الشعب السوري ومنذ ثماني سنوات يترقب كل جديد يخرج من أي مؤتمر أو اجتماع دولي على أمل ان يكون بداية لإنهاء معاناته،
_ظهرت خلال سنوات الأزمة السورية العديد من السيناريوهات وبأشكالٍ مختلفة وتحت عناوين براقة من نشر الديمقراطية وحقوق الانسان، والقضاء على الحكومات المستبدة، تدخلت دولاً كُبرى وإقليمية في البداية بشكل غير مباشر اعتماداً على أجندات سورية وذلك لتمرير مخططاتها، وبذلك خلقت هذه الدول الكثير من التناقضات وشرخاً عميقاً داخل المجتمع السوري، وبعد كل هذه السنين ولم تتمكن هذه الدول من تحقيق مصالحهم أو من تسوية نفوذهم مع بعضهم.
الآن ومنذ فترة والعمل على قدم وساق من أجل تشكيل لجنة دستورية لوضع دستور جديد للبلاد، والمبعوث الأممي ستيفان ديمستورا قام بالعديد من الجولات في عدد من الدول الإقليمية والعالمية المعنية بالشأن السوري. اقترح على كل من النظام والمعارضة ومن الجهات المعنية إرسال أسماء خمسين شخصاً لكل طرف من أجل أختيار أعضاء اللجنة الدستورية لدراسة ووضع دستور يحقق حقوق جميع المكونات السورية. في وقت ما زال الصراع مستمراً بين جميع الأطراف الدولية، وحتى ان هذا الصراع تتشابك وتتداخل في كثير من الأحيان. أمريكا التي تحاول قطع أوصال إيران في سوريا باتفاق ضمني مع روسيا التي ترى ان إيران تنافسها في المنطقة الغربية من سوريا. وجنوب سوريا التي هي الآن تحت رحمة هجوم من النظام السوري وقصف روسي وبموافقة إسرائيل وأمريكا. وكذلك تركية التي تطمح إلى إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية على حساب الأراضي السورية، والتي تتفق مع الدول المحورية بحجج واهية وبموافقة كلٌ من أمريكا وروسيا. أمام كل هذا التشابك ويجري العمل من أجل وضع دستور للبلاد، وكذلك كل الأعضاء التي يتم تعيينهم متناقضين في رُؤاهم وتوجهاتم لمستقبل سوريا. هنا يتبادر إلى أذهان السوريين عدد من الأسئلة، كيف يتم تشكيل لجنة دستورية وما زال العمل العسكري موجوداً؟، أليس من الضروري والمُلح ان ننتقل إلى العملية السياسية قبل العمل في الدستور؟. وهل من المعقول القفز فوق العملية السياسية؟.
ألا يكفيكم دماء السوريين التي سالت، والدمار الذي لم يترك حجرٌ على حجر، ألا يحق للسوريين ان يهنئوا بعد كل هذه المعاناة، أم تريدون ان تجعلوا من تشكيل اللجنة الدستورية الانتقال إلى سيناريو جديد”.
الكاتب : عزالدين ملا ….
التعليقات مغلقة.