الفساد ينهش جسد الفقراء..
يعد الخبز المادة الرئيسية لكل مائدة و ضرورة من الضرورات اليومية لكل اسرة و يعد غذاء للإنسان منذ فجر التاريخ و عنصر اقتصادي هام و مؤشر اسعاره تحدد تكلفة المعيشة في كافة البلدان اما في البلدان الشرق اوسطية و دول العالم الثالث عموما و التي تحكمها في الغالب قبضة الدكتاتوريات فالأمر مختلف ، كافة المواد الرئيسية و الضرورية محتكرة من قبل السلطات و تستخدم كورقة ضغط على الشعوب في حال حدوث اي توتر او توجس خطر على اركان حكمه فيلجؤون الى التلاعب بأسعار المواد الضرورية و شحها في الاسواق و سوء صناعتها و القائمة تطول ، حتى تتحول الشعوب من حالة العصيان الى معركة الصراع من اجل البقاء .لذا نرى ارباب الاسر يهرعون باكرا جاهدين لتأمين قوت اسرهم من الخبز قبل ان تغلق ابواب الافران في وجوههم فيقفون في طوابير لأكثر من ساعة ( المدة التي تنتج بها الافران الخبز ) حتى يحصلوا على بعض الارغفة الرديئة ناهيك عن الكلام النابي الذي يوجهه بائع الخبر لهم.
و عن هذه المعاناة يروي السيد / م.ر / (متقاعد) حكايته اليومية فيقول: “صدقا انني انام بقلق خوفا من ان استيقظ بعد الساعة السادسة و اكون قد فقدت حقي في الحصول على الخبز ، رغم اننا نسبق في الكثير من الاحيان الخباز نفسه رغم ذلك ننتظر اكثر من ساعة حتى نحصل على عدة ارغفة تكون في الغالب غير ناضجة او محترقة فهل يعقل هذا و اين الرقابة من ذلك و من يحاسب هؤلاء”.
ومن جانبه تحدث السيد / ح.س / (سائق تكسي اجرة) بقوله: “هذه معاناتنا اليومية لا اعلم أاركض لتأمين الخبز أم لإرضاء صاحب التكسي الذي يتذمر من تأخيري اليومي لا اعلم لما خلقنا الله و جعل الشقاء نصيبنا” .
أما السيدة ام ازاد (ربة منزل) تقول بأسى : “نتصنع الابتسامة ونستقبل غلاظة صاحب الفرن ببشاشه حتى يرضى عنا و يحن علينا لنأخذ خبزنا و لنلحق بأولادنا قبل ذهابهم الى اعمالهم و مدارسهم” .
هذه صورة من المعاناة اليومية التي يعاني منها المواطن وسط حالة التشزم والفوضى وغياب الرقابة و المحاسبة، وغلبة المحسوبيات والوساطات ،رغم هذا إلا ان الكثيرين رفضوا التحدث الينا ورفضوا تصويرهم .وقد علمنا من مصادر مطلعة ان الجهات الوصائية قد وجهت بضرورة انتاج الخبز في الساعة السابعة صباحا و تصنيع كافة الكمية ( مخصصات الفرن الحجري450kg ) و الاهتمام بجودة الرغيف و مع ذلك نجد ان اكثر الافران تغلق قبل السابعة فهل يعقل ان تكون قد صنعت كل الكمية ام ماذا ؟!..
إعداد: عبدالحميد جمو
إعلام: ENKS- قامشلو
التعليقات مغلقة.