نشر السيد محمد إسماعيل عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا مقالة في أفتتاحية صحيفة كوردستان العدد ٥٩٩ وذلك تحت عنوان :
سوريا وتداعيات الانسحاب الأمريكي
حيث تناول الانسحاب الامريكي المفاجئ والذي أدى إلى حدوث خلط لجميع الأوراق والاجندات المتعلقة بالوضع السوري بعد قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، وأضاف إسماعيل : أن الانسحاب المفاجئ للقوات الامريكية من قواعدها في شرق الفرات في سوريا سواء من قبل النظام أو الدول المؤثرة فيها، وكذلك المعارضة اضافة الى الميليشيات التي كانت قد استغلت الاوضاع ببسط سيطرتها على مناطق مختلفة للاستفادة من الاوضاع عسكرياً ومالياً وادارياً وبات الخيار أمام ب ي د التوجُّه الى النظام للحفاظ على وجوده بعكس مصالح الكورد او المكونات الاخرى في المنطقة ومتطلبات نضالهم وحقوقهم، فهو كان على علاقة مع النظام منذ البداية، وتلقى دعماً عسكرياً ومالياً منه ضد ارادة كافة مكونات المنطقة وكان مؤيدوه من المتعاملين مع النظام في السابق .
وجاء في الافتتاحية أيضاً حديثه عن العلاقة بين pydê و النظام السوري التي شابها بعض الفتور بعد علاقتهم مع القوات الامريكية في الحرب على داعش .
وأضاف إسماعيل :” كانت علاقاتهم ايجابية مع كل من ايران وروسيا المساندتين للنظام، وايضا مع بعض القوى الكوردستانية (السليمانية) والآن تشعر جميع هذه الاطراف بعدم الثقة بهم. الانسحاب الامريكي جعلهم يعودون الى احضان النظام مرة اخرى لتسهيل العودة القوية للنظام الى المناطق الكوردية الامر الذي يشكل مخاوف لدى مكوّنات المنطقة عموماً لأنه لا يتعامل الا من خلال الجيش والاجهزة الامنية وروح الانتقام .. مستغلاً مواقف روسيا وزيادة دورها ونفوذها في سوريا من اجل مواجهة تركيا التي تهدد بدخول منبج والمناطق الكوردية على طول الحدود معها الامر الذي يتوجّس منه ابناء شعبنا عموماً وكافة مكوّنات المنطقة لاستقدامها للميليشيات المسلحة التي تعمل على السطو والنهب والاعتداء على المواطنين كما حدث في عفرين وان تركيا لم تستطع الاثبات بانها ضد ب ك ك و ب ي د فقط، وليست ضد الكورد القضية الكوردية.”
ثم أختتم الافتتاحية الرؤية السياسية بخصوص مستقبل المنطقة وجدية التهديدات التركية والسيناريوهات المحتملة حيث قال :” المؤشرات تدلُّ على عملية تركية حدُّها الادنى في منبج وتل ابيض لأن غايتها من منبج هي قطع الامداد على ادارة ب ي د والادعاء بحماية العنصر العربي هناك، أما التدخُّل من تل أبيض فهو لقطع أوصال المناطق الكوردية كوباني عن الجزيرة الامر الذي يحقق ما يصبو اليه كلٌّ من النظام وايران ايضا ضد الوجود الكوردي فيها.
والسيناريو الثالث هو أن يسعى الامريكيون لزيادة دورهم في المنطقة باستقدام قوات عربية سعودية ومصرية واماراتية.. لتحل محل الولايات المتحدة في المنطقة، الا ان هذه السيناريوهات جميعا من شأنها مفاقمة الأزمة أكثر في المنطقة، وستكون وبالاً على ابناء شعبنا الكوردي والمكوّنات الأخرى المتعايشة التي تتطلع معا الى ادارة شؤونهم بمشاركة الجميع وبرعاية دولية واممية باتفاق سياسي اداري وعسكري يتشارك فيها الجميع بذلك يكون التوجه نحو الحل السياسي المنشود، ويحقّقُ الاستقرار كما يمكن لهذه التجربة ان تعمم، وتنسحب على باقي المناطق في سوريا”.
إعلام ENKS
التعليقات مغلقة.