أكدت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف”، هنرييتا فور، على أن أطفال سورية عانوا كثيراً في أعمارهم المبكرة، وتعرضوا لخطر الموت، بسبب العمليات العسكرية والحصار الذي فرضه النظام وحلفاؤه على مختلف المدن والبلدات.
وقالت “فور” الخميس في مؤتمر صحفي لها، إن “كل طفل في الثامنة من العمر في سورية نما وسط المخاطر والدمار والموت”، ودعت إلى أن تسنح لهؤلاء الأطفال “فرصة العودة إلى المدرسة، والحصول على اللقاحات، والشعور بالأمان والحماية، كما يجب أن نكون قادرين على مساعدتهم”.
وأضافت في ختام زيارة استغرقت خمسة أيام الى سورية، “عقب رفع الحصار الذي دام خمس سنوات على عدة مدن سورية أبرزهم مدينة دوما؛ عادت عشرات العائلات إلى أبنية مدمرة، تحيط بهم مخاطر الذخائر غير المنفجرة الواسعة الانتشار”، في إشارة إلى الحصار القاتل الذي فرضه النظام على السكان والعمليات العسكرية الأخيرة التي استخدم فيها الأسلحة المحظورة.
وأوضحت أن مستوى الدمار في دوما مهول، إلى درجة اضطرت منظمة غير حكومية شريكة لليونيسف إلى فتح مركز صحي مؤقت في باحة جامع متضرر في المدينة.
ولفتت إلى أن السكان في محافظة درعا أيضاً يعانون من مصاعب مختلفة بعد العمليات العسكرية الأخيرة التي شنتها قوات الأسد، وأشارت إلى أن “مستويات النزوح في المحافظة عالية، مما يشكل ضغطاً إضافياً على الخدمات المحدودة، حيث تعرضت نصف مراكز الرعاية الصحية الأولية البالغ عددها 100 في درعا لأضرار، أو دمرت خلال السنوات الماضية”.
وبيّنت أن نحو 1000 مدرسة في المحافظة، نصفها على الأقل يحتاج إلى إعادة التأهيل، وأضافت أن الفصول الدراسية تكتظ بالأطفال، وبسبب انقطاع الأطفال عن التعلم، يمكن أن يتفاوت عمر طلاب الصف الأول من 6 إلى 17 عاماً، ولا يزال العديد من الطلاب منقطعين عن الدراسة، وقالت إن “معدل التسرب في سورية يبلغ 29 في المئة”.
ودعت المديرة التنفيذية في ختام حديثها إلى حماية الأطفال في جميع أنحاء سورية، وتركيز الجهود من أجل إعادة النسيج الاجتماعي الذي مزقته سنوات من القتال.
وختمت بالقول: “مضت حوالي 8 سنوات على بدء الصراع، ولا تزال الاحتياجات كبيرة، ولكن على الرغم من ذلك فالملايين من الأطفال الذين ولدوا خلال هذه الحرب والذين نشأوا وسط العنف يريدون التعلم، ويريدون اللعب، ويريدون الشفاء من جراحهم”.
التعليقات مغلقة.