد علي حق ،سوى حق الله آمل ان تأخذوا بنصيحتي وان ينصركم الله على الأعداء …..

رحل الشهيد “قاضي محمد”لكن فكرة الحرية والحق ظلت حية في ذاكرة الشعب الكردي ……..

تقرير:لافا دلي

إعلام:ENKS شرقي قامشلو

التعليقات مغلقة.