بهجت شيخو: المجلس الكوردي و ترتيب الأوراق من جديد..
لا بد من الإعتراف بالحقيقة على أن للمجلس الوطني الكوردي في كوردستان سوريا صكوك و مقومات البقاء ولا يمكن تجاوزه على أقل تقدير سياسياً، لأنه يُجسد المشروع القومي الكوردي و ذلك رغم كلّ الاضطهاد و الإقصاء السياسي الذي تعرض له من قبل سلطات حزب الاتحاد الديمقراطي ال PYD خلال الأعوام الأخيرة وعزله تماماً إلى حد الفقر المدقع في أرض الوطن من حقه في الدفاع عن الشعب الكوردي واحتلال إرادته وتوجهاته القومية وحصر ذلك من خلال منع دخول قوات بيشمركة روج آفا وعدم إقامة كيان عسكري كوردي واضح لوضع اللبنات الأساسية لجغرافية سياسية كوردية واضحة للمناطق الكوردية في سوريا .
و إنما بالعكس تم تشويه القضية الكوردية في سوريا من قبل الحزب المذكور عندما تجاوز مناطقه الكوردية الأصلية بحجة محاربة الإرهاب ومن دون ضمانات وتوافقات من قوات التحالف والقوى المتداخلة في الشأن السوري .
لذا كان من أهم إخفاقات ال PYD في المرحلة السابقة خسارة عفرين و هو الجزء الكوردستاني المهم حتى ليس لكوردستان سوريا فقط و إنما يمكن القول بأنه يمثل رئة كوردستان العراق وكوردستان إيران أيضاً .
لا يمكن أبداً المطالبة بحقوق الشعب الكوردي في أي جزء من كوردستان انتقاصاً أو تشويهاً لهذا الشعب وإنما له كل الحق وكبقية الشعوب في تقرير مصيره وحتى قيام دولته المستقلة ولا يعتبر هذا النضال أحد أركان المطالب الذي فات عليه الزمن أو تجاوزته المراحل و إنما هو حق مشروع لكل شعب كما أقرته كل المواثيق و العهود الدولية .
و من هنا للمجلس الوطني الكوردي في سوريا دوراً بارزاً في ذات الأهمية القصوى و لا يمكن في كل الأحوال إهماله من قبل القوى ذات النفوذ في المناطق الكوردية وسيضطرون عاجلاً أم أجلاً للتعامل مع هذه القوة والتي تمثل أرضية استقرار وشرعية حقيقية لطموحات شعبها .
وما يلاحظ حالياً من الإجراءات التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية في سياساتها الأخيرة سواء ما يشاهد عملياً في مناطق شرق الفرات و حصراً الحدود الفاصلة بين سوريا و تركيا و بوضع أبراج للمراقبة و الضغط على ال PYD لفك ارتباطها مع حزب العمال الكوردستاني PKK وحثه على التمسك بالهوية الكوردية السورية و قطع طموح أواصل الكريدور الإيراني الواصل للمتوسط عبر العراق و سوريا و الدعوة من قبل الممثل الأمريكي الخاص للشأن السوري للقاء بأطراف من ممثلي المجلس الوطني الكوردي دليلاً قاطعاً على للمجلس الوطني الكوردي له دوراً بارزاً و لا يمكن بالسهولة التغاضي عنه و إنما يمكن إيجاد توافق يتمثل بشراكة حقيقة في مجالات سياسية و عسكرية و إدارية و على المجلس أن يتولى سريعاً بجاهزية ترتيب أوراقه و أن لا يقع في الحفرة مرة اخرى..
المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.