عزالدين ملا:الحل الدولي هو الحل الأمثل للأزمة السورية عامةً وللقضية الكُردية بشكل خاص..المجلس الكُردي الحامل للمشروع الوطني والقومي الديمقراطي
الحل الدولي هو الحل الأمثل للأزمة السورية عامةً وللقضية الكُردية بشكل خاص..
المجلس الكُردي الحامل للمشروع الوطني والقومي الديمقراطي
تتأسس منطقة الشرق الأسط عامة وسوريا خاصة على جملة من تناقضات معقدة وسرية، ظهر ذلك جلياً بعد التصريحات أن تنظيم داعش الإرهابي شارف على نهايته، والجميع في ترقب وحذر تجاه ما سينجم من متغيرات بعد القضاء عليه، وهناك تحليلات سياسية عن أن المنطقة مقبلة على صراعات جديدة ربما تكون أكثر حدة ودموية من ذي قبل.
خلال الفترة الحالية ظهرت نوايا الدول وخفاياها، وانكشفت التناقضات فيما بينها بخصوص المشكل السوري، بعد ان كانت على هدف واحد وهو محاربة إرهاب داعش، لكن بعد التخلص ” العسكري” من هذا التنظيم بدأت صراعات نعتبرها ليست جديدة بل كانت مخفية خلف محاربة الارهاب. فأصبح الوضع السوري أكثر تعقيداً وخاصة بعد ما يتم إعلان عنه من قبل الادارة الأمريكية بالانسحاب من سوريا، علما ان انسحابها يقوّي نفوذ روسيا وايران في المنطقة، أما فيما يخص المنطقة الكُردية فقد أصبح الوضع أكثر حرجا وضبابيةً.
الشعب الكُردي في كوردستان سوريا الآن في وضع لا يُحسَد عليه، وهم أمام مصير مجهول، ولا نعلم ما تخبئه قادمات الأيام له، وماذا يُرسم له في كواليس السياسة العالمية. ونعلم أيضاً ان مصالح الدول فوق كل الاعتبارات، والأعداء يتربصون بالكُرد من كل الاطراف، ويعدون الكُرد وسيلة لدى تلك الدول للتدخل وللضغط على بعضهم البعض.
والمنطقة الآمنة المزمع تطبيقها على المناطق الكُردية لم تظهر معالمها بعد لأسباب عديدة تتعلق بمصالح الدول الكبرى ومآرب الدول الاقليمية، والشعب الكُردي يعيش على أمل ما ستفعله أمريكا تجاههم، ونعلم ان أمريكا والدول الكبرى مصالحها فوق مصير الشعوب.
1– شارف تنظيم داعش الارهابي على نهايته، ما تحليلكم لما ستؤول إليه الوضع في سوريا بعد انتهاء داعش؟
2- الوضع الكُردي أصبح أكثر تعقيدا وضبابية، كيف ترون ذلك؟
3- ما المطلوب من الحركة الكُردية وخاصة المجلس الوطني الكُردي من تدابير واجراءات لتحقيق ما أمكن لصالح القضية الكُردية في سوريا؟
4- كيف تنظرون إلى واقع الحركة السياسية الكُردية بصورة عامة؟ وهل هي قادرة على قراءة الأحداث بشكل أفضل في المستقبل.
تحدث عبدالباسط حمو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا ونائب رئيس الائتلاف السوري المعارض، حيث قال: «في الحقيقة ان الانتصار على داعش وانهاء الارهاب هو هدف القوى والجهات المعنية، وكما يقال بان الادارة الامريكية تصرح أكثر من مرة بان نهاية داعش اقتربت، في الحقيقة ان داعش انتهى عسكريا ولكن يبقى الفكر الداعشي خطر وموجود ما لم يتم انهاء الاستبداد وتجفيف منابع الارهاب، بدون شك سيفتح المجال امام مرحلة جديدة. لتبدأ عملية سياسية وايجاد حل سياسي للأزمة السورية، ويجب ان يتكاتف الجميع حتى يتم انهاء داعش والارهاب، حتى الآن لم يتم الاتفاق على تجفيف منابع الارهاب، الكل يدعي بأنه خطر على مصالحه في المنطقة، ونعلم ان سيطرة داعش وامتداده الكبير يعطينا الكثير من التساؤلات، فداعش منظمة لا تعرف الحدود ولا الأديان ولا الأقوام، لذلك يتطلب التكاتف دولي لإنهاء الفكر الداعشي والفكر الارهابي بكل مسمياته».
تابع حمو: « الوضع الكُردي يمر في مرحلة صعبة ومعقدة جراء غياب وحدة الصف وتشرذم الطاقات الكُردية وعدم توحيد الخطاب الكُردي، لذلك يتوجب على الشعب الكُردي وحركته السياسية تحمل مسؤولياته إزاء الوضع المتأزم والتداخل الدولي والاقليمي في سوريا».
أكد حمو: ان المجلس الكُردي بذل كل الجهود للحفاظ على وحدة الصف الكُردي، للأسف هناك جهات أخرى وخاصة PYD لا تُعير أي اهتمام لنداءات الوحدة الوطنية، ولا تقبل الشراكة حقيقية مع المجلس وأي جهة سياسية أخرى وإن كانت معها فهي شكلية لا تملك الارادة ولا القرار. لذلك على الجميع تحمل مسؤولياته، وغير ذلك سيجعل الشعب الكُردي أمام مرحلة أكثر تعقيداً بعد انهاء داعش، وخاصة عندما يبدأ المرحلة السياسية ويبدأ فراغ سياسي وعسكري بعد انسحاب القوات الأمريكية، والكل يتربص ان يملأ الفراغ، وعندها ستتكالب جميع القوى وسوف يخسر بالدرجة الأولى الشعب الكُردي. حتى الآن لا نلمس أي تجاوب حقيقي من طرف PYD باتجاه وحدة الصف والشراكة مع المجلس الكُردي والقوى السياسية الأخرى رغم الاتفاقيات التي أبرمت كـ اتفاقية هولير1-2 ودهوك، ولازال PYD يقف عائقاً أمام دخول قوات بيشمركة روج إلى الوطن لحمايته والقيام بدوره وواجباته».
اضاف حمو: «بذل المجلس الوطني الكُردي كل الجهود ومازال يبذل من أجل الحفاظ على وحدة الصف الكُردي وتحقيق التعايش الكُردي المشترك، ويلعب دوره السياسي والدبلوماسي على جميع الأصعدة، وكان خطاب المجلس خطابا موزونا ومتلائما مع الواقع وقراءته السياسية تنمُّ عن المسؤولية، وكان دائما من دعاة وحدة الصف الكُردي والقيام بواجبه تجاه استحقاقاته الوطنية والقومية، وكان قرار المجلس الكُردي منذ اللحظة الأولى الوقوف إلى جانب الشعب السوري ضد الظلم والاستبداد وحماية القضية الكُردية وحقوق الشعب الكُردي في اطار التفاهم والتعاون المشترك الوطني وانهاء الاستبداد، وقراره بان يكون الحل في سوريا حلا سياسيا سلميا، والكل يجمع على هذه الحل وكل المؤتمرات وخاصة جنيف بان الحل في سوريا بالطرق السياسي السلمي، وقد أثبت المجلس ان خطابه الكُردي كان الخطاب الأصح من نبذ العنف، ولازال حتى الآن يلعب دوره السياسي والدبلوماسي في رفع القضية الكُردية، وان يكون للكُرد دور في الحل السياسي الذي يجمع عليه قرارات المجلس الأمن وخاصة قرار جنيف 2254، وهو حاضر في كل المحطات الدولية وفي كل التشكيلات الوطنية، وإن لم يكن بالمستوى المطلوب وكما نطمح إليه، ولكن يبذل كل ما في وسعه حتى يكون للقضية الكُردية دور في الحل السياسي العام، والقضية الكُردية قضية شعب وأرض، وقومية ثانية في سوريا ويجب تأمين هذه الحقوق وفق الدستور يضمن حقوق جميع المكونات بما فيه حقوق الشعب الكُردي».
أضاف حمو أيضا: «في الحقيقة ان الحركة السياسية الكُردية في بداية الثورة السورية خطابها كان موحدا، ولا سيما عندما عقد مؤتمر المجلس الكُردي، وتم رفع سقف مطالب الشعب الكُردي في إطار حقوق الشعب الكُردي وحقه في تقرير مصيره، ولكن وللأسف مع الزمن والسنوات بدأ الاختلاف في الرؤية السياسية للحركة السياسية وانقسمت على نفسها. ولكن المجلس الكُردي الذي حمل لواء هذا المشروع السياسي منذ اللحظة الأولى لم يتنازل عن رؤيته السياسية بل استمر عليها، والاحداث المتلاحقة أثبتت ذلك، وان كان هناك بعض الاحداث فاقت تصورات الجميع وغيرت حسابات بعض الدول لكن المجلس الكُردي برؤيته السياسية استطاع ان يكون متلازما مع القضايا السياسية واهداف الحرية التي نادى بها الشعب السوري منذ اللحظة الاولى لإسقاط بشار الاسد ومنظومة الاستبداد.
وفي النهاية أردف حمو: «الآن وبعد ان شارف داعش على نهايته أدرك الجميع ان المشروع الذي يحمله المجلس الكُردي هو المشروع الوطني والقومي الديمقراطي والمقبول من قبل جميع الأطراف الدولية والاقليمية، لذلك نلمس الآن ونجد حركة دبلوماسية أمريكية باتجاه إعادة دور المجلس الكُردي إلى الواجهة، وقبول دخول قوات بيشمركة روج إلى كوردستان سوريا وممارسة دوره في حماية المنطقة وفق اتفاقيات دولية».
تحدث محمد سعيد وادي عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا، حيث قال: « بعد الانتهاء من داعش ستظهر على الساحة السورية اجندات الدول المتواجدة على مسرح الاحداث للحصول كل جهة على حصتها من الكعكة ثمنا لخدماتها خاصة بعد قرار الانسحاب الامريكي، فالمشهد سيصبح اكثر تعقيدا، الروس والنظام وايران جهزوا انفسهم لملء الفراغ، وتركيا تحشد قواتها على الحدود لاجتياح شرق الفرات بحجة طرد PYD، وامريكا تحذر تركيا من الاجتياح، وتطرح مشروع المنطقة الآمنة لإرضائها، وبالرغم من الاتفاق المبدئي بين تركيا وامريكا ولكنهم مختلفين على من يملأ الفراغ ».
تابع وادي: « هناك عدة سيناريوهات ولكن كل سيناريو يخالف ويعاكس مصالح الدول المعنية، فتركيا تريد ان تكون لها اليد الطولى بشرق الفرات كما في مدينة جرابلس والباب وعفرين، ولكنها ستكون كارثية للشعب الكُردي. اما PYD فتحاول ان تحافظ على هذه المكاسب بأي ثمن، وذلك من خلال التعويل على النظام والتنازل له والاستنجاد به، لكن النظام يرفض لهم اي مكسب سوى استلام الامانة مثلما سُلِّمَ لهم المنطقة، والنظام يستغل الوضع المحرج لـ PYD بعد ان قدموا قوافل الشهداء دون مقابل، وامريكا تحذرهم اذا تواصلوا مع النظام والروس وإلا ستقطع عنهم المساعدات، هذا يعني اعطاء ضوء اخضر للأتراك باجتياح المنطقة لان السياسة الأمريكية غير واضحة المعالم. ولكن المخاوف من الاجتياح التركي لازال قائماً، فتركيا لها اطماع عثمنية في المنطقة. والمشروع الامريكي المستقبلي بالاعتماد على الحليف الكُردي تجعل من تركيا ان تفقد توازنها وتهرول نحو مغامرة غير محسوبة في اجهاض المشروع القومي الكُردي. رغم تصريحات قادة pkk وpyd بعدم مطالبتهم بالمشروع القومي الكُردي سوى الامة الديمقراطية لكن مخاوفها من تغير موازين القوى لصالح المشروع القومي على الارض. وامريكا تراهن على فك الارتباط بين PYD وPKK الذي يعتبر من المنظومة الايرانية مثل حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي، وحتى الآن لم تكتمل معالم المنطقة الآمنة بين الدول ذات الشأن بالوضع السوري، والانسحاب الامريكي سيفتح قريحة اعداء الشعب الكُردي على الانتقام ».
اضاف وادي: « المطلوب من المجلس الكُردي التحرك اكثر، واستغلال الفرص نحو الدول ذات الشأن لتخفيف المخاوف من المستقبل المجهول للشعب الكُردي ومنع وقوع كارثة، وتجنيب شعبنا من مظالم الدول المغتصبة لكُردستان ».
تحدث فيصل نعسو عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، حيث قال: «كما نعلم ان الازمة السورية ستدخل عامها التاسع وما زال السوريون ينتظرون بفارغ الصبر انهاء تلك الكارثة. والتي كانت في الحقيقة معارك الآخرين على الارض السورية وعلى حساب دماء ابناء سوريا ومستقبل ابنائها، والتي كانت ثورة الشعوب السورية ضد نظام الاستبداد في دمشق, وكانت تطالب بالحرية والكرامة الانسانية, وبعد ان تم تحريف الثورة عن مسارها الطبيعي بفعل تدخلات خارجية من دول اقليمية ودول كبرى من خلال دعم النظام او المعارضة من اجل إدامة تلك الحرب الكارثية التي اكلت الاخضر واليابس, ولم تجد تلك القوى الفاعلة على الارض السورية حلاً يرضي جميع الاطراف. وعدم الدفع بما وعدت به تلك الاطراف من حيث تشكيل هيئة حكم انتقالي ودستور جديد لسوريا المستقبل، وعدم حسم المعركة مع بقايا فلول الارهاب المتمثل بـ داعش واخواتها على الارض السورية، لا بل اعطاء تلك المجموعات الارهابية حرية الحركة والتنقل بين سوريا والعراق على الرغم ان الرئيس الامريكي اعلن الانتصار على داعش وبان قواته ستنسحب من سوريا، واعلانه الاخير خلط الحابل بالنابل وزادها تعقيداً, وطرحت بذلك اسئلة كثيرة منها ما هو مصير تلك المناطق وكيف ستدار، وخاصة بعد التهديدات التركية بغزوها تحت حجة محاربة ومكافحة جماعة العمال الكُردستاني، وكذلك محاولات كل من النظام وروسيا بالضغط على جماعة العمال بتسليم الامانة للنظام من اجل تجنب دخول تركيا الى تلك المناطق كما حدثت لمدينة عفرين.
تابع نعسو: «تصريح ترامب الاخير بخصوص الانسحاب ونهاية داعش كانت بمثابة رسالة لأكثر من جهة اقليمية ودولية، كانت رسالة واضحة وصريحة للروس والايرانيين اللتان تريان في سوريا بانها حديقة خلفية لهم في المنطقة (المياه الدافئة) بعد ان صرفوا مليارات الدولارات من خلال دعمهم لنظام بشار الاسد».
اضاف نعسو: «بعد عمليات التهجير التي حدثت في كل المناطق السورية نتيجة سياسات النظام السوري والايراني الطائفية. والوجود الايراني بهذا الشكل الفظيع في سوريا يهدد مصالح روسيا، لهذا نرى دائماً هناك مغازلة روسية لتركيا وكان التصريح الاخير لوزير خارجية روسيا لافروف بان الامريكان يحاولون انشاء حالة كُردية في الشمال السوري، والايحاء للأتراك بانهم ضد انشاء هذه الحالة من اجل استمالة الاتراك الى جانبهم, وهناك ايضاً لقاءات سرية بين النظام السوري والنظام التركي بوساطة روسية من اجل صفقة بمعزل عن الامريكان في كل من ادلب وشرقي الفرات ولكن الامريكان ليسوا بغافلين عما يجري في موسكو وانقرة».
وأكد نعسو: «ان المجلس الكُردي وامام هذا الكم الهائل من التناقضات في المواقف الاقليمية والدولية وتعقيدات الوضع السوري وبإمكانياته المتواضع لا يوفر جهداً من اجل ايصال قضية شعبنا الى المحافل الدولية وخاصة الى عواصم القرار السياسي في العالم، مستفيداً من خبرات اقليم كُردستان وتوجيهات الزعيم البارزاني، وكلنا يعلم ان هذا المجلس يمثل المشروع الكُردي الحقيقي لشعبنا بما يمثل من الواقعية السياسية في مواقفه وسياساته المتزنة والعقلانية بعيداً عن التهور. ومازال نظام الاستبداد في دمشق رغم ضعفه لا يعترف بأية حقوق للشعب الكُردي كـ “قومية ثانية” في البلاد لان عقلية النظام لم يتغير. ليس امام الكُرد الا التوافق والاتفاق من اجل تحقيق شيء لشعبنا على ارضه التاريخية، وتشكيل جيش وطني قوامها بيشمركة روج وجميع الاحرار داخل صفوف وحدات حماية الشعب الذين لم تتلطخ اياديهم بدماء الابرياء من ابناء شعبنا.
تحدث عبدالرحمن كلو- سياسي-، حيث قال: « مرحلة ما بعد الحرب على الإرهاب في سوريا ستختلف عن مرحلة الحرب حيث كانت الحرب ذريعة لكل التدخلات الخارجية من خلال الميليشيات، والتي بدورها كانت احد الاسباب الإضافية لتعقيدات الصراع في سوريا، فبعد الانتهاء من مرحلة الحروب بالوكالة وانتهاء دور الميليشيات في الكثير من المناطق السورية يأتي دور الدول الراعية لهذه الميليشيات لتقتسم مناطق النفوذ، ورسم الديموغرافيات الجديدة بحسب نتائج الحرب في كل منطقة على حدة، وهذا يعني أن الكثير من الأمور ستتغير على الأرض عما كانت عليه أثناء سلطة الميليشيات».
أكد كلو: «أننا سنكون أمام مشهد سياسي مغاير تماماً رغم التوقعات لأن يقوم الجانب الإيراني ببعض المحاولات اليائسة في إعادة تدوير أدواتها بتسميات جديدة أو أطرٍ سياسية مختلقة تحت عناوين سورية لكنها لن تنجح تحت الضغوطات الأمريكية، لكن ما يهمنا بالدرجة الأساس هو شرقي الفرات حيث المشروع الأمريكي وعلى وجه الخصوص المناطق الكوردية، التي ستكون مفتوحة على معادلات سياسية وعسكرية جديدة، هذا لأن أمريكا لن تعتمد اللوحة القديمة المتداخلة مع الـ PKK, وهذا سيكون بالتنسيق مع حلفائها الأوربيين وإقليم كوردستان».
تابع كلو: «المشروع الأمريكي مشروع استراتيجي بدأ بُعَيْدَ الحرب العالمية الثانية وربما دخل حيز التصديق عام ١٩٨٣ لذلك فهو لن يتأثر بأية ممانعات جدية من جانب تركيا أو إيران تلك الدول التي تمتلك مؤسسات عسكرية وأمنية وسياسية ضخمة، فكيف للمجلس الوطني الكوردي ان يكون بمقدوره اللعب في الملعب الأمريكي، خاصة وأنه فشل حتى الآن في ان يرقى إلى حالة مؤسساتية، وحتى أنه إلى الآن لا يمتلك موقفاً سياسيا منسجما مع ذاته كإطار سياسي جامع ومع متطلبات استراتيجية المشروع الوطني الكوردستاني، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال غياب ناطق رسمي باسمه فالبيانات والتصريحات الصادرة تأتي على شكل رسائل لمختلف الجهات بحسب موقع تواجد المسؤول او أماكن تنقله، والبعض منهم يتعمد تجاهل الاحتلال التركي لعفرين، لذا لا يمكن لأية تدابير شكلية ان تصحح حالة المجلس من دون مؤسسات حقيقية ذات صلاحيات بعيداً عن الاستلابات الشخصية والحزبية، لذا يبقى العزاء الوحيد لمستقبل الكورد في منطقة النفوذ الأمريكية (شرقي الفرات) هو الجانب الموضوعي للمشروع ذاته، والذي يعتمد على الجغرافيا السياسية لكوردستان عموما كحاضنة للتنفيذ وبالتنسيق مع الزعيم بارزاني الذي هو أحد مهندسي إعادة هيكلة الشرق الاوسط بصيغته الجديدة أو الكبيرة كما يسميها البعض، وعليه سيكون للكورد حظوة كبيرة في هذا المشروع، بغض النظر الحالة الصحية للمجلس».
اضاف كلو: «بكل شفافية ووضوح يمكن القول أنه لا يمكن للسياسات الارتجالية أن تقوم بمهام القراءات الصحيحة، وحدها فقط المؤسسات كفيلة بتلك القراءات، والمحاصصات الحزبية في المجلس الوطني هي التي افشلته وأوصلته إلى هذا الحال، لذا لا يمكن التعويل على من فشل في مهامه خلال كل الأعوام السابقة، لكن عند الحديث عن الحركة السياسية الكوردية في سوريا عموماً لابد من الإشارة إلى العلاقة الجدلية بين الساحتين السورية والعراقية كساحة واحدة في المنظور الأمريكي، لذلك لا يمكن فصل مستقبل الكورد في سوريا عن قيادة الزعيم بارزاني، فالموضوع كل لا يتجزأ رغم ظاهرية الفصل الجغرافي والسياسي، والبارزاني لا يحتاج قراءات مرسلة لأنه شريك في الكتابة، والأمريكان لن يكرروا سيناريو كركوك مع البارزاني في روج آفا، وهم أشاروا إلى ذاك الخطأ بوضوح في مقابلة مع رئيس الاستخبارات CIA، كما أنهم سيعيدون النظر حتى في الاحتلال التركي لعفرين، لكن ربما في الخطوات التي ستلي بعد وضع المناطق الكوردية في شرقي الفرات، وبعد حل مشكلة الـ PKK مع تركيا، وفي نهاية المطاف أعتقد أن أمريكا بمقدورها فصل تركيا عن المحور الروسي الإيراني واجبارها، على الرضوخ لمشروعها مقابل الـ PKK وان لم تفعل ستخسر الجهتين معاً».
التعليقات مغلقة.