الولايات المتحدة تعرقل عودة الأسد الى الحظيرة العربية..
نشرت وكالة ( رويترز ) ، تقريرا أعدته الصحفية ليز سلي، و هي مديرة صحيفة واشنطن بوست في بيروت ، بتاريخ 5 / 3/ 2019 .
تقول ليز أن قرار الإمارات العربية المتحدة في أواخر العام الماضي بإعادة فتح سفارتها في دمشق ، وتقديم مبادرة من قبل الدول العربية ، أدى الى ظهور توقعات بإمكانية عودة قريبة للأسد الى الحظيرة العربية ، بعد ثماني سنوات من التمرد ضد حكمه واستبعاده عن المنظومة العربية .
و تكمل الصحفية سلي أن الولايات المتحدة ردعت حلفائها العرب من تجديد العلاقات مع حكومة بشار الأسد، محذرة من أن أي خطوة للمشاركة في أعادة أعمار سوريا، من شأنه أن تؤدي الى فرض عقوبات أمريكية ، و حسب تصريحات المسؤولين الأمريكين أن الهدف من هذه الخطوة هو الضغط باتجاه قبول الأسد للإصلاحات السياسية.
وأضافت أن الدول العربية ايضا لديها تخوف من إعادة تأهيل زعيم ما زال متحالف مع إيران ، وأن لدى إيران نفوذ في سوريا من خلال مساعدة الأسد على كسب الحرب .
ونوهت بأن مسؤولون امريكيون يعتقدون أنه من خلال العزلة السياسية و الضغط يمكن أخراج القوات الإيرانية من سوريا .
مؤكدةً بأن روسيا تضغط بالاتجاه المضاد ، و تحث الحكومات العربية على إعادة علاقاتها مع الأسد ، و حسب دبلوماسين فأن موسكو تحاول أقناع الدول العربية بالتطبيع مع الاسد للحد من النفوذ الإيراني .
خاصة أن بعض الدول العربية دعمت التمرد ضد الأسد ، و أن طرح قضية بقاء الأسد أمر حاسم لسوريا و جيرانها العرب .
وأشارت إلى أنه يتأمل الأسد بمساهمة عربية في أعادة أعمار سوريا ، حيث تقدر تكاليف أعادة أعمار سوريا نحو 400 مليار دولار .
و يقول سالم زهران محلل سياسي موالي للأسد أن الدول العربية تصطف من أجل المشاركة في جهود إعادة الأعمار، و أن الأسد في وضع يسمح له باختيار العرض المناسب .
الحكومات العربية بدورها تراقب الوضع في سوريا ، وبات التخوف العربي من النفوذ التركي و الأيراني واضح، خاصة أنه ليس للعرب اي نفوذ في سوريا بعد العام 2011 ، مما يجعل الدور العربي في الحل السياسي معدوم مع قيادة روسيا لعملية السلام بمشاركة تركيا و إيران .
في هذا الصدد صرح أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية للوسائل إعلام بعد 2011 قطعنا جميع علاقاتنا مع سوريا ، مما سمح للاعبين إقليمين مثل تركيا و إيران بتوسيع نفوذهم في سوريا ، و فجأة أصبح العرب خارج المعادلة السورية.
من جانبها الجامعة العربية وعلى لسان أمينها العام أحمد أبو الغيظ صرح للإعلاميين في بيروت الشهر الماضي لكي تعود سوريا الى الحاضنة العربية ، يجب أن يكون هناك إجماع ، و لا توجد مؤشرات ملموسة على وجود إجماع عربي للتطبيع مع الأسد.
دبلوماسيون غربيون يتحدثون عن وجود ممانعة سعودية مصرية لعودة العلاقات العربية مع سوريا ، خاصة إنهما الدولتان الأكثر تأثيرا و نفوذا عربيا .
بالعموم لن تستطيع أي دولة خليجية التطبيع مع الأسد دون موافقة السعودية .
و بهذا الصدد قرقاش يقول إن الإمارت تتبنى موقفا بأنها لن تشارك في جهود أعادة الاعمار إلا اذا ما تم التوصل لحل سياسي .
لكن زيارة الأسد مؤخرا الى طهران و هي أول زيارة له منذ بدء الأزمة السورية ، تؤكد عدم إمكانية أخراج الأسد من الحضن الإيراني ، مما يبطئ من تطبيع العلاقات العربية مع سوريا .
الولايات المتحدة من جانبها تقول أن احتضان طهران للأسد يقوض عودة العلاقات العربية مع سوريا.
و أن كانت حكومة الإمارات العربية المتحدة تعتقد من الأفضل الانخراط أكثر في العلاقات مع سوريا ، و يقول قرقاش من الخطأ الاعتقاد بأنه يمكن قطع العلاقات السورية الإيرانية في الأسبوع الأول أو الشهر الأول أو السنة الأولى لفتح سفارتنا في دمشق ، و أنه من الضروري وجود تواصل عربي مع سوريا ، و أن الإمارات لا تحدث خرقا ، كونها جزء لا يتحزأ من قرار عربي جماعي بشأن سوريا ، و نحن على يقين من أن هذا سيحدث “.
ترجمة وإعداد : هجار معو
إعلام ENKS – الحسكة
التعليقات مغلقة.