خورشيد عليكا : الأسباب الرئيسية للازمة المالية في تركيا ، هو رفع معدات النمو الاقتصادي وعدم رفع أسعار الفوائد.
كان لموقعنا حوارمع باحث الاقتصادي ومحاضر سابق في كلية الاقتصاد جامعة فرات ـ فرع الحسكة. وهو من مؤسسي جمعية الاقتصادين الكورد ـ سوريا
حيث اكد: ان سبب الرئيسي للازمة المالية في تركيا ، هو رفع معدات النمو الاقتصادي وعدم رفع أسعار الفوائد.
نصل الحوار
– يتفق خبراء اقتصاديون وسياسيون اتراك عديدون، أن أسباب الأزمة المالية في تركيا، تعود إلى توتر العلاقات التركية مع عواصم عديدة، بينهما واشطن وتل ابيب وتقارب انقرة وانفتاحها المستمر على موسكو وطهران، وتوتر علاقتها مع دمشق وقاهرة ورياض واثينا ، هل تتفق معهم ام لا ؟ ولماذا؟
أجاب قائلا – طبعاً ان الخبراء الاتراك يتحدثون فقط عن العامل السياسي للأزمة المالية، بانه السبب الرئيسي للازمة ولكنهم يتجاهلون العامل الاقتصادي، واغلبية الخبراء هم من الداعمين لسياسة الرئيس التركي التي تسعى لرفع معدات النمو الاقتصادي وعدم رفع أسعار الفائدة من اجل المحافظة على مستوى الرفاه الاقتصادي الذي وصل إليه الشعب التركي، وكذلك من اجل استمرارية شعبيته في التزايد في الشارع التركي.
اما العامل الاقتصادي حيث فقدت الليرة التركية أكثر من 40% من قيمتها مقابل الدولار العام الحالي وذلك بسبب قلق المستثمرين من سيطرة رجب طيب أروغان المتنامية على الاقتصاد ودعوته المتكررة الى خفض أسعار الفائدة على الرغم من التضخم، وبالتالي فأني اتفق جزئياً معهم من الجانب السياسي وان التقاء العامل السياسي مع العامل الاقتصادي هو الذي سرع من تفاقم الازمة المالية وأدى الى ارتفاع الدولار مقابل الليرة التركية.
2ـ يعي الكثير من ناس بان الليرة التركية في حالة انخفاض، ومتجه نحو مزيد من التفاقم في إنخفاض قيمة الليرة التركية، ويحاولون عمل ما بوسعهم في إيقاف هذا الإنخفاض، ما هي توقعاتك من الأشهر المقبلة للعملة التركية؟
-اعتقد ان الازمة المالية التركية لا تدوم طويلاً، وان هناك العديد من الحلفاء مستمرون بدعم الليرة التركية، فوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أكد بأن بلاده تدعم استخدام العملة المحلية بدلاً من الدولار في تجارتها مع تركية ، كما ان الأمير القطري قرر بالقيام باستثمارات مباشرة في تركيا بقيمة 15 مليار دولار، وكان قد اتفقوا كل من أروغان و ميركل على عقد لقاء يجمع وزير الخزانة والمالية التركي مع وزيري الاقتصاد والمالية الألماني خلال الأيام المقبلة، وأكدت ميركل بأن قوة الاقتصاد التركي مهمة بالنسبة لبلادها نتيجة الترابطات والتشابكات المالية والمصرفية والاقتصادية بين الاقتصاد التركي والمؤسسات المالية والمصرفية الاوربية وبالتالي اعتقد سيواصل الدولار انخفاضه الجزئي امام الليرة التركية وحالياً يقدر قيمة الدولار الواحد بـ 5.8527 ليرات تركية وان هذه الازمة لن تطول اكثر من عدة شهور.
3ـ ما هي الأسباب مباشرة او غير مباشرة للازمة الاقتصادية في تركيا؟
-طبعاً انه من الأسباب المباشرة للازمة المالية التركية هو النمو الاقتصادي المدفوع بالديون الدولارية الذي ادخل الاقتصاد في حلقة مفتعلة كما ان الاقتصاد التركي يعاني من مشاكل عديدة ومنها تسارع العجز في ميزان الحساب الجاري وبلغ ديون الشركات والبنوك 560 مليار دولار وهناك ديون مستحقة هذا العام تقدر بحدود مئة مليار دولار، كما انه افرطت الشركات التركية في الحصول من البنك المركزي على قروض ميسرة اغلبها بالدولار مدفوعة من الرئيس أردوغان الذي اعتمد على استمرارية البنك المركزي في الحفاظ على الإقراض بمعدلات فائدة منخفضة واستمرار اردوغان في التدخل في سياسة البنك المركزي، وبالتالي افقد البنك المركزي استقلاليتها في إدارة السياسة النقدية في البلاد.
اما الأسباب الغير مباشرة هي قضية الافراج عن القس برونسون وأكدت الخارجية الامريكية ان الافراج عن برونسون لن يؤدي الى الغاء الزيادة في الرسوم الجمركية ولكنه قد يؤدي الى تخفيف العقوبات، وهذه الرسوم مرتبطة تحديداً بالأمن القومي الأمريكي.
4ـ هل مشكلة الازمة الاقتصادية في تركيا بسبب القس الأمريكي، المعتقل لدى تركيا؟ ام بسبب رفض تركيا التعاون مع واشطن من اجل عقوبات على إيران؟
-طبعاً ان ازمة القس برونسون التي تمخضت عنها عقوبات اقتصادية على وزيري العدل والداخلية التركيين ومضاعفته الرسوم الجمركي على مستوردات الصلب والالمنيوم من تركيا والتي لا تشكل اكثر من 4% من حجم التبادل التجاري بين البلدين وهي تعتبر غير كافية لاحداث مثل هذا الانخفاض المتسارع في قيمة الليرة التركية كما ان ضلوع احد البنوك التركية في خطة تستهدف تخفيف وطأة العقوبات على ايران من احد القضايا التي حست أمريكا على فرض عقوبات على تركيا. وبالتالي فمشكلة القس والتعاون مع ايران تعتبران من الأسباب الغير مباشرة للازمة المالية في تركيا.
5ـ بعد ان فرضت أمريكا الرسوم الجمركية على الصلب والالمنيوم، صرح الرئيس التركي بأنهم سيبحثون عن البدائل، ما هي تلك البدائل؟
-ان تركيا ضاعفت الرسوم الجمركية المفروضة على 22 منتجاً مستورداً من أمريكا وهذه النسبة تعادل 533 مليون دولار إضافي رداً على العقوبات الامريكية. وكان قد صرح وزير التجارة التركي روهصان بكجان ان أمريكا شريك تجاري مهم لتركيا لكنها ليست الشريك التجاري الوحيد مضيفاً ” لدينا شركاء اخرون وأسواق بديلة “.
وان تركيا ضاعفت الرسوم الجمركية ما بين 10% الى 140% على المنتجات الامريكية وكانت قد صرحت الخارجية الامريكية ان واشنطن لا تؤيد قرار انقرة الأخير في الرد بالمثل وانه لا يمكن القبول بالضرائب الجمركية التركية الأخيرة. معتبرة ذلك بانه خطوة في المسار الخاطئ.
كما انهم سيعمقون العلاقات مع روسية و ايران و اوربا والصين وافريقيا وقطر.
6ـ ما هو الحل للازمة المالية في تركيا، من وجهه نظرك؟
ـ الحل يمكن في انه يجب على القائمين على إدارة السياسية النقدية والمالية في تركيا اظهار التزاما بسياسات اقتصادية ومالية سليمة ، لدعم الاقتصاد الكلي في تركيا والحد من الاختلالات الاقتصادية والمالية ، بما يضمن استقلالا كاملا لعمل البنك المركزي من اجل الحفاظ على استقرار الأسعار وكبح جماح التضخم وتخفيف قلق المستثمرين في الاقتصاد التركي .
واضافة ان تركيا ستحتاج على الاغلب الى الذهاب الى صندوق النقد الدولي ، الذي مقره واشنطن من اجل بناء الثقة في سياستها الاقتصادية .
7- كيف تؤثر هذه الأزمة المالية على الوضع السوري؟
ان فقدان الليرة التركية اكثر من 40 % من قيمتها مقابل الدولار ، سيكون لها اثر سلبي على الوضع السوري ، باعتبار ان اغلب مناطق المعارضة والداخل السوري تتاثر بالوضع التركي ، حيث ان اغلب مستوردات الشمال السوري هي من تركيا ، بالتالي فان المستهلك هو المستهدف من ارتفاع الأسعار وسيكون هناك ضغط كبير على ميزانية الاسرة السورية جراء ارتفاع الأسعار السلع والخدمات المستوردة من تركيا .
8-هل تتوقعون ازدياد هذه الأزمة المالية في حال دخول تركيا إلى مناطق جديدة في سوريا؟
اعتقد ان تركيا لن تدخل الى مناطق جديدة في سوريا ، وهناك تنسيق مع الروس والايرانين من اجل إيجاد حل لوضع ادلب ، وخلال الشهور القادمة ستضطر تركيا للانسحاب من باقي الأراضي السورية في ظل التفاهمات الدولية حول الوضع السوري .
وان الازمة المالية في تركيا مرحلية ستتغلب عليها ، كما ان اغلبية مضاربي العملة هم من السياسين المقربين من اردوغان وينفذون اجنداته .
حاوره : ايمن بكر
اعلام enks اورفا
التعليقات مغلقة.