حسن كله خيري
يتواجد على أرضنا شعوب وقبائل وجماعات وحكومات منظمة وغير منظمة و أنظمة ديمقراطية وفي المقابل استبدادية ، وتوجد كذلك أيضاً مفاهيم كثيرة تعتمد عليها كل جهة في طرح أسباب ونتائج حوادث كثيرة التي تحدث ونراها بشكل اليومي ، وكالعادة دائماً توجد لكل جهة تبريراتها تبرر من خلالها وجود حالات الفشل الكثيرة اللامتناهية على الأرض في البقعة الجغرافية الخاصة بهم ، وتلك المفاهيم يمكن تقسيمها إلى ما هو سياسي لتبرير فشل الحكومة في قيادة الشعب ، ومنها ما هو اقتصادي ولها تسمياتها نتيجة تسلط بعض المتنفذين الأغنياء المسيطرين على الأقتصاد والقادرين على شل الحركة أن لم يتم مراعاة مصالحهم ، وما هو اجتماعي له تسمياته أيضاً وهو أيضاً نتيجة بعض أفكار البالية أو حالات الاحتقان بين الأفراد في ظل غياب التسامح الجماعي وقبول الأخر وغيرها من الأمور ، وطبعاً على جميع الأصعدة في الحياة والتي يتم فيها استخدام مفاهيم معينة ، وكل تلك المفاهيم مرتبطة ببعضها بطريقة تكاملية.
لكن بشكل خاص وبالعودة إلى ناحية السياسية ، فهناك حجج كثيرة يتم أستغلالها من أجل تبرير الفشل الموجود ، ويتم استخدامها بشكل غير منطقي ويتم فيها ضرب إرادة الشعب عرض الحائط ومحاولة الألتفاف على مطالبه وحقه في الحياة وحقه في تقرير مصيره بنفسه ، ومطالبه في توزيع إنتاج الدولة على الشعب بتساو ، لوضع حد لنظام أو لأشخاص تابعين للنظام بأستغلال وسرقة ممتلكات الدولة التي تمطر وتغرق شعبها بالشعارات والتصريحات وفي المقابل هناك الفئة المتنفذة من المسؤولين والأغنياء والخارجين عن القانون الذي صُيّغ لأجل حمايتهم وحكاية عائلاتهم ومصالحهم يفعلون ما يحلو لهم.
وعند حدوث الثورة الشعبية في أي بقعة من الأرض أو عندما يثور الشعب على الحكومة فهو على حق لأن الشعب هو مصدر السلطة الدستورية وهو الذي يختار شكل الحكومة وأسسها وقوانينها وطريق الحكم، وهو لا يقوم بالثورة إلا عندما يتعرض للقمع والظلم والفقر والتخلف وغيرها من حالات التي تجعل الشعب غير راضي عن حكوماتهم.
فالحكومات الفاشلة في جميع أركانها هي من تخلق الثورة من رحمها ، من خلال سياساتها التي تتبعها وليس عكس ما يتم التصريح به على شاشاتها العملاقة لترويج بأن من يحرك الثورة في الداخل هو العدو خارجي له عملائه وأجنداته وأدواته المدفوعين بذلك من خلال منحهم أموالاً وأمتيازات وهدف تلك الجهات هو نيل من السيادة الوطنية وتدمير الوطن والقضاء عليه وعلى شعبه.
ففي التاريخ كله لم يسبق لشعب قام بالثورة ضد نظامه أو حكومته أن لم يكن مستبداً ولم يكن قامعاً لشعبه وسارقاً للقمة من أفواه الشعب ، أو كان الشعب مرفهاً ويريد تدمير بلده وجعله هدفاً للعدو ، طبعاً هذا كلام لا يبرر وليس تبريراً عن عدم وجود الأنبطاحيين والخونة والمندسين بين الشعب لتشويه سمعته ومطالبه ، ولأعطاء تحركاته غطاء العمالة والفشل والخيانة والأكثر خطراً من ذلك غطاء الأرهاب الذي يهدد حياة الملايين من البشر إلى الخطر.
فمن خلال الحملات الدعائية التي تقوم بها جهة معينة هي محاولات ألتفاف على مطالب الشعب وتشويه قيمه التي ينادي بها وإعطاء كل تحركاته صفة العمالة والخيانة العظمى وغيرها ، هي محاولات ضعف ناتجة عن خلل الداخلي والتهرب من واجبات المفروضة على الحكومة لتنفذيها ، هذا ناهيك عن استخدامها أسلوب القوة والقتل والاعتقال التعسفي والتهجير والأغتصاب وطريق الحكم الميليشياوي بمنطق “سياسة الأرض المحروقة”
بدل من تغير في بنية الحكم والسلطة والتحول إلى قيم الديمقراطية والعدالة والمساواة وحقوق الانسان وحماية الطفولة والمرأة وقيام نظام الدولة المدنية وضمان حرية الفرد وصيانتها بموجب القانون ودستور قائم على التعددية لحفظ كيان الدولة وتطويرها وتقدمها وتحضرها ، للوصول إلى ما يصبو إليه الشعب.
التعليقات مغلقة.