المجلس الوطني الكوردي في سوريا

شكري بكر :القضية الكوردية بين القرنين العشرين والواحد والعشرين

115

قال القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني -سوريا  عضو اللجنة الاستشارية شكري بكر:
إن المتتبع لأحداث القرن الماضي يرى أن الحركة الكوردية كانت في أزمة خانقة مع محتليها.هذه الأزمة التي ولدت لدى ردود أفعال مختلفة . نتيجة الظروف السيئة وشن الحرب الضروسة من قبل حكام الدول الغاصبة ومحتليها.مما أدى ذلك إلى نشوء أحزاب سياسية للدفاع عن قضاياها القومية وإنتزاع حقوقها المشروعة بالوسائل السلمية الممكنة.مما حدا بحكام الأنظمة الغاصبة لكوردستان برفع وتيرة صراعها مع الشعب الكوردي التي تمثلت بشن حرب شرسة ضد الأحزاب السياسية الكوردية التي تشكلت حديثا حيث وصل الأمر بتلك الأنظمة إلى الإعتقالات في صفوف تلك الأحزاب وزجهم بالسجون والإقدام على تعذيبهم بطرق وحشية بحق القيادات القيادات . مما أدى إلى موت البعض تحت التعذيب.وإطلاق صراح كل من نجا من الموت بعد بث فيهم الخلافات حول
أسلوب النضال وشرعية المطالب الكوردية بما يتناسب مع رؤيتهم نحو حل القضية الكوردية على إختلاف الأنظمة.هناك من تبنى من هذه الموت المباشر للقضية والشعب الكوردي معا وهناك من إختار الموت البطيء.وهنا لم يبقى أمام الحركة الكوردية إلا أن تتبنى الكفاح المسلح . خاصة بعد إنهيار جمهورية مهاباد التي كانت مؤامرة دولية على الشعب الكوردي آنذاك . وكرد فعل على تلك الجريمة النكراء.إنطلقت الثورة في كوردستان العراق بقيادة الراحل الملا مصطفى البارزاني.حيث كانت آنطلاقتها على مبدأ الديمقراطية العراق والحكم الذاتي الحقيقي لكوردستان.وقد أعطت هذه الثورة
صدى واسعا بين صفوف الجماهير الكوردية ليس في كوردستان العراق فحسب بل في كافة أجزاء كوردستان.وقد تلقت الدعم المعنوي من قبل الشعب الكوردي.وقد أدى ذلك إلى جر النظام العراقي للتفاوض مع هذه الثورة المجيدة حيث إنطلقت المفاوضات في بغداد بين وفي النظام وقيادة الثورة.ورغم حصول خلافات سياسية بين النظام وقيادة الثورة من جهة، وبين وفد الكوردي المفاوض أنذاك الذي كان بقيادة الراحل جلال الطالباني ، وإبراهيم أحمد .حيث أقر النظام العراقي بمنح الشعب الكوردي حكما ذاتيا.إلا أن النظام لم يلتزم بوعوده.ثم عادت الثورة إلى ما كانت عليها وبوتيرة عالية مؤمنة بمبادئ الثورة التي قامت من أجلها وبقوة.مما زرعت الخوف والرعب في صفوف الجيش العراقي.مما دفع بالنظام العراقي إلى توقيع إتفاقية مع النظام الشاهينشاهي في إيران.التي تمت برعاية جزائرية.التي تم بموجبها تنازل النظام عن الجزر الثلاث في الخليج العربي للنظام الإيراني لقاء وقف الدعم الإيراني عن الثورة الكوردية في العراق هذه الإتفاقية التي وصفها الكورد بإتفاقية الخيانة لغتها جرت أمام مرئ ومسمع العالم أجمع.رغم هذه الإنتكاسة للثورة لم تتوقف بل أستمرت بجدارة خيرة أبناء شعبنا الكوردي المؤمن بمبادئ الثورة وعدالة قضيته المشروعة.وبرحيل قائد الثورة الخالد الملا مصطفى البارزاني عام 1979 الذي وافته المنية في العاصمة الأمريكية واشنطن حيث دفن جثمانه في إيران في هذه حصلت في المنطقة جملة أحداث لم تكن لصالح الكورد.
-منها نشوء حزب العمال الكوردستاني الذي تبنى على الفور الكفاح المسلح في ظروف لم تكن ناضجة من نواحي عدة لا داعي لذكر هذه النواحي هنا.لأن مشروع حزب العمال بات واضحا للجميع.
-ومنها قيام الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الخميني.هذه الثورة التي إختلفت ظاهرها عن باطنها.التي تآمرت على القضية الكوردية ليس في إيران فحسب.بل جاءت بمؤامرة على القضية برمتها . وذلك بتدخلها السافر في شؤون الداخلية للحركة الكوردية في كافة الأجزاء.والقيام بدعمها اللامحدود لحزب العمال الكوردستاني وقلبه رأسا على عقب . من خوض حرب ضد التيار الوطني الديمقراطي الكوردستاني الذي لا يزال متمسكا بالحقوق القومية المشروعة والعادلة . المتمثلة بحق تقرير المصير للشعب الكوردي بما يضمن إعلان الدولة الكوردية المستقلة في المنطقة.هذا المشروع الذي يقوده إبن الرحيل الخالد السيد مسعود البارزاني.هذا الرحيل الذي أصبح بعد رحيله شكل إنطلاق جديدة لأسس الدولة الكوردية الحديثة.والثائر عليه
إبنه البار السيد مسعود البارزاني.الذي بات يتمتع بشعبية كبيرة في الأوساط الكوردية ليس على صعيد الإقليم وليس على صعيد كوردستان فحسب.بل أصبح رقما صعبا على الصعيد الإقليمي . بل بات يتمتع بدعم وتأييد دوليين.حيث يستقبل إستقبال الرئيس عندما يقوم بزيارة أية دولة من دول العالم .خاصة بعد الهجرة المليونية عام 1991.التي كانت سببها حرب الخليج الثانية . حيث إجماع دولي للحرب على النظام العراقي بقيادة الجلاد ودكتاتور العصر صدام حسين الذي أدى على سقوطه ومن ثم إعدامه أمام الشعب العراقي والعالم أجمع . والتي ستكون نهاية كل دكتاتورية المنطقة والعالم . وبهذا قد دخلت العراق مرحلة جديدة مرحلة تبني النظام الفدرالي بموجب دستور جاء بمشاركة جميع الأطراف العراقية . التي بات واضحا تهرب القادة العراقيين مبدين عدم إرتياحهم من هذا الدستور الذي يضمن حقوق الجميع من دينية والقومية والمذهبية.إن دل هذا التهرب من قبل القادة العراقيين على شيء إنما يدل على شوفينية القادة العراقيين تجاه الشعب الكوردي وقضيته العادلة من جهة.ومن جهة أخرى خضوعهم للنظام الإيراني وفقدانهم القرار السياسي العراقي المستقل. ولهذا فإن الوضع العراقي تحتاج إلى ثورة حقيقية لتضع العراق على سكة الأمان والإستقرار.وفي هذه
الأثناء أقدمت حكومة إقليم كوردستان العراق على دخول مرحلة جديدة أيضا . حيث بدأ بتطوير قدراتها العسكرية المتمثلة بالبيشمركة الأبطال ماديا ومعنويا.والبدء ببناء صرح إقتصادي متين في إدارة الإقليم إقتصاديا . وبناء أوثق العلاقات مع محيطه خاصة مع المجتمع الدولي وبالأخص منهم دول صناع القرار لكل من الولايات المتحدة الأمريكية روسيا والإلحاد الأوربي.الذين يسكنون كل الإحترام والتقدير للقضية الكوردية التي لم تكتفي بالإقليم فقط . بل شملت القضية الكوردية على صعيد كافة الأجزاء . ويلاحظ هذا جليا بالدعوات التي توجه لأطراف الحركة الكوردية ومن كافة الأجزاء بزيارات متكررة لعواصم هذه الدول.فإن دل هذا على شيء إنما يدل على مدى إهتمام هذه الدول بالقضية عموما.
وهذا دليل على أن القضية الكوردية على رأس جدول أعمالهم في إيجاد حل دائم لهذه القضية.الذين باتوا يدركوا أنه دون حل القضية الكوردية في المنطقة لا يمكن أن يعم الأمن والإستقرار لمنطقة الأوسط.بالإضافة إلى تلاقي مصالح هذه الدول مع الشعب الكوردي وإعلان الدولة الكوردية المستقلة
بإختصار قد تغيرت جملة مفاهيم في بنية علاقات المجتمع الدولي فيما بينها.وتستند هذه التغييرات على :
– القضاء الآن على الإرهاب بكل أشكاله.
– سقوط الأنظمة الدكتاتورية والفاشية مهما عظم شأنه.وإقامة أنظمة ديمقراطية بدلا عنها.
– نشر الفكر والوعي الديمقراطيين بين دول وشعوب العالم خالي من النزاعات الفكرية والسياسية والقومية والدينية والمذهبية.
-عودة الحق لكل ذي حق حقه.
هذه هي رؤيتي ووجهة نظري لمجمل السياسة الدولية في القرنين الماضي والراهن.

إعلام enks اورفا

التعليقات مغلقة.