إستغربت من الطلب الذي طرح للسيد “مسعود بارزاني” من طرف القوى السياسية العراقية بفتح مكتب له في العراق ،خلاله أكدوا أن الهدف من المكتب ليس لحل مشاكل كوردستان و العراق فقط ،بل لحل الأزمات العراقية عامة ،ذلك لما للبارزاني من مكانة و تاريخ و تجربة طويلة في المنطقة حسب أقوالهم المزعومة (وهي الحقيقة).
السؤال الذي يطرح هنا هو بأي صيغة و مضمون سيؤسس هذا المكتب في حالة تم القبول به؟! ،هل بإسم “مسعود بارزاني” الشخصي أم ماذا؟!.
لست ضد الفكرة لكن أتحفظ على الكثير من الأمور بخصوص هذا الطلب الغريب لذي تقدمت به القوى العراقية لأسباب أبرزها:
_أولا: هو ألا يكون هذا المكتب مؤسسة يتخدها العراقيون ملجأ لمشاكل العراق و كوردستان ،لأن الحلول تكمن في تطبيق الدستور و البرلمان.
_ثانيا: ألا يتخد العراقيون هذا المكتب بأنه قرار كوردستان لتمرير مشاريعهم ،لأن القرار الكوردي يصدر من البرلمان الكوردستاني و حكومة كوردستان.
_ثالثا؛ ألا يكون هذا المكتب خطوة تستغلها القوى العراقية لتأجيج الصراع الداخلي الكوردي بإجترار البارزاني لتهمة التفرد بالقرار الكوردي ،ولو زورا.
_رابعا: أن يكون هذا المكتب مجرد وسيط خير لا أقل و لا أكثر ،كي لا يستغله قادة بغداد كذريعة رسمية لإتخاد قرارتهم و المشي عليها بإسم “مسعود بارزاني” أو حزبه أو باقي الأحزاب و المكونات الكوردستانية…
_خامسا: ألا يكون هذا المكتب حاجز برنكولي لإفشال مقترح البارزاني في تأسيس المجلس السياسي الأعلى للقرارات ،كون هذا المجلس يطعن في أي قرار خارج الدستور (قرار البرلمان العراقي ،قرار رئيس الجمهورية ،قرار المحكمة الإتحادية) ،كما أن جميع الأطراف العراقية تشارك داخل هذا المجلس في صناعة القرار دون تفرد طرف بالقرار بداعي الأغلبية و غيرها.
_سادسا: أن لا تختزل زيارات المسؤولين الدوليين و الإقليميين و العراقيين في هذا المكتب في بغداد ،بذلك يقصى إقليم كوردستان منها ،وهذه ضربة ديبلوماسية للإقليم.
_سابعا: يجب أن لا يكون للمكتب أي صلاحية رسمية سياسية أو حزبية.
أرى أن خلفية هذا المقترح من فتح مكتب بإسم “مسعود بارزاني” في بغداد رغم ما سيكون له من إيجابيات على العراق و كوردستان إلا أنه ستستغل إتفاقياته و حواراته و إنعقاداته ضد الكورد و كوردستان من طرف قادة بغداد و بعض الأطراف الكوردية عاجلا أم آجلا.
ثم يبقى السؤال لماذا بالضبط إختار قادة بغداد إسم “مسعود بارزاني” لهذا المكتب!! ،هل يا ترى نتيجة حبهم له أم ندمهم على ما سبق؟! ،والجواب هو لا شيء من ذاك و ذاك أبدا ،بل الهدف فقط لإعطاء صورة جمالية خارجية في نظر العالم مفادها ان العراق و كوردستان في جو محبة تسوده الديمقراطية و الحوار و كذلك إفشال تأسيس المجلس السياسي الأعلى للقرارات الذي سيحطم سيطرة النفوذ الإيراني و الشيعة العراقيين على باقي المكونات الأخرى.
أنا شخصيا ضد فتح أي مكتب كيفما كانت تسميته لأن الدستور واضح و كفيل بفك جميع الإشكاليات العالقة ،وإستقلال كوردستان قرار لا رجعة فيه حتى ولو كان العراق مستقبلا الدولة الفاضلة الأفلاطونية (العراق للزوال).
المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.