رسالة الرئيس مسعود بارزاني إلى المؤتمر السادس لإتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان …
وجه الرئيس مسعود بارزاني رسالة الى المؤتمر السادس لإتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان، جاء في نصها:
ـ بسم الله الرحمن الرحيم
علماء الدين المحترمون
أعضاء المؤتمر السادس لإتحاد علماء الدين الإسلامي الضيوف والحاضرين الإعزاء
السلام عليكم
بمناسبة إنعقاد المؤتمر السادس لإتحاد علماء الدين الإسلامي، نحيي إتحاد علماء الدين الإسلامي وعموم رجال الدين المحترمين متمنياً النجاح لكم ولمؤتمركم.
دور وتأثير علماء الدين خلال المراحل المختلفة في تاريخ الحركة التحررية لشعبنا، وحمايتهم للإصالة والقيم العالية، ومحافظتهم على التعايش والوئام، دور بارز ولامع ومحل تقدير وفخر، وسيذكر عالياً في التاريخ.
غالبية ثورات شعبنا، من أجل تحقيق الحرية والتخلص من الإحتلال، كانت على أيدي العلماء ورجال الدين الكبار، وهذا دليل واضح على مكانة علماء الدين وقيادتهم لقافلة النضال والكفاح لشعب كوردستان. وكان حمل السلاح من قبل علماء الدين في الثورات درساً مهماً للجميع مفاده أن طلب الحرية والدفاع عن الأرض والوطن ليس واجباً وطنياً فحسب، بل واجب ديني أيضاً.
الحضورالمحترمون
دور علماء الدين في حياة المجتمع، في المرحلة الحالية، دور مهم وحاسم، خاصة وأن آفة الإرهاب والعنف وتدمير مبادىء التعايش، وظهور الطائفية في العراق والمنطقة، تشكل تهديدات كبيرة للتعايش والتسامح والرسالة السلمية للدين. لذلك تقع بالدرجة الإساس على عاتق حضراتكم، مهمة تجفيف منابع فكر الإرهاب ومحاربة العقيدة الإرهابية. كما أن جميع شرائح المجتمع ينتظرون همة ودور رجال الدين في نشر قيم التسامح الديني والمذهبي ودحر الفكر الإرهابي، وفي هذا المجال نقدر عالياً ما أنجزتموه حتى الآن.
كما يقع على عاتق حضراتكم حماية المبادىء والقيم الدينية والتدين وحب الأرض والوطن على أسس علمية وتربوية. وفي هذه الأجواء المعقدة المليئة بالتحديات لايجوز السماح لسيطرة الأفكار الغريبة والثقافة المعادية للتدين والوطنية على فكر ووعي المجتمع.
أيها المحترمون
يمكن إصابة الشعور الوطني بالخلل عند أي شخص، ولأي سبب كان، ولكن لايجوز أن يحدث ذلك عند رجل الدين ولو بحجم مثال ذرة، لأنكم مصادر لإلهام الجميع، وشعب كوردستان تعلم الصمود والتصدي والتضحية والمعنويات العالية من رجال الدين. وحضرة البارزاني الخالد عندما أسس إتحاد علماء الدين الإسلامي، كان يعلم جيداً أن علماء الدين هم الحصن الفولاذي للشعب وللدفاع عن المقدسات الدينية والقومية للكورد. واجبكم واجب مقدس وعضويتكم في إتحاد العلماء شرف كبير.
بهذه المناسبة، أرى من الضروري دعوة العلماء المحترمين الى عدم السماح لتكون الخلافات بينهم، أسباباً لمشكلات كبيرة تؤدي الى إنشقاق بين العلماء المحترمين، لأن ذلك سيؤثر سلباً على مبادىء التدين والتربية في مستقبل شعبنا. يجب أن يكون المستقبل ومصالح البلاد وفكر الشباب من أولوياتكم الأساسية ووفق برنامج ديني أصيل وكوردستاني، وليس برنامج مستورد لايحترم الحقوق العادلة لشعبنا.
تأسس إتحاد علماء الدين من أجلكم ومن أجل التدين ومصالح الوطن، لذلك من الضروري أن تحافظوا، ببرنامج ومشروع شامل، على ثقل ذلك الهدف المقدس الكبير الذي تأسس من أجله إتحاد العلماء.
في الختام أتمنى لكم النجاح، وأتنمى النجاح لمؤتمركم، وأن تكون قراراتكم وتوصياتكم لخدمة الدين والشعب والوطن، وأنا سأستمر في مساندكم بكل قوة، ولي الفخر في أن أكون في خدمة علماء الدين.
والسلام علیكم و رحمه الله و بركاتە
مسعود بارزانی
24/ تموز/ 2018
التعليقات مغلقة.