نشر الناشط السياسي سربست خليل مقالا بعنوان
ثائر اليوم …. مواطن الأمس
منذ بداية الأزمة السورية شارك أبناء الشعب السوري عامة بكافة فئاته بالثورة التي أنطلقت ب 11/3/2011 فخرجت المظاهرات و شارك المواطنون و المواطنات كبار و صغار من كل حدب و صوب و أمتدت بسرعة البرق من دمشق و درعا وصولا للمناطق الكوردية من عفرين إلى ديريك مرورا بالوسط المركزي الثائر حمص وحماة وإدلب الخضراء . لكن تعامل النظام كان مغايرا من منطقة لأخرى فسلط عناصره الأمنية ذوي النزعة الطائفية و شبيحته على المناطق العربية بينما المناطق الكوردية أوكل حليفهم القديم حزب العمال الكوردستاني pkk و فرعه السوري pyd مشاركين حلفائهم التقليديين من بعض القوى الكوردية ضمن ما تسمى الإدارة الذاتية مهمة القضاء على الحراك الثوري ضمن مناطقها .التي مارست تلك السلطة الوكيلة عمليات الخطف و الحجز القسري لمعارضي النظام السوري و فرض الأتاوة تحت مسمى الضرائب و تهجير أبناء المنطقة بحجة التجنيد الإجباري و كذلك تدمير البنية الإقتصادية و الحياة والإجتماعية للأهالي بشكل عام و في عفرين خاصة . ولكن بحكم تطورات الأزمة السورية و التدخل الخارجي بداية بالطلب من قبل النظام السوري و دعوتها للتدخل من أجل إنقاذ سلطته القمعية فقد تدخلت دول أخرى على الجهة المقابلة داعمة أبناء الثورة مما أدى إلى إنتقال الصراع السوري _ السوري إلى المحافل الدولية و الأقليمية و على هذا الأساس جاء التدخل التركي بمرافقة بعض الفصائل المسلحة المحسوبة على الحكومة السورية المؤقتة التابعة بدورها للإئتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة من خلال عملية غصن الزيتون التي هدفت لطرد مرتزقة النظام المتحالفين تحت مسمى الإدارة الذاتية لكن خابت آمال و طموحات أبناء عفرين المشاركين و داعمي و مؤيدي الثورة السورية من تصرفات تلك الفصائل المسلحة بما قامت به من ممارسات و أفعال فاقت ممارسات سلطة الأمر الواقع في بعض الأحيان من سرقات و نهب للممتلكات أمام أعين أصحابها مستخدمين القوة و السلاح التركي وصولا للإنتهاكات بحقوق الإنسان من قتل و تعذيب ممنهج و خطف الأهالي من أجل الفدية فإن جميع تلك الأفعال يتحمل مسؤوليتها الحكومة التركية لعدم وضع حد لتصرفات تلك الفصائل سواء كانوا أفراد أو فصائل تدعي حماية الثورة و الثورية و كما إنها فاقت أفعالها عن سلطة أمر الواقع بإشعال النيران في الغابات بشكل كبير و ممنهج مما أدى إلى تلوث في البيئة و القضاء على الحيوانات التي تستقر و تعيش ضمنها و كذلك تم الإستيلاء على منازل الأهالي و ترهيب الباقين من أجل التفكير بالهجرة و رسالة للمهاجرين بعدم العودة بدلا من تأمين الأمن و الإستقرار و نتيجة لذلك بدء التناحر بين بعض الفصائل و التقاتل فيما بينهم على الممتلكات التي نهبوها مما أدى إلى مقتل بعض عناصرهم و جرح أكثر من خمسين عنصرا . و بأفعالهم هذه كأنهم يريدون القول بأننا ننتقم من ممارسات النظام السوري للأهالي في الغوطة و داريا و الزبداني و مضايا و حمص و غيرها من المناطق السورية .
أهل عفرين هم أهلك و أهلك أهلهم لنتعايش معا بكل ود و إحترام من أجل الخلاص من هذا النظام الذي أفسد الثورة و الثوار بالمحسوبية و المال و السلاح و الجاه .
يا من تدعي نفسك اليوم بالثائر بالأمس كنت مواطنا فدع الحكمة و الرجولة تأخذ مجرها الطبيعي و الحقيقي لهاتين الكلمتين من معاني حسب القواميس و الكتب التي تؤمن بها إن كنت مؤمنا بالله وحده لا شريك له .
إعلام enks اورفا
التعليقات مغلقة.