نشر القيادي قي الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا
عضو الهيئة الاستشارية شكري بكر مقالا بعنوان أزمة الحركة الكوردية بين الإخفاق والإنجاز
جاء فيه :
إن كل ما يدور في مخيلتنا من آراء وأفكار على صعيدالأزمة السورية ما هي إلا إحتمالات لا أكثر.لكن من الواضح والمتتبع لهذه الأزمة يلاحظ أن الأمريكان هم الجهة الأكثر تأثيرا في هذه الأزمة.لرسم وتحديد مصير سورية.وما يهمنا هنا هو أين تكمن مصلحة الشعب الكوردي في سورية . ونحن في حالة تشرزم وتقسيم الحاصلين في صفوف الحركة الكوردية.ولم يعد خافيا على أحد أن سبب هذا التشرزم يعود إلى تدخل الأنظمة الغاصبة لكوردستان في الشؤون الداخلية للحركة والشعب معا. وهم متفقين بأهداف فيما بينهم وأهم هذه الأهداف هو محاربتهم للكورد في عدم نشوء دولة كوردية مستقلة وعلى أرضهم التاريخية.لكن المشكلة الأساسية لدينا نحن الكورد هو غياب الوحدة الحقيقية في تمثيل الكورد كحركة سياسية كوردية موحدة حول توحيد سقف المطالب الكوردية بموجب قرارات الشرعية الدولية التي نصت على حق تقرير المصير.ومن حيث الجوهر فإن خلافاتنا تكمن في هذه النقطة.حيث بعض الأطراف رؤيتهم للقضية الكوردية على أنها هي قضية أقلية قومية وليست قضية شعب يعيش على أرضه التاريخية. وليس لهذا سوى معنى واحد وهو بأن هذه الأقلية هي بضيافة النظام السوري أو الشعب السوري على حد سواء.أي ليس هناك إمتداد جغرافي كوردستاني إلى داخل الدولة السورية.وإن ما يثبت حقيقة هذا الموضوع هو نص إتفاقية سايكس بيكو التي تم بموجبها تقسيم الأمة الكوردية إلى أربعة أجزاء. وإلحاق كل جزء بدولة من الدول المحاطة بالأمة الكوردية. نعم لقد كان نصيب الدولة السورية هو الأصغر.طبعا بالإضافة إلى القسم المتداخل بين دولتين من دول الإتحاد السوفيتي السابق أذربيجان وأرمينيا ما يعرف بإقليم(ناغورني كره باخ).ولعل موقف النظام والشارع السوريين وحتى المعارضة الراهنة غير واضحة.حيث يجمع كل الفرقاء موقف واحد هو بين النفي ورفض حل هذه القضية على أسس ومبادئ الديمقراطية . ولقد عبر عن ذلك رأس النظام أكثر من مرة بأنه لا قضية في سورية أسمها القضية الكوردية . بينما هناك أكراد إندمجوا مع المجتمع السوري وشكلوا نسيجا سوريا مشتركا . ولا يتعدى موقف المعارضة أبعد من ذلك الموقف وإن كان هناك خلافا طفيفا في موقف المعارضة.والمعيب في ذلك أن هناك أحزابا كوردية تنطلق من هذا المفهوم أي مفهوم حل القضية الكوردية في سورية على أنها قضية أقلية . وبالمقابل كان ولايزال هناك أحزاب كورديةواجهت هذا المخطط بالطرق السلميةوإلتزامت بحق تقرير المصير للشعب الكوردي في سورية بما شرعته العهود والمواثيق الدولية.لذا دائما كان النظام يشن حملات إعلاميةشعواء إلى جانب الإعتقلات في صفوف هذه الأحزاب وإلى يومنا هذا.إلا أن تمكن النظام من حدوث شرخ وتصدع في صفوف الحركة الكوردية وجعل الخلاف كورديا كورديا وبدأ النظام يراقب هذا الوضع من بعيد.حتى تسنى لأصحاب رأي الأقلية بالإنقلاب على الحقوق القومية المشروعة والعادلة للشعب الكوردي في سورية . كما يجري الآن في عدة دول المنطقة . ففي لبنان تعطلت الحكومة لعدة سنوات بسبب هيمنة حزب الله على مركز القرار،وفي فلسطين إنقلاب حركة حماس على منظمة التحرير،وفي اليمن إنقلاب الحوثيين على الشرعية اليمنية، وفي كوردستان حيث مارس ولا زال يمارس حزب العمال الكوردستاني إرهابا منظما ضد أطراف الحركة الكوردية ليس في سورية فحسب ، بل في كافة أجزاء
كوردستان.
إن ما يدور في المنطقة من إنقلابات وأحداث على الشرعية فإن النظام السوري حققه في الجزء الكوردي الملحق بالدولة السورية منذ أكثر من خمسون عاما والسائد حتى الآن من خلال أدوات له كحزب الإتحاد الديمقراطي وغيره . ففي ظل هذه الأوضاع المتأزمة التي تمر بها الحركة الكوردية في سورية. ما العمل، وما المطلوب؟
أعتقد أن المطلوب هو قيام الشعب الكوردي بممارسة نوع من الضغط على أطراف الحركة السياسية الكوردية. وخاصة جناح الذي إلتزم مفهوم الأقلية بمراجعة ذاته والعدول عن موقفه الخاطئ هذا . وتبني حق تقرير المصير كما شرعته
العهود والمواثيق الدولية.والدعوة لعقد مؤتمر قومي كوردي شامل بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الكوردية المستقلة.والوقوف عند المبادئ التالية:
– إنتخاب قيادة تمثل الحركة الكوردية في المحافل الإقليمية والدولية.
– الإلتزام بحق تقرير للشعب الكوردي في سورية بما تضمنه العهود والمواثيق الدولية.
– الدخول بحوارات جادة مع جميع الأطراف الإقليمية المعنية بالقضية الكوردية وعلى أساس الإعتراف المتبادل وإحترام حقوقالجميع بالعيش الكريم ليعود السلام والهدوء والإستقرار إلى المنطقة على هذا الأساس . وأعتقد أن هذه هو الرؤية الحقيقيةحول حل القضية الكوردية سواءا في سورية أو على صعيد الدول الأخرى المقتسمة لكوردستان.
اعلام enks تركيا
التعليقات مغلقة.