عزالدين ملا
الاجتماعات والقمم التي تنعقد من أجل إنهاء الأزمة السورية ما زالت تراوح وتهرول في مكانها، وتعود إلى نقطة الصفر، ولا يتم تحقيق اي خطوة نحو الحلحلة أو الانفراج في معاناة السوريين. فمنذ بداية الأزمة السورية والشعب السوري يتطلع بعين التأمل إلى الدول صاحبة القرار في الشأن السوري من أجل مساندته ودعمه لإنهاء سنوات الظلم والقهر، لكنه لا يجد سوى الوعود والشعارات لإنهاء معاناته والتي لا تتحقق سوى بالعملية السياسية والانتقال السياسي.
في السنوات الأولى من الأزمة السورية انعقدت اجتماعات عديدة وتحت مسميات كثيرة بين النظام والمعارضة للتوصل الى الحل السلمي لإنهاء الأزمة، لكن كل تلك الاجتماعات تنتهي بالفشل لسبب رئيسي وهو إصرار المعارضة على عدم بقاء الاسد في المرحلة المقبلة، وعدم قبول النظام بهذه المعارضة لاعتبارها معارضة غير وطنية، ونتيجة تدخل العديد من أطراف إقليمية ودولية لإنجاح هذه الاجتماعات حسب نظر الشعب السوري والمحللين السياسيين، ولكن تبين فيما بعد ان الذين كانوا وراء عدم انجاح هذه الاجتماعات هم نفسهم هذه الدول، وخاصة عندما انتقل الصراع بين اجندات اللاعبين إلى الصراع بين لاعبين رئيسيين، وبذلك انكشف المستور وظهر الحقيقة الشيطانية التي كان الشعب السوري غافلاً عنها، هذه الحقيقة الذي جعل من الشعب السوري ان ينصدم بالواقع المؤلم وهو عدم وجود صديق ولا معين لهم، وكل ما كان يقال عن حقوق الانسان والقرارات الأممية ذات الشأن بالوضع السوري سوى ضرب من خيال، وكذب ونفاق، فمنذ ان بدأ الصراع بين اللاعبين الرئيسيين وعلى رأسها أمريكا وروسيا انعقد العديد من الاجتماعات بينهما، وأيضاً كل منهما على حدا مع حلفاءها في المنطقة، وكانت جميعها تنتهي بعدم حسم الموقف النهائي لإنهائها، لعدم التوصل إلى توزيع مناطق النفوذ بينهما، وعدم التوازن في المصالح بين الطرفين في المنطقة، فكانت سورية ومازالت ساحة تصفية حسابات بين الكبار، حيث قاموا بجلب معظم مشاكلهم وصراعاتهم الداخلية والخارجية إلى هذه المساحة الصغيرة- سورية – فبذلك حافظت كل من هذه الدول على أمنها القومي وسلامة مواطنيها على حساب أمن وسلامة الشعب السوري، هذا الشعب المسالم التواق إلى الحرية والخلاص من العبودية والديكتاتورية، هذا الشعب الذي كان يتطلع إلى الشعوب المضطهدة بعين التآخي والدعم والمساندة في أحلك الظروف التي مروا بها، ولم يبخل قط في تقديم المساعدة إن كان مادياً أو معنوياً، أهكذا يتم مكافأتهم؟، لذلك لم يعد أمام الشعب السوري سوى الرضوخ للحقيقة الشيطانية المرة إلى ان يفرجها الله، فلم يعد لهم معين سواه.
التعليقات مغلقة.