كُردستان سوريا في خطر
لقد تمّ إعداد هذا التقرير لتسليط الضوء على آخر المستجدّات في كُردستان سوريا والمناطق التي تقع جنوبها.
إن هذا التقرير يبين أنّ كُردستان سوريا تواجه خطراً شديداً وحقيقياً يهدّد مستقبل ومصير الجزيرة وكوباني، ويزيد من مخاوفنا من مواجهتهما لمصيرٍ كمصير عفرين، إن تمّ تنفيذ المخطط الذي تتوضح ملامحه أدناه. إننّا نعتقد بأن القوات المدعوّة بالجيش الحر وبدعم جويّ من تركيا قد تشنّ هجوماً على المنطقة.
إنّ المسؤول عن ذلك إن حصل هو ب ك ك/ب ي د لأن وجود ب ك ك في كُردستان سوريا يستفزّ تركيا ويدفعها للتحرك بإتجّاه تنفيذ المخطط، كما أنّ دخول ب ك ك/ب ي د إلى مناطق العربية وتنفيذ عمليات عسكرية فيها، دفع إلى تأليب المجموعات العربية ضد الكُرد. سبق وأن دفع ب ك ك/ب ي د إلى هجرة نحو ستين بالمئة من كُرد سوريا، وإن تمّ تنفيذ المخطط المذكور فلن يبقى عشرة بالمئة من كُرد سوريا.
إنّنا نطالب المجلس الوطني الكُردي وحلفاءه في كُردستان العراق إلى القيام بواجبهم والوقوف أمام مسؤوليتهم. ونطالب الحركة السياسية الكُردية البعيدة عن إيديولوجيا ب ك ك/ب ي د بعقد إجتماع طارئ لبحث وإيجاد سبل وإمكانيات منع تنفيذ المخطط ودرء الخطر المحدق بكُردستان سوريا. كما ونشدّد على ضرورة تفعيل دور قوات بيشمركة روج في القريب العاجل. كما نناشد جميع الكُرد المقيمين في أوروبا وأميريكا ونطالبهم بمباشرة اتصالاتهم على الصعيدين الدبلوماسي والإعلامي وبذل أقصى جهودهم لدرء ما يمكن أن يواجهه الكُرد في سوريا.
فمن خلال اطّلاعنا على مجمل التطورات العسكرية التي جرت والتي لا زالت تجري بين فصائل المعارضة وتركيا من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى. وما حملته الاحداث الأخيرة من تصعيد تركي جديد، وذلك بتوجيه ضربات صاروخية متكررة نحو مواقع قسد في عدد من المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا. يُبدي جلياً أن تركيا بصدد البدء بخطوات جدية في جميع مناطق كُردستان سوريا.
تركيا تعمل بسرعة كبيرة لحشد قوات من ما تسمى بالجيش الحر في مناطق درع الفرات و غصن الزيتون للبدء بهجوم شامل على منبج وتل ابيض و كوباني. بتاريخ 1/11/2018، أبلغت تركيا قيادات جميع الفصائل المسلحة الموالية لها وخاصة الفصائل القادمة من شرقي سوريا، بضرورة الاستعداد للمشاركة في معارك كُردستان سوريا.
فصيل أحرار الشرقية بقيادة أبو حاتم شقرا، سيتولى مهمة صهر جميع الفصائل ضمن فصيل أحرار الشرقية بهدف تشكيل جيش كامل للمشاركة في المعارك في كُردستان سوريا.
بتاريخ 2/11/2018، انضّمت كلّ من فصائل تجمع العدل و تجمع شهداء الحسكة و تجمع أحرار مسكنة إلى فصيل أحرار الشرقية بشكل كامل.
و تسلّم قيادة هذه التجمعات الثلاث المدعو أبو جمو وهو قائد عسكري بارز لفصيل جيش الشرقية، وسيكون له الدور الأبرز في جمع أكبر قدر ممكن من فصائل وأبناء المناطق الشرقية للانضمام الى صفوف أحرار الشرقية.
يضاف إلى ذلك، جميع فصائل المعارضة مثل ألوية السلاطين مراد ومحمد الفاتح و سمرقند و عبدالحميد الثاني وسليمان شاه وفيلق الشام والجبهة الشامية وفصائل الجيش الوطني بالفيلق الأول والثاني والثالث، فقد تم إبلاغها من قبل تركيا بضرورة تجهيز أسلحتها الثقيلة وتجهيز مقاتليها وتذخيرهم بشكل ممتاز ليكونوا على جاهزية تامة للقتال في معارك كُردستان سوريا.
ومن المتوقّع أن يتم إدخال مجموعات من فيلق الشام وفرقة السلطان مراد و تجمع احرار الشرقية إلى الأراضي التركية عبر بوابة الراعي الحدودية، ومن ثم نقلها مع عتادها الثقيل والمتوسط نحو الحدود السورية التركية من جهة مدينة اورفا لفتح جبهة قتال انطلاقاً من الحدود على كُردستان سوريا.
اما بقية الفصائل ستتوجه بعتادها الكامل من مدينة عفرين واعزاز والباب نحو الجبهة في منبج وتل أبيض.
كما أنّ الفصائل المسلحة ستبدأ بتعيين قادة عسكريين بارزين، ليكونوا على رأس الكتائب والالوية التي ستشارك في المعارك في كُردستان سوريا، ومن هؤلاء القادة والذين يعملون على جمع الفصائل وحشدها لخوض المعارك،
أبو جواد شرقية من أحرار الشرقية كان له دور كبير في حشد وجلب أبناء المناطق الشرقية ليشاركوا في المعارك القادمة، وأبو حسان الحمصي وهو من فيلق الشام وعمل على حشد أعداد كبيرة من المقاتلين الذين كانوا يتواجدون في إدلب و يعمل على تجهيزهم للقتال في المعارك في كُردستان سوريا. وتم إضافة عبد الهادي حايك قائدٌ من حركة نور الدين الزنكي ويعمل حالياً على تشكيل فصيل عسكري ضخم ببلدة حيان شمالي حلب وسيقوم بنقلها نحو جبهات منبج ومعظم عناصره تابعون لحركة الزنكي.
يذكر أن عدداً من فصائل المعارضة المتواجدة في ريف حلب الشمالي عارضَت المشاركة بمعارك كُردستان سوريا، ومن هذه الفصائل كتائب أحرار وشهداء تل رفعت والمجلس العسكري لمدينة مارع و جيش الشمال بقيادة رشيد زعموط و والفرقة 23 بقيادة أبو سمير الكل والفوج 51
و عدد من الكتائب الصغيرة المنضوية ضمن الجيش الوطني، وطالبت هذه الفصائل من تركيا بِعدم توجيه جهودهم لقتال قسد في المناطق الكُردية بل أن تكون المعركة ضد قسد في مدنهم المحتلة من قبل قسد. وأعلنوا أنهم لن يشاركو في أي معركة ضد قسد إن لم تكن موجهة نحو دير جمال ومنغ وتل رفعت وبقية بلدات ريف حلب الشمالي.
مع العلم أن الفصائل التي عارضت خوض معارك شرقي الفرات عملت خلال الأسبوع الحالي على دفع بقية الفصائل إلى عدم المشاركة في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وأن مناطق شرقي الفرات قد تصبح مستنقعاً للأتراك وأنّ على الفصائل عدم الانجرار خلف هذه المعارك التي لا تهم ثوار الشمال.
يذكر أيضاً، أن عدّة فصائل حذّرت الفصائل التي عارضت المشاركة في معارك شرقي الفرات، وأبلغتهم بأن عدم مشاركتهم سينتج عنه قطع الدعم المالي والتذخير والتسليح عنها، كما أنّها لن تحظى بالدفاع عنها من قبل تركيا. ولا تزال المفاوضات والمناقشات جارية بين قيادات الفصائل التي عارضت للمشاركة في المعركة للبت في قرار مشاركتها من عدمها في معارك شرقي الفرات.
6/11/2018
تيار المستقبل الكُردي في سوريا
التعليقات مغلقة.