أكد رئيس وزراء إقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني، أنه “بينما نقترب من عيد نوروز، ويُقبل الآلاف من أخواتنا وأخواننا العراقيين من المدن والمناطق العراقية الأخرى، وآخرون من الدول الجارة إلى إقليم كوردستان لأغراض السفر والسياحة، ندعو الأجهزة الأمنية وكافة المؤسسات المعنية في إقليم كوردستان إلى التعاون معهم إلى أبعد الحدود”، مضيفاً: “يجب أن تنعكس ثقافة التعايش والتسامح والمسالَمة لشعب كوردستان على جميع تصرفات وتعاملات العاملين والضباط والإداريين في الطرق والمنافذ الحدودية والمطارات. ليشعر القادم إلى كوردستان بالأمان وبأنه في دياره ووطنه”.
وقال نيجيرفان البارزاني في كلمته التي ألقاها خلال افتتاحه معرض الشرق الأوسط للسياحة في أربيل: “آمل أن تنجح أعمال معرضكم وأن يسفر المعرض عن نتائج جيدة، وأن يكون سبباً للمزيد من التقدم في قطاع السياحة بإقليم كوردستان”.
وأضاف: “إقليم كوردستان أرض ملائمة ومادة خام ممتازة للسياحة. يمكن استثماره أكثر بكثير مما هو عليه الآن وتحويله إلى مركز سياحي بارز على مستوى الشرق الأوسط، ففيه أكثر العناصر الضرورية لسياحة متقدمة، ويتمتع إقليم كوردستان بفرص سياحية على مدى فصول السنة الأربعة”.
وتابع: “طبيعة جذابة، سهول ووديان، تلال وجبال، وجداول وأنهار وعيون، غابات ومئات من الآثار التاريخية، كل العناصر اللازمة للسياحة متوفرة في كوردستان في الفصول الأربعة، والأهم من كل هذا، الجاهزية والأجواء والبيئة الاجتماعية والمجتمع المضياف في كوردستان المحب دائماً للمرح والحياة، والأمان والسلم. شعب لا مشكلة له مع فكر وفلسفة السياحة”.
وأشار إلى أنه “الذي يبقى هنا هو استخدام واستغلال هذا المجال بأفضل صورة. أرجو أن يتمكن هذا المعرض، واعتباراً من اليوم، من تقديم خدمة جيدة وتشجيع الاستثمار في قطاع السياحة في إقليم كوردستان. وأن يكون حافزاً لجذب المزيد من السياح إلى إقليم كوردستان في هذا العام والأعوام القادمة. وأن يجعل إقليم كوردستان ذا أفضل خدمات سياحية ووجهةً رئيسة للسياح من دول المنطقة والشرق الأوسط عامة”.
وشدد على أنه “لا شك أنه لولا الظروف الصعبة في السنوات الأخيرة، لنفّذت حكومة إقليم كوردستان خطة واسعة لتنمية وتطوير قطاع السياحة في إقليم كوردستان، بدءاً من إعادة تنظيم وتوسيع البنية التحتية للسياحة، وصولاً إلى تقديم أفضل الخدمات السياحية في جميع مجالات السياحة”.
وأوضح نيجيرفان البارزاني أن “حكومة الإقليم تعتمد بالدرجة الأولى وبصورة رئيسة على القطاع الخاص في بناء قطاع السياحة. ويستطيع القطاع الخاص الاضطلاع بدور حاسم في بناء بنية تحتية راسخة وواسعة للسياحة في إقليم كوردستان. وينبغي أن تتحول أوضاع وأحداث السنوات الصعبة الأخيرة إلى دروس وعبر لإقليم كوردستان، ويجب العمل بكل الطرق لكي يأتي القسم الأكبر من دخل إقليم كوردستان من قطاعات السياحة والزراعة والصناعة، وليس من النفط والثروات الطبيعية فقط”.
ومضى بالقول: “بناء على هذا، ومن هذا المنطلق أنتهز هذه الفرصة لأدعو مرة أخرى المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال الأجانب والمحليين من هنا للعمل والاستثمار في قطاع السياحة بإقليم كوردستان. وأقول واثقاً: إن الأرضية في إقليم كوردستان ملائمة جداً للسياحة، وأنها ستكون في السنوات القادمة مصدراً كبيراً للربح بالنسبة إلى المستثمرين، وللتأسيس لبنية تحتية ثرية للسياحة في الإقليم، وتصبحُ واحداً من المصادر الرئيسة للدخل وتوفر الآلاف من فرص العمل”.
ولفت إلى أن “إقليم كوردستان، من خلال ثلاث قطاعات قوية، السياحة والزراعة والاقتصاد فقط، يستطيع أن ينقذ نفسه من الخطر والآثار السيئة للاعتماد على قطاع النفط وحده. لهذا نؤكد على أن حكومة إقليم كوردستان ستقدم كل العون والتسهيلات لتمهيد السبيل أمام الاستثمار في قطاع السياحة وتشغيل رأسمال كبير أجنبي ومحلي في قطاع السياحة في إقليم كوردستان. وستكون تنمية وتطوير قطاع السياحة من الأولويات المستقبلية للحكومة”.
وذكر رئيس حكومة إقليم كوردستان: “ندرك أن القوانين والتعليمات، وأحياناً الروتين والإجراءات الإدارية البطيئة، جعلت المستثمر يشعر بالقلق، أو يبتعد عن الاستثمار ويخشاه! لكنني أريد من هنا، أن أطَمئِن الجميع إلى أن حكومة إقليم كوردستان، وفي إطار إصلاحاتها، ستفعل كل ما هو لازم للتخلص من النواقص واتخاذ الخطوة تلو الأخرى لتوفير أرضية أفضل للاستثمار في كل القطاعات”.
وبين أن “حكومة إقليم كوردستان، اعتمدت منذ البداية، سياسة إيلاء دور كبير إلى القطاع الخاص للمشاركة الفاعلة والمساهمة في جميع قطاعات الإعمار والبناء وتطوير جميع مجالات الحياة في إقليم كوردستان. ولا شك أن هذه المشاركة والمساهمة للقطاع الخاص ستزيد وتتوسع في المراحل القادمة من أجل تطوير القطاعات الثلاثة: السياحة، الزراعة والصناعة”.
وبشأن العلاقات مع بغداد، قال نيجيرفان البارزاني: “نحن نتطلع بأمل إلى مستقبل علاقاتنا مع بغداد، ونريد حل جميع مشاكلنا مع الحكومة الاتحادية العراقية خطوة فخطوة وفي إطار الدستور. ونأمل أن يصبح تحسن علاقات أربيل وبغداد حافزاً آخر للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال لينتهزوا فرص العمل والاستثمار في إقليم كوردستان. إنهم يستطيعون من هنا، من إقليم كوردستان، أن ينطلقوا بخطواتهم صوب المناطق الأخرى من العراق ويوسعوا نطاق استثماراتهم”.
وتابع: “وفي سياق ذي صلة بالعراق، وبينما نقترب من عيد نوروز، ويُقبل الآلاف من أخواتنا وأخواننا العراقيين من المدن والمناطق العراقية الأخرى، وآخرون من الدول الجارة إلى إقليم كوردستان لأغراض السفر والسياحة، ندعو الأجهزة الأمنية وكافة المؤسسات المعنية في إقليم كوردستان إلى التعاون معهم إلى أبعد الحدود. والترحيب بضيوف كوردستان بابتسامة جميلة ووجه بشوش وتعامل كوردستاني رقيق ومريح مع ضيوف كوردستان الأعزاء في المنافذ والمطارات جميعاً”.
وأكد أنه “يجب أن تنعكس ثقافة التعايش والتسامح والمسالَمة لشعب كوردستان على جميع تصرفات وتعاملات العاملين والضباط والإداريين في الطرق والمنافذ الحدودية والمطارات. يجب أن يشعر القادم إلى كوردستان بالأمان وبأنه في دياره ووطنه. إن جاءت أخت أو أخ عزيز من أية منطقة أو مدينة أخرى من العراق إلى إقليم كوردستان، يجب أن يشعر بأنه محترم وأن زيارته لكوردستان موضع ترحيب”.
واستدرك قائلاً: “بينما تتوقع الأجهزة المعنية في الحكومة أن يكون هناك ازدحام، وتخطط لتؤدي الأجهزة الأمنية واجبها للحفاظ على سلامة الجميع، يجب أن يتعاونوا ويقدموا المزيد من التسهيلات ما أمكنهم ذلك، لضيوف كوردستان. كما أدعو السياح والمواطنين الأعزاء إلى الحفاظ على بيئة كوردستان أثناء جولاتهم السياحية”.
وأردف: “أشد على يد هيئة السياحة في إقليم كوردستان وميدل إيست توريزم إكسبو على إقامة هذا المعرض. وآمل أن يفتح باباً آخر على الاستثمار في قطاع السياحة بإقليم كوردستان، وأن يتم خلاله التوقيع على كثير من العقود واتفاقيات العمل والاستثمار. وأرى من الهام أن يُتخذَ هذا المعرضُ تقليداً سنوياً مستمراً”.
وبدأ معرض الشرق الأوسط للسياحة (ميتيكس)، اليوم الأحد، 17 آذار، 2019، أعماله في عاصمة إقليم كوردستان، أربيل، بمشاركة 250 شركة من 20 دولة وتستمر أعماله حتى 20 آذار الجاري.
التعليقات مغلقة.