في السنوات الماضية وكما كل مرة ، كان للعيد نكهة أخرى تختلف عن باقي الأيام ، سواءاً كان عيد الفطر أو الأضحى ، عندما كنا نمشي في شوارع مدينتنا وأمام المتاجر التي تعرض جميع الألوان من مأكولات العيد وكذلك محال الألبسة ، حيث ترى في كل وجه قصة فرح والبسمة والسرور لا تفارق الشفاه والخدود.
اليوم بات مختلفاً كثيراً والوضع تغير لدرجة أن الحزن بات واقعاً يتم التعايش معه يومياً على هيئة فرح ترى الوجوه حزينة كئيبة من الواقع اليومي نتيجة وجود أناس لم يكن العفريني والعفرينية على رؤيتهم ناهيك عن السطو المسلح والخطف وابتزاز الأهالي والضرب والتهجير والتغيير الديموغرافي وطلب الفديات التي تصل أحياناً إلى مئة ألف دولار ، وكثير الكثير من الأساليب القذرة التي يتم ممارستها من قبل مليشيات المعارضة السورية المدعومة من تركيا.
عام 2018 كان من أسوء الأعوام التي عاشها أهالي عفرين ، حيث بدأت العمليات التركية في السيطرة على عفرين واحتلالها بحجة وجود قوات حزب العمال الكردستاني هذا السبب الظاهر لكن ما هو المخفي هو أكبر من حجة محاربة حزب العمال، وعلى مدار شهرين عاش الأهالي القصف كمشهد يومي وبكافة الأسلحة ومناظر الدماء وجنازات تغادر بيوت أهاليها ، وبعد سيطرة مليشيات المعارضة على مدينة عفرين في 18/3/2018 تغير الوضع يوماً بعد يوم من السيئ إلى الأسوء نتيجة الرذيلة والقذارة التي يمارسونها ضد الكُردي العفريني ويسرقون بيته أمام عينيه.
العيد أتى بغير حال وفي توقيت وجراح عفرين ما زالت ملتهبة ولم تندمل ولم تشفى ، حيث لا يوجد بيت في عفرين إلا وفيه شهيد أو جريح أو معتقل أو مخطوف أو بيته تضرر وهُدم أو تم تلغيمه أو يوجد فيه مغترب أو أثنين وأحياناً العائلة الواحدة تكون موزعة في أكثر من منطقة وبلد ، وخلف الشاشات يتم ممارسة شعائر العيد بدموع حرقت العيون حزناً على مدينة ضاعت أثرها وجمالها وضاعت وتمزقت العائلة الواحدة ، حزناً على حاضرٍ مميت ومستقبلٍ مجهول لا يبصره لا التخمين ولا العين ولا النور.
كعفريني عائلتي ممزقة بين ثلاث بلدان وكذلك أخوالي وأعمامي وجميع أهلي وأقاربي وأبناء قريتي ، وكذلك كل قرية من قرى عفرين ، حيث الدمار على جميع الأصعدة ، هذا غير دمار التغيير الديموغرافي حيث تجول الغرباء في الأرض وكأنها لهم واستيلائهم على أملاك الغير ، بدون رادع أو محاسب.
التعليقات مغلقة.