ما يجري في الشرق الأوسط أو بالأحرى في سوريا يشمل مجمل السياسات الدولية، واللاعب المسيطر على زمام الأمور في هذه اللعبة الولايات المتحدة الأمريكية، أمريكا القوة العظمى التي تحرك السياسة العالمية في خط مستقيم نحو هدف واحد وهو المالك والمستفيد الوحيد من جميع الثروات العالمية.إذا ما دققنا في كل ما يجري حولنا نلاحظ ان جميع الدول بما فيها روسيا وفرنسا وبريطانيا والصين تتحرك ضمن ذاك الخط المستقيم المرسوم من قبل أمريكا أو الحلقة الضيقة التي تسمى باللوبي العالمي. والخطط المرسومة في اللعبة السياسية هي لـ اللاعب الواحد أمريكا كـ لعبة الشطرنج واللاعب في هذه اللعبة يحرك الأدوات حسب الخطة المرسومة، وكذلك حسب ما تقضيه مصلحته. ألم نسأل أنفسنا ضد من تلعب أمريكا؟، ففي لعبة الشطرنج يستطيع اللاعب أن يلعب مع نفسه، ومن ثم يذهب إلى الجهة أخرى أيضاً يحرك القطعة اللاعب الآخر، وهكذا، فاللاعب يستطيع انهاء اللعبة خلال فترة قصيرة، ويستطيع أيضاً الاستمرار في اللعب. كذلك أمريكا تفعل كـ ذاك اللاعب في لعبة الشطرنج، تضع الخطط حسب ما تقتضي مصلحتها، وتحرك الأدوات بما يملي مصلحة أمريكا إلى ان تحقق أهدافها المرسومة في الخطة السياسية، والتي لا يُحقق سوى مصلحة أمريكا العليا. وما اللقاء الأخير بين المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري ومستشاريه السياسي والعسكري مع وفد من مجلس محلية كوباني للمجلس الوطني الكوردي دون رئاسة المجلس، سوى خطة من تلك الخطط المرسومة في لعبتها السياسية، ولم يكن هذا اللقاء الأول، فقد التقى خلال عام ٢٠١٨ وفد أمريكي وممثلي بعض الدول مع وفد من مجلس محلية في كوباني. إن دلَّ ذلك إنما يدل على انَّ أمريكا تحاول رسم سيناريو جديد، وإن لم يكن كذلك، فلماذا لم يلتقي المبعوث الأمريكي مع وفد من رئاسة المجلس الوطني الكوردي؟، التي يُشكل مجلس محلية كوباني جزء منه. لعبة السياسة العالمية في سوريا لم تنته، لأنّ أمريكا لم تقرر انهاءها، وتمارس كافة الأساليب لتنفيذ الخطط المرسومة منذ سنين في منطقة الشرق الأوسط، وتتعامل مع جميع الأطراف كالأخطبوط، وما علينا نحن الكورد ”فقط“ ان نكون حذرين، وان نُمارسَ الحنكة السياسية في التعامل، وان نربط مصالح شعبنا الكوردي مع مصالحة أمريكا، وان نمرر مصلحتنا من خلال مصلحة أمريكا.
القادم بوست
التعليقات مغلقة.