لا أحد يستطيع أن يتصور مدى حجم معاناة الكورد منذ بزوغ تاريخ الغزو بأرض كوردستان ، مجازر بالجملة متسلسلة لا متناهية مازالت مستمرة إلى حد الساعة ، من خلالها سلبت ذواتهم و حرياتهم و أرضهم ووجودهم مع ذلك مازالوا يمدون يد الصداقة و الأخوة دون حقد و كراهية.
لم يبكي “البارزاني” خوفاً أو خنوعاً بل رحمةً و حنيناً و ألماً من تاريخ مؤلم تعرض له الكورد ، تاريخ تفنن فيه الغزاة بكل أنواع و طرق القتل و التعذيب من إعدامات و محارق و إبادات و قصف على أجساد الكورد ، فكيف لا تعود ذاكرة الألم بمن تحمل كل ذلك في قلبه و جسده خصوصاً كالقائد مسعود بارزاني زعيم الأمة الكوردية ، وعلى إسمه إتخد الأعداء ذرائع الحرب قصد النيل منه كونه منبع الثورة و النهج.
لم يكن البكاء الأول لمسعود بارزاني و لا الثاني و لا الثالث على شعبه ، بل حياة مليئة بالدموع و الإنتصارات و النكسات و التحديات ، لم تكن أبدا دموع الخوف و الإنهزام بل دموع الإنسانية و القوة و الرحمة ، كأن الأقدار و التاريخ يأبيان على الكورد بإنصافهم ولو مرة في العمر.
إلى الذي قال أن الجبال تحركها الرياح أن يعلم جيداً أن على قممها تذاب الثلوج لتفيض أنهاراً تسقي البعض و تجتاح البعض ، تلك دموع البارزاني بل دموع الكورد جميعا ، لابد لتلك الشمس أن تشرق و لابد للظلم أن يزول ، سيزول كل من بالسفوح و تبقى الجبال شامخة ، ستبقى كوردستان و جبالها و بارزنيها و بيشمركتها و شعبها فالحق يعلو و لا يعلى عليه.
التعليقات مغلقة.