جددت تركيا تمسكها على لسان وزير دفاعها بالإشراف على المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال شرقي سوريا، مؤكدا أنها تمتلك القدرة والإمكانيات اللازمة للإشراف عليها على حد تعبيرها وحذر في الوقت نفسه من احتمالات تعرض القوات الأميركية والأوروبية حال نشرها في هذه المنطقة لهجمات غير تقليدية من ما تسمى قوات قسد .وتابع وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن تركيا ترى أنه من الضروري إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، عمقها من 30 إلى 40 كيلومتراً بمحاذاة الشريط الحدودي الذي يبلغ 440 كيلومتراً من شرق الفرات حتى الحدود العراقية.وأوضح أن ذلك يعني إقامة منطقة آمنة بمساحة نحو 13 ألف كيلومتر مربع، وهي منطقة لا يمكن تأمينها ببضع مئات من الجنود، محذراً الولايات المتحدة وأوروبا من إمكانية تعرض قواتها لهجمات حال نشرها هناك.وأضاف أكار، في تصريحات نشرتها وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية، أنه في حال جاءت قوات أميركية وأوروبية للإشراف على المنطقة، هناك إمكانية لتعرض هؤلاء العسكريين لهجمات غير تقليدية من عناصر ما تسمى وحدات حماية الشعب التي ستنتهج موقفاً عدائياً تجاه هذه القوات بسبب إخراجها من المنطقة.ومن الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى إقامة المنطقة الآمنة اعتماداً على قوات من دول التحالف الدولي للحرب على «داعش» مع استثناء تركيا ووحدات حماية الشعب ( الكردية ) من الوجود فيها، لكنّ تركيا تتمسك بالإشراف على هذه المنطقة والسيطرة عليها على أساس أنها تقع بالقرب من حدودها، كما تتخذ موقفاً متشدداً من وحدات حماية الشعب ( الكردية ) التي تعدها تنظيماً إرهابياً، وتلوّح بين وقت وآخر باستهدافها بعمل عسكري في منبج وما تسمى شرق الفرات من كوردستان سوريا كما وترفض تركيا اي تواجد لحزب العمال الكوردستاني وجناحه السوري pyd اعتباره تنظيماً إرهابياً. وقال أكار: «قواتنا قادرة على تولي الأمن بمفردها في المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا وستوجد هناك حتماً».وقال أكار: «سنبذل ما بوسعنا للحفاظ على أمن دولتنا بأنفسنا لأن حفظ الأمن لا يمكن أن يقوم به وكلاء… فالقوات المسلحة التركية ستقوم باللازم من أجل أمن شعبها ووطنها في المكان والزمان المناسبين».وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد أعلن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سحب القوات الأميركية من سوريا واقترح إقامة منطقة آمنة شمال شرقي البلاد وتتمسك تركيا بأن تكون المسؤولة عنها، وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأسبوع الماضي، إن الرئيس الأميركي أظهر موقفاً حازماً خلال هذه المرحلة بخصوص المنطقة الآمنة في سوريا.وشدد إردوغان، في الوقت ذاته على أن «تركيا لا توافق على منح السيطرة على المنطقة الآمنة لأي جهة غيرها، لأنه يمكن في أي لحظة مهاجمتنا انطلاقاً منها».ولوّحت أنقرة، مراراً، بشن عملية عسكرية في منبج وشرق الفرات لإنهاء دور ما تسمى وحدات حماية الشعب التابعة لpyd قرب الحدود التركية لكنها علّقت العملية بعد قرار ترامب سحب القوات وإقامة المنطقة الآمنة.
التعليقات مغلقة.