بات المشهد السوري يدخل في مرحلة جديدة، وخاصة بعد مجزرة السويداء التي راح ضحيتها أكثر من 250 شهيد و 60 جريح، جراء الهجمات التي قام بها تنظيم داعش الإرهابي في محافظة السويداء، وهذا فإن النظام السوري ومن وراءه روسيا هما المسؤولان عن هذه المجزرة، بعد رفض الطائفة الدرزية إلتحاق أبنائهم بالجيش السوري، ووصفهم للروس بالاحتلال، لذلك يحاول النظام السوري الوصول إلى مبتغاه بتطويع الأقليات، ودعوتهم للنظام بحمايتهم..
ومن جانب آخر يقدم النظام السوري على العودة إلى كوردستان سوريا حيث يرى بأن مهمة حزب الاتحاد الديمقراطي قد انتهت، ولذلك جاءت زيارة وفد ما تسمى بمجلس سوريا الديمقراطي إلى دمشق بناء على دعوة النظام الخميس الماضي، للحوار مع النظام وفق آلية عمل على كيفية رجوع المؤسسات الحكومية للنظام إلى مدن كوردستان سوريا وحل كافة المشاكل العالقة.
وحول هذا قام موقعنا R-ENKS باستمزاج آراء نخبة من السياسين والكتاب الكورد وطرح عليهم هذه الأسئلة:
1-كيف تنظرون إلى الأحداث الأخيرة في سوريا بشكل عام لاسيما التفجيرات الإرهابية التي حدثت في السويداء.
2-كيف تقرأون الحوار بين ما يسمى مجلس سوريا الديمقراطي والنظام، وهل سينعكس ذلك بشكل إيجابي على القضية الكوردية في سوريا؟
فقال عبدلله كدو عضو اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكوردي في سوريا بأن النظام ماض في الحل العسكري بالاستناد على دعم حلفائه الروس و الإيرانيين و استطالاتهم .
وأوضح كدو بأن التفجيرات التي شهدتها سويداء تأتي في سياق استمرار العنف لتحقيق ما سميت بالمصالحات، منوهاً بأن مسلحوا تنظيم داعش الذين نفذوا المجازر تم نقلهم بالباصات الخضراء إلى السويداء، و طريقة استقبال ذوي شهداء للمحافظ تفسر المجازر هناك.
وحول زيارة وفد مجلس سوريا الديمقراطي لدمشق أشار كدو بأنها جاءت كتحصيل الحاصل لسياسة مكوناتها ، التي هادنت النظام و تفاهمت معه ، و رفعت شعار الخط الثالث ، مع اعتماد سياسة تخوين معظم القوى المعارضة للنظام.
وتابع كدو وبعد أن فشلت في تسويق نفسها كطرف معارض، و بالتالي تعذر عليها مشاركة”جنيف” و ملحقاتها، و قرب انتهاء علاقتها العسكرية بأمريكا ..لم يبق لها إلا العودة الى النظام .
ومن جانبه رأى منال حسكو ناشط سياسي وعضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا بأن التفجيرات الأرهابية في السويداء لا نستطيع أن نستثني ذلك عن الحالة العامة في سوريا ، بكل تأكيد هي مدانة وعمل جبان ولكنها وبنفس الوقت هي رسالة واضحة بأنه لا منطقة آمنة في سوريا ولطالما بقي النظام فسيبقى الإجرام موجودا.
وأضاف حسكو بخصوص عما يدور في دمشق بين النظام ووفد ما يسمى بسوريا الديمقراطية فهي ليست سوى مسرحية لأستباقية ماسيجري لاحقاً فقد برع النظام في توزيع الأدوار بينه وبين أزلامه على الأرض.
وأكد حسكو بأن أي أتفاق بين هؤلاء والنظام لن يكون له أي فائدة تذكر على القضية الكوردية وهذا لسان حالهم كما يقولون .
أما ابراهيم اليوسف كاتب وشاعر كوردي قال بإن معرفة القائمين على خيمة عزاء شهداء السويداء قد طردوا ممثلي النظام الذين- أتوا ليسيروا في جنازات الشهداء ويذرفوا عليهم الدموع- يبين من وراء هذه الجريمة، بغض النظر عن الأدوات المباشرين، فهم مجرد مأجورين يسيرون على خريطة طريق مرسومة لهم.
أما في ما يتعلق بشأن الحوار أوضح يوسف بإن العبرة ليست في: هل الحوار مع نظام قاتل صحيح أو لا؟، لأن العلاقة بين الطرفين ليست وليدة اللحظة، وما كنا نسمع بال PYD ومشتقاته، لولا إن النظام أعطاه المجال، ضمن مخطط، وزمان ومكان محددين، منوهاً إنما العبرة في: هل النظام سيصدق أو لا؟، فهو لن يصدق من وجهة نظري، ولو أنه كان مخلصاً مع نفسه ومع الكورد لكان الأمر مختلفاً، وماكان PYD أصلاً في الواجهات.
ومن جانبها رأت سعدية إبراهيم حسين عضوة الهيئة الإدارية في منظمة المرأة الكوردية الحرة بأن الأحداث الأخيرة تشكل نقلة نوعية في مسيرة الثورة وهذه الأحداث والتفجيرات الإرهابية تشكل دافعا قوية للناس العزل إلى الفرار والبحث عن أماكن آمنة بعيدة عن ساحة القتال مما يؤدي إلى ظهور العديد من المشاكل الأخرى.
وأضافت حسين بأن الحوار بين ما يسمى مجلس سوريا الديمقراطي والنظام توثر سلبا على مسيرة الثورة وعلى وضع الكورد بشكل عام في المنطقة.
فنر محمود
إعلام ENKS- قامشلو
التعليقات مغلقة.