المجلس الوطني الكوردي في سوريا

عزالدين ملا:بناء الانسان.. أساس بناء الأوطان

137

مثلما نلاحظ على الساحة الشرق الأوسطية عامة والسوري خاصة ان ما يهم الدول الكبرى أمريكا وروسيا ليست مصالح الشعب السوري وكرامته بل مصالح ونفوذ وأمن القومي لدولهم، وخير دليل ان ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ليست إلا لحماية مصالحها وأمنها القومي ونهب للثروات وخاصة في عهد الرئيس ترامب ذو عقلية اقتصادية وتجارية أولا ومن ثم سياسية، نلاحظ جميع الوسائل السورية من المعارضة والمولاة والعربية أيضاً تركز على السياسة الأمريكية وما تقوم به من إجراءات على الساحة الدولية من فرض عقوبات على إيران وتركية وروسيا والصين وغيرهم، وكأن الحصول على حقوقهم يتم من خلال ذلك، دون ان يعلموا ان ما تقوم به أمريكا ليست سوى تحقيق مصالحها العليا، أما الوسائل الاعلام السورية فليست سوى دعاية إعلامية لسياسة ترامب، هنا يبادر إلى أذهاننا إلى متى يبقى الشعوب الشرق الأوسطية اتكالية يعتمد على غيرهم لبناء أوطانهم؟ لماذا لا تراجع سياساتها ومنها الشعب السوري بالاعتماد على أنفسهم لبناء أوطانهم.

في الحقيقة الشعوب الشرق الأوسطية وكذلك الشعب السوري هم من يسمحون للغير بالتلاعب بهم وبمصالحهم، إذا أمعنا وتمحصنا إلى كل ما جرى ويجرى في سورية “نرى” بأن الحلول موجودة وبسيطة وهو بناء إنسان واعي خال من كل الصفات العنصرية والانتهازية، وتصفية قلوبنا من الغل والحقد، وان يُنظر إلى كل الشعوب والطوائف الموجودة في البلد بعين واحدة دون التفرقة، فبناء الإنسان أساس بناء الأوطان، قبل ان نبني وطننا يجب ان نبني أنفسنا، هنا تكمن الجوهر، فنحن بدل ان نبني أنفسنا نقوم بمد يد العون من العدو على أخينا في العرق والوطن. هنا يتطلب من الجميع التكاتف والتراصص من أجل نشر ثقافة الأخوة والمحبة ووحدة الصف، ومن خلال ذلك نقطع الطريق أمام التدخلات من الخارج الذين ليس همهم سوى نهب خيرات وثروات بلادنا وتحت شعارات براقة خدعوا بها شعوبنا وشعوب الدول النامية، لم تكن هذه الشعارات سوى وسائلة للتدخل والسيطرة، فالشعب السوري بجميع أطيافه شعب محب للسلام لا ينبغي سوى مد يد الأخوة لبعضهم البعض من أجل الخروج من هذه الأزمة التي طال أمدها وعانى خلالها القهر والحرمان والويلات، فهيا أيها السوريون مدوا يد الحب والتسامح لبعضكم، ولنبني الانسان السوري المحب للسلام، فليس لكم معين سوى الله وانتم من بعده.

عزالدين ملا

التعليقات مغلقة.