بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن القوات الأمريكية سوف تنسحب من سورية لأنها أدت مهمتها بالقضاء على التنظيم الإرهابي داعش وهذا القرار كان كافيا لخلط الأوراق في المنطقة و قلب الأحداث وفقا للتطلعات الإقليمية التي كانت تنتظر ذلك القرار وتعد العدة لتجعل اهدافها قابلة للتحقيق في هكذا أوضاع ولعل الأكثر تربصا ومراقبة لذلك القرار كانت الدولة التركية والتي من ضمنها العودة بالكورد وشعوب المنطقة إلى القرن الماضي وفي ظل هذه الأوضاع لم تجد تركيا صعوبة في تبديل مواقفها وسياساتها مع عدة أطراف ومن ضمنها النظام السوري والذي بدوره كان ينتظر الضوء الأخضر من عدة أطراف وبين ليلة وضحاها تباينت المواقف التركية والروسية والأمريكية والإيرانية والسورية مما كانت عليه قبل قرار الإنسحاب الأمريكي وكذلك مواقف ماتسمي نفسها بالمعارضة الداخلية وبعض أطر المعارضة الخارجية
وليس غريبا أن تنادي بالمنطقة الأمنة وذلك لتكريس سياستها التتريكية كما فعلت في عفرين
وتسمى بالمنطقة الآمنة على طول الحدود التركية مع كوردستان سوريا ومن المعروف إن المناطق الآمنة مناطق محددة يتم إنشاؤها بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي والتي تشمل حظر الطيران وتحظر على كل أطراف النزاع إجراء استطلاعات جوية فوقها وتهدف هذه المناطق إلى حماية المدنيين الفاريين من القتال حيث يتم الدفاع عنهم بقوات تابعة للأمم المتحدة أو قوات أخرى تسمى قوات حفظ السلام ولابد أن نذكر هنا إن التجارب الدولية أثبتت إن المناطق الآمنة نادرا ماتبقى آمنة إذ يمكن أن تقع تحت هجوم متعمد وقد تكون هناك ضغوطات على الوكالات الإنسانية وطرق لإنتهاكات فظيعة ضمن هذه المناطق يعني مشابهة لمخيمات اللجوء ولها نفس المشاكل وهناك سجل سيء لهذه المناطق من البوسنة والهرسك ورواندا وسيريلنكا وإعلان أردوغان موافقته على إنشاء هذه المناطق في كوردستان سوريا دون وجود خطط تفصيلية عن كيفية إدارة هذه المناطق يضع كافة الكورد في المنطقة في خانة البعد عن القومية الكوردية على الجغرافية الكوردية وعدم السماح للكورد للمطالبة بحقوقهم.
ونذكر هنا أن المناطق الأمنة عبر التاريخ لم تحقق نجاحا واضحا لأنها تؤدي إلى خلط المجموعات العرقية والدينية إلا أن المنطقة الآمنة في شمال العراق كما كانت تسمى للنازحين الكورد تباينت الآراء حولها.
المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.