المجلس الوطني الكوردي في سوريا

شكري بكر :ال pyd ولعبة الأمم !

172

إن حزب الإتحاد الديمقراطي هو الجناح السياسي لمنظومة حزب العمال الكو دستاني ، الذي له تاريخ حافل من حيث المساءلة وإرتكابه من جرائم بحق العديد من قيادات حركة التحرر الوطني الكوردستاني الذي وصل الأمر بهذه حتى إلى تصفية قيادات حزب العمال الكوردستاني نفسه،وبهذا قد تم إضافة هذه المنظومة إلى قائمة الإرهاب خاصة من الدول الكبرى المعنية بقضايا الشرق الأوسط الإستراتيجية منها الهادفة إلى إعادة لبننتها من جديد ، والتي سيتمثل بوضع خارطة جديدة لهذه المنطقة الإستراتيجية الهامة بالنسبة للدول الكبرى . وما نشوء منظومة حزب العمال الكوردستاني من قبل بعض الدول الإقليمية التي ألحقت بها أجزاء من كوردستان إليها . وبموافقة ومساهمة هذه الدول تمكنت هذه المنظومة من التدخل في شؤون الأجزاء الأخرى.من خلال قيامه بتشكيل أفرع له في تلك الأجزاء،ففي سورية مارسوا نشاطهم بداية بإسم جبهة التحرير الوطني الكوردستاني.ثم تحولت إلى جمية المرتضى بقيادة الراحل جميل الأسد شقيق حافظ الأسد في عهد رئاسته.إلا أنه في هذه الفترة حصلت خلافات في صفوف جماهيره إلا أن تم توكيل مروان زركلي من قبل أوجلان بنفسه بتسييره لأمور تلك القاعدة الجماهيرية بإسم حركة المجتمع الديمقراطي السوري وكان ممثله جميل بجو المساعد المتقاعد من الجيس العربي السوري والذي فتح مقرا في حلب. والتي لم تدم طويلا أيضا أيضا.خاصة بعد إقدام السوري على خطوة إخراج أوجلان من سورية نتيجة ضغوطات تركية.حيث صرح أوجلان في حينها أن هناك في سورية حزب ما سيتطور.في هذه الأثناء نشبت خلافات في صفوف حركة المجتمع الديمقراطي السوري.الذي أدى إلى إنشقاق بعض الكوادر الحزبية المتقدمة من كورد سورية من أمثال الشهيد كمال شاهين إبن قرية حاج خليل التي قدمت الغالي والنفيس في سبيل الحزب والذي تم إغتياله في مدينة حلب وحجي عفريني إلى جانب كوادر أخرى فقد أقدموا هؤلاء الكوادر إلى عقد مؤتمر وقد وجهت لي دعوة حضور المؤتمر وطبعا رفضت الحضور وعقد المؤتمر في مدينة السليمانية بكوردستان العراق.وخرج المؤتمر بإعلان حركة الوفاق الديمقراطي السوري . أما البقية المتبقية من قواعد وجماهير منظومة ال pkk وفي عام 2007 أيضا عقدوا مؤتمرا وأعلنوا حزب الإتحاد الديمقراطي السوري pyd . وفي كوردستان العراق حيث أعلنوا حزب الحل الديمقراطي الكوردستاني،وفي كوردستان إيران أسسوا حزب الحياة الحرة. وبدعم مباشر ماديا ومعنويا من قبل تلك الأنظمة الحاكمة قامت تلك الأفرع في تلك الدول بإستخدام القوة الضاربة ضد حركة التحرر الوطني الكوردية في تلك الأجزاء،وذلك لجعل نفسهم أوصياء على الشعب الكوردي في تلك الأجزاء.وذلك لتمهيد الطريق أمام تلك الأنظمة بالقضاء على الحركة الكوردية في الأجزاء الملحقة بتلك الدول.لكن شعبنا الكوردي في تلك الأجزاء لم ترضخ لتلك القوةالضاربة التي إستخدمتها تلك الأفرع.بل أقدمت الحركة الكوردية إلى تصعيد نضالها الديمقراطي السلمي من خلال فضح الممارسات القمعية وإدانة الجرائم التي إقترفها الأنظمة الديكتاتورية من جهة جهة ، وإتباع سياسة أكثر مرونة مع الممارسات الإرهابية التي كانت تمارسها قادة حزب الإتحاد الديمقرطي السوري.هذه السياسة التي طالت لإعتقال قيادات المجلس الوطني الكوردي والوطنيين المستقلين وحتى مؤسسات المجتمع المدني الكوردي.على جانب فعاليات المجتمعية من القوميات الأخرى المتعايشة مع الشعب الكوردي في المناطق الكوردية خاصةوبعد قيام الثورة السورية التي أدت إلى نشوب خلافات في صفوف الحركة الكوردية التي فشلت في توحيد موقفها السياسي حيال الأزمة السورية التي تأزمت كثيرا نتيجة تدخلات دول إقليمية ودولية في شؤونها الداخلية.إزاء هذا الجديد الذي أدى إلى تشتيت الحركة الكوردية بين المعارضة والموالاة للنظام.فالمجلس الوطني الكوردي في سورية إتخذ قرار الإلتحاق بالمعارضة الممثلة بهيئة الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية.أما حزب الإتحاد الديمقراطي pyd قالوا وبحسب زعمهم إنهم إختاروا فكر النأي من الصراع القائم. أي الخط الثالث.لكن الحقيقة لم تكن بهذا المجرى، وتبين ذلك من خلال قيام ال pyd بقمع المظاهرات التي كانت تقام في المناطق الكوردية.وإعتقال النشطاء منهم وزجهم في غياهب سجونها السيئة الصيت.وإطالة الإعتقالات إلى قوى المعارضة السورية العربية.إن هذه السياسة لم ولن تكون بسياسة النأي أو الخط الثالث . بل إنها إستكمال لسياسة النظام القمعية المشبعة بالإجرام نتيجة جرائم القتل التي إرتكبها هذا النظام المجرم بحق الشعب السوري بكل إنتماءاته القومية والدينية والطائفية والمذهبية والسياسية الديمقراطية والوطنية..ولهذه الأسباب فقد تخلى المجتمع الدولي وخاصة الدول ذات التأثير في الأزمة السورية المستفحلة.تلك الدول التي تمكنتمن صدور قرار 2254 الذي ألزم كل من النظام والمعارضة بإجراء مفاوضات مباشرة وذلك لضرورة توصل الطرفين إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة .فالقرار الأممي 2254 حدد الأطراف التي ستخوض المفاوضات في جنيف 1.وقد ترك ذاك القرار حزب الإتحاد الديمقراطي خارج الإطارين اللذين سيخوضان المفاوضات . إلا أن المجتمع الدولي رأووا من ال ypg الجناح العسكري لحزب الإتحاد الديمقراطي قوة موجودة على الأرض في الساحة السورية.وجعلوا منها أداة يمكن إستخدامها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية داعش وفعلا هذا ما حصل من خلال تقديم بعض أنواع من الدعم المادي والمعنوي . لجعله حليفا مؤقتا للتحالف الدولي لحين القضاء على بؤر الإرهاب في سورية . وإنتهاء مهامه فور القضاء على الإرهاب . أي أن ال pyd ما هو إلا لعبة بيد الدول الكبرى التي لها مصالح مشتركة في المستقبل السوري الجديد القادم.وفي الختام فإن ال pyd ومنظومة حزب العمال بشكل عام لم تتمكن الخروج من دائرة محوري إيران والنظام السوري لذا فهي أصبحت كرة يرمي به كيفما يشاؤون والكل حسب مصالحه الإستراتيجية في المنطقة بدءا من الدول الإقليمة وإنتهاءا بالمجتمع المتمثل بقوات التحالف الدولي . لكون هذه المنظومة ليست لها إهداف إستراتيجية لا على الصعيد القومي الكوردي ولا ولا على الإقليمي ولا على الصعيد الدوليلأنه أنشيء خصيصا ليكون لعبة الأمم.

التعليقات مغلقة.