المجلس الوطني الكوردي في سوريا

أوباما يستبعد الحل العسكري … ويريد تسوية سياسية في سورية

0 137

ألقى الرئيس باراك أوباما خطاب الوداع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يشارك فيها للمرة الأخيرة، من دون أن يضمّنه رسماً للسياسات الأميركية الخارجية. وركز الرئيس الأميركي الذي يغادر منصبه قبل انتهاء كانون الثاني (يناير) المقبل، على ما اعتبره إنجازات عهده، لا سيما الخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية ومحاربة الإرهاب وإنجاز الاتفاق النووي مع إيران.

 

وفيما تجنب أوباما الخوض في تفاصيل النزاعات في العالم، ورؤية الولايات المتحدة لمواجهتها، قدّم في الجزء الأكبر من خطابه مرافعة دفاع عن النظام الرأسمالي الحر، وقيم الديموقراطية والحوكمة والتعددية، منتقداً تحول الهويات العرقية والدينية والطائفية والقبلية، خصوصاً في الشرق الأوسط، إلى معاداة قبول الآخر.

 

وأكد أوباما أن الأزمة السورية «لن تحل بالنصر العسكري» بل بوقف العنف وإيصال المساعدات والتوصل إلى تسويات سياسية.

 

وحذر من أن «تجاهل الإنسانية المشتركة في الشرق الأوسط سيؤدي إلى تصدير التطرف إلى بقية أنحاء العالم» مشدداً على «أننا لا يمكن أن نبني جداراً لمنع تأثر مجتمعاتنا به».

 

واعتبر أن الاتفاق النووي مع إيران «عزز الأمن الدولي، وجعل من الممكن أن تتعاون إيران مع الآخرين»، وساهم في الحد من انتشار الأسلحة النووية، فيما «يجب أن تواجه كوريا الشمالية عواقب على تجاربها النووية».

 

وأشار الرئيس الأميركي في جملة واحدة إلى أن «الإسرائيليين والفلسطينيين سيكونون أفضل إذا رفض الفلسطينيون التحريض واعترفوا بحق إسرائيل في الوجود، واعترفت إسرائيل بأنها لا يمكن أن تحتل الأرض الفلسطينية وتستوطن فيها بشكل دائم».

 

وغمز من قناة روسيا، مشيراً إلى أنها «تحاول استعادة المجد الضائع من خلال القوة»، معتبراً أن استخدامها القوة مع جيرانها، لا سيما أوكرانيا، «قد يزيد الشعبية داخل البلاد، لكنه يقوض الأمن على الحدود».

 

وشدد أوباما على أهمية إنجازات إدارته لجهة تعزيز التعاون الدولي، معتبراً أن «القطب الواحد لا يمكن أن يكون الحال الدائم، كما يعلمنا التاريخ»، مشيراً إلى أن «الكثيرين من حلفائنا، والبعض في واشنطن، يتشاطرون الرأي بأن الولايات المتحدة إما أنها أساس كل المشكلات، أو أنها الحل الوحيد لكل المشكلات».

 

وأضاف: «كان لنا نصيبنا من الأخطاء في الأعوام الخمسة والعشرين الماضية» بعد انتهاء الحرب الباردة، «لكننا نعترف بأخطائنا، ونتقيد بالقانون الدولي، وكافحنا الأمراض خارج حدودنا».

 

وأكد أوباما أهمية إنجاز إعادة العلاقات الديبلوماسية مع كوبا، ودعم التوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء الحرب الأهلية في كولومبيا، والقضاء على وباء الإيبولا، وإنجاز الاتفاق الدولي لأجل المناخ.

 

وألقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خطابه الأخير أيضاً أمام الجمعية العامة، معتبراً أنه «ما من حل عسكري» للأزمة السورية، وحمّل الحكومة السورية المسؤولية الكبرى عن ممارسة الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين.

 

وقال إن «الكثير من المجموعات قتلت أبرياء كثراً، ولكن أولاهم الحكومة السورية، التي تواصل قصف الأحياء بالبراميل وتمارس التعذيب الممنهج لآلاف المعتقلين». وتوجه بالحديث إلى مندوب سورية في الأمم المتحدة الموجود في القاعة بالقول: «هنا يوجد ممثلون عن الحكومة السورية التي تجاهلت وسهّلت وموّلت وشاركت أو خططت لارتكاب انتهاكات وفظاعات انتقلت إلى كل الأطراف ضد المدنيين السوريين».

 

وناشد «كل من له نفوذ على أطراف النزاع دعم العودة إلى المفاوضات نحو الانتقال السياسي»، معتبراً أن «مستقبل سورية لا يمكن أن يتوقف على شخص واحد فقط»، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وتحدث بان بلهجة حازمة مع إسرائيل، إذ أشار إلى أن «العقد الأخير كان عقد السلام الضائع، وعقد التوسع الاستيطاني غير الشرعي» واستمرار الانقسام الفلسطيني ونمو انعدام الأمل.

 

وقال: «هذا جنون، استبدال حل الدولتين بواقع الدولة الواحدة، وتجاهل حقوق الفلسطينيين وحرياتهم ومستقبلهم، ودفع إسرائيل أبعد من رؤيتها كديمقراطية يهودية نحو المزيد من العزلة الدولية» لا يمكن أن يستمر.

 

وشدد بان في خطابه الأخير على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة وآلية اتخاذ القرار فيها، لا سيما ما يتعلق بحق الفيتو. معتبراً أنه «ليس من العدل أن تمنع دولة واحدة أو عدد من الدول اتخاذ قرارات مهمة» في مجلس الأمن أو الجمعية العامة.

 

كما شدد على ضرورة أن يُجري الأمين العام المقبل، أو الأمينة العامة، مراجعة جادة لآلية اتخاذ القرار في المنظمة الدولية.

 

وعلى رغم أن بان اعترف «بالمسؤولية الأخلاقية» للأمم المتحدة في هايتي لمعالجة آثار وباء الكوليرا، إلا أنه لم يقدم اعتذاراً عن مسؤولية جنود حفظ السلام الدوليين عن انتشار هذا الوباء هناك

الحياة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.