المجلس الوطني الكوردي في سوريا

عبدالحميد جمو: استغلال الشعوب ديمقراطيا…

119

كثيرا ما انخدعنا بالشعارات التي نادت بها الحركات والثورات التي قامت خلال القرنين الماضيين ،بدءاً من الثورة الفرنسية ومروراً بالحركات التحررية التي اجتاحت بريطانيا واسبانيا وصولا الى انتفاضة الشعوب الالمانية وتوحيد الالمانيتن وانتهاءاً بالثورة الشيوعية( البلشفية ) .
كل تلك الحركات بشعاراتها خطفت عقولنا قبل ابصارنا بما نادت به ، فقد كان الانسان وحرياته محورا ومرتكزا لها ، ابهرتنا ودون تمعن انجررنا لنصرتها وتبني افكارها وتقمصناها اكثر من منظريها ، حتى انها نالت تأيداً شعبيا خارج جغرافيتها وبالذات في مجتمعاتنا اكثر مما حظيت به من الداخل .
وسنتطرق على سبيل المثال لا الحصر الى ثورتين هما الثورة الفرنسية في فرنسا والبلشفية في الاتحاد السوفياتي .
– الثورة الفرنسية التي تعتبر من الثورات الرائدة ولها تأثيرها في مجالات حقوق الانسان والديمقراطية فبعد نجاحها تخلت عن مبادئها وكشرت عن انيابها وكشفت اطماعها في ثروات الغير فلجأت لاحتﻻل البلدان والاقطار تحت مسميات وبحجح ، وبدل ان تدعم حركات التحرر عمدت الى استغلال الشعوب والسيطرة عليها والتنكيل بها ، ولا تزال تتحكم بالرغم من الاستقﻻل الشكلي لتلك البلدان او الاقطار .
– الثورة الشيوعية ( الاشتراكية ) التي قامت ونادت بمبادئ الاشتراكية والحرية على اساس المساواة والعدالة ، فقط شهدت شعوبها في عهدها اشد انواع القهر والاقصاء وذاقت الوان العذاب والظلم ، اما المؤامرات الخارجية والتي سميت صفقات او اتفاقيات فلا حصر لها ،منها الصفقة التي بموجبها باع استالين جمهورية مهاباد الكوردية للشاه الايراني وهذه ستبقى وصمة عار يندى لها الجبين وتلاحق اجيالهم الى ابد الآبدين ، وايضا التخلي عن مصر حليفها الاقوى في الشرق ابان ما عرف بالعدوان الثﻻثي عليه وصفقة الاسلحة المشبوهة المنتهية الصلاحية التي مدت مصر بها ،وكذلك التدخل الروسي ( السوفياتي) لوقف العمليات الحربية خلال حرب رمضان 1973 ( حرب تشرين ) والعمل على انهائها بعد ان اقتربت الجيوش المشاركة من تحقيق النصر النهائي على اسرائيل وانهاء سطوتها .
اما اليوم فالتاريخ يعيد نفسه – فرنسا – روسيا – اللاعبان الاساسيان في المعمعة السورية يتسابقان ويتنافسان للفوز بنصيب الاسد في الكعكة السورية ، روسيا التي جابهت الشعب بكل صنوف الاسلحة بما فيها المحرمة دوليا و فرض هيمنتها بمنطق القوة للقضاء على الشعب وثورته تدعوا اليوم اللاجئين الى العودة والمشاركة في اعمار ما دمرته آلة الحقد الروسية ؟ وكذلك لتصفية من تبقى متأثرا بافكار الثورة ويرنوا الى الحرية .
فرنسا التي اقصت على قدر استطاعتها الثوار وابعدتهم وشتت صفوفهم فرنسا التي تعادي علنا الحركات الاسلامية الرديكالية وتساندها ضمنيا لآطالة امد الحرب هي الاخرى ترفض المطلب الروسي بعودة اللاجئين بذريعة الخوف من بطش الاسد .
انتم يامن تعرفون بالقوى العظمى كفو بلاكم عن شعوبنا تنعموا بديمقراطيتكم واتركوا لنا تخلفنا ، أ ما اتروى حقدكم من دمائنا ، أ لم يشفى غلكم مما اصابنا ، لتكونوا على بينة باننا لا نقبل ان يقرر احدا مصيرنا وان الشعوب الحية لن تندثر وستبقى مطالبة بثأرها من ظلامها .

التعليقات مغلقة.