في العاشر من شهر كانون الاول من كل عام يحتفل شعوب العالم ومعهم ابناء الشعب الكردي باليوم العالمي لحقوق الانسان , هذا اليوم الذي أقرت فيه الجمعيه العامة للأمم المتحدة الاعلان عنه في عام 1948 بعد معاناة بشرية طويلة من الجرائم التي ارتكبت بحق الانسان وخاصة خلال الحربين العالميتين الاولى والثانية هذا الاعلان الذي تضمن المبادئ والحقوق الاساسيه لمواطني جميع الدول بصرف النظر عن انتماءاتهم القومية او الدينية او الجنس او اللون .
وعلى الرغم من اهمية الاعلان والنضال الدؤوب من اجل ترجمة بنوده لحماية الانسان وصون كرامته , لا تزال البشرية تعاني وطأة الظلم والانتهاكات السافرة والجرائم المتنوعه في العديد من الاماكن , وتأخذ المرأة نصيبها الاوفر منها , وكذلك الطفل الذي بات عرضة لمختلف انواع التعذيب والحرمان من التعليم والتجنيد في الحروب والمعارك قسريا , وبات اضطهاد الشعوب على اساس قومي سمة في الكثير من الدول , ويعد الشعب الكردي النموذج لهذا الاضطهاد من حيث انكار وجوده ومحو خصائصه القومية , الى تعرضه لحروب ابادة جماعية وصلت الى حد استخدام الاسلحة الكيماوية بحقه , فتركيا لا زالت تتنكر لأبسط الحقوق القومية له , واعواد المشانق مشاهد يومية مرعبة في كردستان ايران , اما في سوريا فقد تصاعدت انتهاكات حقوق الانسان فيها منذ استيلاء البعث على السلطة مطلع الستينات من القرن الماضي واصبح البلاد مرتعا لها , وتعرض ابناء الشعب الكردي الى اضطهاد مضاعف ولسياسات ومشاريع عنصرية ممنهجة استهدفت وجوده بدءا من تغيير اسماء المعالم الكردية مرورا بالاحصاء الجائر ومشروع الحزام العربي المقيت , الى المجزرة الدموية في قامشلو التي افتعلها النظام عام 2004 بهدف كسر ارادة النضال لديه , وبعد انطلاقة ثورة الشعب السوري ضد الاستبداد والدكتاتورية تعرض الشعب السوري بمختلف فئاته وشرائحه الاجتماعية ومكوناته القومية الى جرائم كبيرة وعانى ولا يزال من مآسي وكوارث لم يشهد التاريخ مثيلا لها وكان الانسان وخاصة النساء والاطفال الضحايا الاكثر عرضة لتلك المآسي , ولم يكن الشعب الكردي بمنأى عن هذه المعاناة والجرائم فتعرضت كوباني الى غزو القطعان الارهابية بقيادة داعش التي دمرت المدينة دمارا شبه كامل , وادت الى نزوح جماعي لاهاليها , واليوم لا تزال عفرين واهلها تتعرض الى جرائم انسانية كبيرة على ايدي عصابات المجموعات المسلحة التي رافقت القوات التركية اثناء اجتياحها عفرين , وتقوم هذه المجموعات بمسمياتها المختلفه بانتهاكات خطيرة تتنافى مع كل القيم الانسانية من قتل وتهجير وفرض اتاوات وحرق لحقول الزيتون وسطو مسلح على الممتلكات وتوطين من رحلوا من الغوطة وغيرها في بلدات عفرين بهدف تغيير ديمغرافي ممنهج , ان المجلس الوطني الكردي في الوقت الذي يندد بشدة هذه الانتهاكات والجرائم يحمل تركيا المسؤولية عن ردعهم واخراجهم من المنطقة ويدعو المجتمع الدولي والدول ذات الشأن ومنظمات الامم المتحدة لحقوق الانسان الى تأمين عودة نازحي عفرين وتوفيرمستلزمات عيشهم وتسليم ادارتها الى اهلها وحمايتهم دوليا , وفي المناطق الكردية التي يمارس فيها pyd تقوم سلطاته الادارية والامنية بانتهاكات قواعد حقوق الانسان بحق المواطنين الكرد بدءا من التجنيد القسري الى فرض اتاوات وضرائب باهظة اثقلت كاهل الناس , وكذلك الاستيلاء عنوة على الاملاك الخاصة , والانكى من ذلك فرضها المنهاج التعليمي لإدارتها , هذا المنهاج الذي لا يعترف به المنظمات الدولية المعنية , الامر الذي دفع بأهالي الطلبة الى النزوح الى المدن الداخلية وتقوم الامهات بحمل اولادها من حي الى اخر في مشاهد قاسية , ان هذا الامر لايخدم باي حال تعلم لغه الام التي هي حق طبيعي من حقوق الانسان , وكانت دوما في مقدمة ما طالبت بها الحركه الكردية , واقدمت هذه السلطة ايضا على اعتقال العشرات من كوادر المجلس الوطني الكردي وقادته ونشطاء الحراك الجماهيري واصحاب الرأي , ولا تزال تحتجز العديد منهم الى جانب اغلاقها لمكاتب احزاب المجلس والتضييق على الحريات العامة والسياسية ومنع الحراك الجماهيري السلمي , هذه الممارسات وغيرها كانت من الاسباب التي ادت الى هجرة عشرات الالاف من ابناء الشعب الكردي , ان المجلس الوطني الكردي وهو يدين هذه الممارسات يدعو في هذا اليوم كل المنظمات المعنية بحقوق الانسان بالضغط على pyd لوقف الانتهاكات والعودة الى جادة الصواب في طمأنة ابناء الشعب الكردي وتوفير مناخات ايجابية للتفاهم والحوار المثمر .
وفي الذكرى السبعين لليوم العالمي لحقوق الانسان , يدعو المجلس الوطني الكردي الامم المتحدة والجهات ذات الشأن الى الارتقاء بالاعلان العالمي لحقوق الانسان والمواثيق المتعلقة به من الالتزام الاخلاقي والانساني الى قوانين دولية ملزمة وتطبيقها بآليات تعتمد خصيصا لذلك , كما يطالب ايضا بالضغط لتفعيل العملية السياسية والاسراع في ايجاد حل سياسي للأزمة السورية وينهي معاناة السوريين والجرائم التي ترتكب بحقهم ويساعد على بناء سوريا دولة اتحادية بنظام ديمقراطي تعددي يضمن دستورها الحقوق القومية للشعب الكردي ولكافة المكونات الاخرى وكذلك يضمن الامن والاستقرار والازدهار .
الامانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا
9/12/2018
التعليقات مغلقة.