كثيرا ما ألتزم الصمت عندما يصعد بي الألم إلى قمة الصدى ، أمشي دون أن أثير إنتباه هوامش الطرقات ، إعتادني الأغلبية على ذاك الهدوء القاتل ، في عمقي ثورات لامتناهية مخيفة ، لا أحد استطاع أن يسكنني سوى الأشباح.
فح برائحتك يا ألم السنين ، يا رفيق الدرب و المبدأ ، لم أكن أعتقد أني سأحمل لغتك و هويتك و جواز سفرك ، دعك لا ترحل من جسدي فأنت القصيدة ، تعمق أكثر في شراييني تروي عطشك ، لا تترك فرصة لأحد الخائنين يأخدني منك ، أنت الوفي الذي لم أكن أريده قط لكنك كنت لي واقعا حقيقيا.
يا “أنا” المخذول أين من كان بحولك و يلفك؟! ، أين الحركة الأمازيغية التي باعتك للنظام في جناح الليل ، أين أصدقاء الصف الذين قبلوا الإنبطاح لوظيفة الاحتلال ، أين مؤيدوك الذين تحولوا بعد سقوطك إلى خصوم ، بأي حق شقت جمجمتك و كسرت أضلعك ، بأي سبب تم حقنك إبرا مسمومة أذابت قواك…
أنا لا وطني لي حتى لو تحررت “تمازغا” ، مشروعي لا يحتويه الكون بأكمله ، عقلي أكبر من تلك المسماة “الحركة الأمازيغية” ، كل ما يجمعني بهم حول ذلك الإسم الخلاب هو التاريخ ، لا فكر و لا مشروع يجمعني مع نخب الحركة ، كون أمازيغيتي أرقى و أنظف مما يروج لها من داخل الحركة الأمازيغية ، فمن صنعته الإمبريالية الأجنبية كأمازيغي لن يكون أمازيغيا قطا.
إن أمازيغيتي الحقيقية من جعلت سماسرة الأمازيغية و تجار حقوق الإنسان يبيعونني كسلعة في سوق النظام ، لهذا أخاطب شعبي الأمازيغي أن لا ينجروا وراء الأوهام ، فمن باع نفسه لن يحرر أبدا غيره ، إقرؤوا أمازيغيتي الحقة التي لا تملك بيتا و لا حسابا بنكيا و لا منصبا حكوميا ، أمازيغيتي التي تموت يوميا على جبال الريف و الأطلس و أرياف الحوز و سوس جوعا و بردا و حصارا ، فأينما وجدتم أمازيغيا يموت فإعلموا أن أمازيغيته حقيقية.
أيتها النخبة الأمازيغية التي تعيش على دمي الطاهر ، إعلموا أنكم تلوثون دمائي التي تشربون ، فأمازيغيتي أعلى شأنا من تاريخكم المصطنع ، لي أمازيغية حقيقية تسكنني ولن أخوض في مستنقعكم ، لنا الخلود و لكم الحياة يا بيادق الإحتلال ،فوالله لنا موعد.
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر الموقع
التعليقات مغلقة.